الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من ألم أسفل البطن يمنعني من الجلوس، فما تفسير حالتي؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله.

أنا فتاة عمري 17 سنة، أعاني من ألم أسفل البطن، منذ حوالي ثلاث أو أربع سنوات، حيث كنت في الطريق وفجأة أغمى علي، وذهبت إلى الطوارئ من شدة الألم، وكنت على وشك إجراء عملية، حيث أخبرني الطبيب بوجود كيس دموي تعرض للانفجار.

ظللت عشرة أيام تقريباً لا أستطيع الحركة من شدة الألم، وأحياناً أبكي، وعندما سافرت إلى مصر رجع الألم، ويرجع قبل الدورة بعدة أيام.

وقبل أسبوعين رجع الألم شديدا جداً، وفي كل مرة أراجع المستشفى يصفون لي سيروم وإبرا مهدئة، وقد عملت فحوصات كثيرة وتصوير ايكو، وقالوا: كيس على المبيض، ولكن اختلفوا في حجم الكيس، إلى أن راجعت طبيباً، وطلب مني عمل تصوير شرجي، واتضح منه أنني مصابة بالتهاب القولون العصبي.

في مرة أصبت بألم شديد أسفل البطن وتشنج جسمي كاملاً وكأنه خشب مع رجفة، ونقلوني إلى المستشفى حيث أصبت بهبوط في دقات القلب، وتعرق، وكل فترة يصيبني ألم لا أستطيع معه الجلوس، حيث يكون الألم في الحوض، فأستعمل فولتارين عيار 100 حتى يخف الألم، وفي ثاني يوم من الدورة يكون الألم شديداً.

هذا الأمر يزعجني ويتعبني كثيراً، وأعاني منه منذ فترة طويلة، ووزني ينخفض في كل مرة أكثر، بسبب الألم.

أتمنى منكم الرد والفائدة، وتفسير ما يحدث معي، وشكراً جزيلاً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Asel حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الألم الذي يأتي ويزيد قبل الدورة الشهرية، له علاقة بالأكياس الوظيفية التي تتكون وتنمو وتكبر في البويضات، والتي لم تنفجر داخل المبايض، وتتجمع فيها السوائل، أو الدم، نتيجة وجود شعيرات دموية داخل الكيس، وحتى أحيانا تتكون في جراب البويضة بعد انفجارها وخروج البويضة منها، نتيجة تجمع السوائل داخلها، وأحيانا تصبح أكياسا دموية نتيجة اختلاط تلك السوائل ببعض الدم، وسواء كانت المشكلة أكياسا أو تكيسا، فالعلاج غالبا متشابه.

والتكيس متلازمة PCOS لا تستطيع البويضات الخروج من تحت جدار المبايض السميكة، وبالتالي يختل التوازن الهرموني ويختل التبويض، وهذا يؤدي إلى عدم انتظام الدورة الشهرية، أو نزولها بشكل ضعيف، أو تأخرها بالشهور، مع وجود بعض الشعر الزائد وحب الشباب، في بعض مناطق من الجسم؛ نتيجة ارتفاع هرمون الذكورة.

والكسل في وظائف الغدة الدرقية من الأسباب التي تؤدي إلى ضعف التبويض، ولذلك يجب متابعة هرمونات الغدة الدرقية TSH & Free T4، وتناول العلاج المناسب حسب التحليل.

وكما هو معروف فإن السبب الرئيسي في حدوث التكيس أو الأكياس الوظيفية هو الوزن الزائد -وقد يحدث التكيس أيضا مع الوزن القياسي-، وبالتالي يمكنك اتباع برنامج علاجي وغذائي يشمل الحمية الغذائية وممارسة الرياضة، حتى ينقص الوزن في الشهور الستة القادمة، لمحاولة ضبط الهرمونات وضبط الدورة الشهرية، مع تناول أقراص جلوكوفاج 500 مج مرتين يوميا بعد الغداء والعشاء، لمدة 6 شهور، وهو دواء يستخدم لعلاج مرض السكري من خلال مساعدة الأنسولين الداخلي في الدم على العمل الجيد، ويستخدم في مساعدة المبايض على التبويض الجيد وعلاج التكيس.

وعلاج الأكياس والتكيس من خلال تناول حبوب منع الحمل ياسمين أو كليمن لمدة 3 إلى 6 شهور متتالية، ليس لمنع الحمل بالطبع، -فأنت فتاة عزباء-، ولكن لوقف التكيس وعلاج الأكياس الوظيفية، والتخلص من الألم، مع التوقف عند انتهاء الشريط حتى تنزل الدورة، ثم تناول الشريط الذي يليه، ثم تناول حبوب دوفاستون التي لا تمنع التبويض، وجرعتها 10 مج تؤخذ مرتين يوميا، من اليوم 16 من بداية الدورة حتى اليوم 26 من بدايتها، وذلك لمدة 3 شهور أخرى؛ حتى تنتظم الدورة الشهرية.

كما أن هناك بعض المكملات الغذائية قد تفيد في إمداد الجسم بالفيتامينات والأملاح المعدنية، وقد تقلل من مستوى هرمون الذكورة الذي يرتفع مع التكيس، ويساعد على ظهور الشعر في الوجه والصدر، مثل total fertility، ويمكنك أيضا تناول كبسولات اوميجا 3 أيضا يوميا واحدة، مع تناول حبوب Fesrose F التي تحتوي على الحديد، وعلى فوليك اسيد، مع اخذ حقنة واحدة من فيتامين د 600000 وحدة دولية في العضل كل 6 شهور؛ لأنها مهمة لتقوية العظام وللوقاية من مرض الهشاشة فيما بعد، مع تناول الغذاء الجيد المتوازن.

كذلك يجب الاهتمام بأكل الفواكه والخضروات بشكل يومي، مع تناول أعشاب البردقوش والميرمية، وهناك أيضا حليب الصويا، ولكل ذلك بعض الخصائص الهرمونية التي تساعد في علاج التكيس وتحسين التبويض.


حفظك الله من كل مكروه وسوء، ووفقك لما فيه الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً