الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من حبوب أعلى الكوعين، ولم يجدِ معها العلاج

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا بعمر 21 سنة، ووزني 65 كيلو جرام، المعاناة والأعراض: حبوب أعلى الكوعين، وأعاني من آثارها وآثار فتحاتها، والجروح تكوّنت بسبب فتح الحبوب، واليد اليسرى أكثر من اليمنى؛ لأني كنت أركّز عليها أكثر. وهذه الحبوب ظهرت منذ 15 سنة تقريبًا.

لم أكن أغتسل كثيرًا، ولم أكن أهتمّ ببشرتي، كنت ألعب في الشمس، وكنت أسقط من الدراجة على ذراعي، إلى أن صار عندي آثار حبوب وتصبّغات وآثار جروح، لا أعلم ما السبب؟ ربما من عدم النظافة أو العادة السرية؛ لأني كنت أفرط فيها، ومنذ أكثر من شهرين تركتها -ولله الحمد-.

الأدوية التي جربتها ونتائجها:
1- كريم (افالون) البرتقالي، كريم واحد كامل، النتيجة ضئيلة 5 - 10%، صارت الحبوب فاتحة اللون فقط.
2- خلطة (جلوسيد) مع زيت للوز المر والليمون، لمدة 3 أسابيع، والنتيجة أن الحبوب صارت فاتحة أكثر، أي بنسبة 10 - 15%، وبعض التصبغات الصغيرة جدًا ذهبت.

الآن وبعد البحث الطويل، وجدت أني لابد أن أقوم بالتقشير بالملح وزيت الزيتون، ونُصِحتُ أيضًا بأحماض الفواكه (جلاكيوس بودي 10%، وبعدها 15%).

أودّ نصيحتكم، وجزاكم الله خيرًا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أتصور أن ما تعاني منه في المنطقة أعلى الكوعين، هو مرض (Keratosis Pilaris)، وهو نتيجة لخلل في تقرّن الجلد عند فتحات بويصلات الشعر السطحية، وعادة ما يصيب الأجزاء العلوية من الذراعين، وكذلك الفخذين، وأماكن أخرى متفرقة من الجسم، مثل: الجزء العلوي من الظهر.

هذا المرض يكون في أشد حالاته وأكثرها ظهورًا في مرحلة البلوغ والمراهقة، وفي العادة يتحسن تدريجيًا مع التقدم في السن بشكل ملحوظ، وقد يختفي تمامًا، وتزيد المشكلة في فصل الشتاء، ومع قلة الرطوبة وجفاف الجلد.

العلاج الأمثل لهذه المشكلة، هو استخدام كريمات تنظيم تقرّن الجلد لفترات مناسبة، على الأقل لمدة من شهر إلى ثلاثة شهور، مثل: كريم (التريتينوين) الموضعي، ويكون استخدامه مرة واحدة يوميًا مساء فقط، ويُراعى وضع كمية قليلة في البداية؛ لأن هذه الكريمات يمكن أن تسبّب بعض الاحمرار والقشور؛ إذا تم وضع كمية كبيرة على الجلد، وبالأخص في بداية الاستعمال، لكن لا تقلق؛ لأنه العلاج الأمثل لك، وتدرجْ بالكمية بحكمة؛ حتى تحصل على النتيجة المطلوبة بأقل آثار جانبية ممكنة، وأنصح أن يتم علاجك تحت إشراف طبيب الأمراض الجلدية؛ لإعطائك كل المعلومات والمحاذير بشكل وافٍ، ومتابعة استجابتك للعلاج، والوقوف على أيّ متغيرات قد تحدث.

من الأشياء المهمة في العلاج: استعمال المرطبات باستمرار وبشكل يومي، وبالأخص بعد الاستحمام، والجلد ما زال رطبًا، و من الممكن استخدام المرطبات التي تحتوي على اليوريا وحمض (السالسيلك) بتركيز مناسب، مثل: كريم (Akerat).

بالإضافة إلى ذلك، فإنك تعاني من تغيرات صبغية وآثارٍ لحبوب وجروح قديمة، والإصابة بتلك المشكلات ليس له علاقة بالعادة السرية أو قلة الاستحمام، ولكنْ ننصح بالاهتمام بالنظافة الشخصية، والامتناع عن العادات السيئة، وإذا كانت المشكلة عبارة عن تغيّرات صبغية فقط بدون تغيرات في أنسجة الجلد، فيمكن استعمال كريم (أربيتين)، مرة مساء يوميًا لمدة شهرين، أما إذا كان هناك تغيرات في أنسجة الجلد، فيحتاج الأمر إلى تقييم الشكل (الأكلينيكي) لتلك الآثار بواسطة الطبيب؛ لكي يستطيع إخبارك بما يمكن عمله.

أخيرًا: لا داعي لاستعمال الوصفات الشعبية أو غير المدروسة علميًا بأشكالها المتعددة؛ حتى لا تسبب لك مشكلات تلامسية، ومن الممكن أن يكون استعمال المستحضرات التي تحتوي على مشتقات فيتامين (أ) أو أحماض الفواكه، فهي مفيدة لك، ولكن يجب تقييم الطبيب قبل الاستعمال؛ لاختيار التركيز المناسب على حسب الحالة، وإعطائك التعليمات المتعلقة بالاستعمال.

وفقك الله، وحفظك من كل سوء.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً