الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

معاناتي من التهاب المسالك البولية زادت بعد الإجهاض وأخشى على وظائف الكلى

السؤال

السلام عليكم

أنا امرأة متزوجة، أجهضت منذ شهرين، وأعاني من التهاب في المسالك البولية، وحرقان شديد، ودم في البول، وقد تكررت معي هذه الحالة ثلاث مرات، واشتريت دواء (سبرو باى) 500، أخذت منه 3 أقراص بالأمس، ولم أنتظر لعمل تحليل، أو مزرعة للبول، علماً بأنني عملت مزرعة سابقة للبول وأظهرت وجود بكتيريا.

منذ أسبوعين عملت سونارا لوظائف الكلى، وكانت النتائج سليمة، إلا أنني أشعر بألم في أسفل البطن والخصر منذ الإجهاض، فأخذت عدة أدوية مثل: دواء أُجمنتين، وفيتامين دال، وفيتامين سي.

أخشى على وظائف الكلى، وخاصة أن أحد أقربائي توفي بسبب معاناته من مشاكل الكلى، ماذا أفعل؟

أفيدوني، جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سائلة حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

إن تكرار الالتهابات البولية، يحتاج عادة لدراسة موسعة، بالمتابعة مع طبيب مختص بالمسالك البولية، وطالما أنك بدأت باستعمال المضاد الحيوي، ينصح بالمتابعة، وعدم إيقاف العلاج، وتناول العلاج لمدة أسبوعين.

ولكن لا بد من المتابعة مع طبيب المسالك البولية؛ لإتمام الدراسة، وذلك بالمشاركة مع طبيبة أمراض النساء؛ لإجراء دراسة كاملة لمعرفة سبب تكرار هذه الحالة.

نرجو من الله لك دوام الصحة والعافية.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
انتهت إجابة الدكتور: محمد مازن، تخصص باطنية وكلى.
وتليها إجابة الدكتورة: رغدة عكاشة، استشارية أمراض النساء والولادة وأمراض العقم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

عندما تتكرر الالتهابات البولية بهذا الشكل، وخاصة عندما تترافق مع نزول الدم، فهنا يجب عمل تقييم جيد لكامل الجهاز البولي، ابتداءً بالكلية، وانتهاءً بالإحليل، ومروراً بالحالب والمثانة، وذلك من أجل تحديد موقع خروج الدم أولا، وتحديد سببه ثانيا، فقد يكون هنالك تشوه في مكان ما، أو حصاة، أو أملاح، أو توسع في فتحة الحالب عند اتصاله مع المثانة، أو غير ذلك من الأسباب التي من الممكن أن تؤدي إلى انتكاس الحالة، وعدم استجابتها للعلاج.

وهنا ألفت انتباهك إلى نقطة هامة وهي: إذا لم يتم تناول المضاد الحيوي المناسب لنوع الالتهاب الموجود، فإن هذا المضاد قد يضر أكثر مما يفيد؛ لأن الجرثومة المسببة لهذا الالتهاب لن تتأثر أبداً، لكن ما سيحدث هو أن بعض الجراثيم الأخرى الموجودة، والتي كانت غير ممرضة قد تنشط وتصبح ممرضة، لذلك وكنصيحة عامة أقدمها لك ولأخواتي، وبناتي السائلات بأن لا تتناولن المضادات الحيوية إلا بعد استشارة طبية.

وأعود لأقول لك: بأنه يجب عمل تحليل لعينات متعددة من البول، تؤخذ من أوله ومن منتصفه ومن نهايته، وذلك من أجل تحديد مكان النزف ولو بشكل تقريبي، ويجب أيضاً عمل صورة إشعاعية عادية، وصورة ظليلة بالصبغة لكامل الجهاز البولي، وقد يلزم أيضاً عمل تنظير للمثانة، ثم لا بد من عمل زراعة لعينة من منتصف رشق البول، تؤخذ بكل حرص وحذر، بعد تنظيف منطقة الفرج جيداً.

فإن تم تشخيص وجود سبب للالتهاب، فيجب علاجه مع علاج الالتهاب، حتى لا تتكرر الحالة مرة ثانية، وإن لم يتبين أي شيء، فهنا قد يكون السبب هو حدوث عدوى بعد الإجهاض، وهذا قد يحدث خاصة إن كان قد تم عمل عملية تنظيفات لك، ففي خلال هذه العملية يتم عادة إدخال قسطرة رفيعة في الإحليل، من أجل إفراغ المثانة، وتسهيل عملية التنظيف، وهذا قد يؤدي إلى حدوث الالتهابات البولية عند النساء، بسبب قصر الإحليل عندهن.

لذلك أرى من الضروري جداً أن تقومي بمراجعة طبيبة مختصة بالمسالك البولية، فوجود الدم مع البول هو علامة هامة يجب عدم إغفالها، فقد يكون لها علاقة بالالتهاب البولي، وقد تكون مشكلة منفصلة تماما عن هذا الالتهاب، لذلك يجب الحذر عند التقييم، ويمكنك الاستمرار بتناول المضاد الحيوي إلى أن تظهر نتيجة الزراعة، فإذا تبين بأن (السبروباي) مناسب لنوع الالتهاب، فيمكنك الاستمرار بتناوله، أما إن كان غير مناسب، فيجب تغييره إلى النوع المناسب حسب نتيجة التحليل.

بالطبع -يا عزيزتي- إن مخاوفك في مكانها، فالالتهاب يجب أن يعالج بشكل جيد؛ لأنه قد يصعد إلى الكلى -لا قدر الله- لكن أكرر لك بأن الالتهاب البولي، وكما أنه قد يكون سبباً في حدوث مشاكل في الكلية، إلا أنه قد يكون أيضاً عرضاً لمشكلة خفية، وغير مشخصة، أي قد يكون نتيجة وليس سبباً للحالة، ولا يكفي علاج الالتهاب في مثل هذه الحالات لحماية الكلية، بل يجب علاج السبب معه أيضا.

وأحب أن أقول لك: بأنه ومع تقدم سبل العلاج، وتوفر الكثير من الأدوية الفعالة -والحمد لله-، فإن الغالبية العظمى من أمراض الجهاز البولي، بما في ذلك الالتهابات المتكررة، قد أصبح بالإمكان علاجها، وبشكل فعال وناجع -إن شاء الله تعالى-، فلا داع لكل هذا الخوف والقلق.

نسأل الله -عز وجل- أن يديم عليك ثوب الصحة والعافية دائما.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً