الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من الخوف الشديد منذ طفولتي، فما علاجه المناسب؟

السؤال

أعاني من الخوف الشديد منذ طفولتي، وحينما أمشي أو أتكلم أشعر بأن الكل ينظر إلي، وغالبًا ما أخاف أن أسأل مدرسي في سؤال ما، وأشعر بأن هذا الخوف يزداد عامًا بعد عام، وهذا الخوف منعني من المطالبة بحقي وحتى من التفوق في دراستي.

أرجو الإفادة، مع العلم أنه لا يتوافر لدي الإمكانيات المادية التي تمكني من أن أذهب إلى طبيب، وأرجو أن يكون سعر الدواء في المتناول، وما هي أضراره الجانبية؟ وهل هناك مانع أو أضرار إذا ما استمررت في أخذه طول حياتي؟ ومتى يبدأ مفعوله؟

وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أولاً: علاج حالتك ليس علاجًا دوائيًا، فليس من الضروري أن تتناول أي دواء، فأنت لديك مخاوف، وهذه المخاوف من الطفولة، فكل الذي تحتاجه هو التغيير السلوكي كما نسميه، وهذا ليس صعبًا، لكن يتطلب منك الالتزام، ويتطلب منك أن تطوِّر نفسك تدريجيًا، بمعنى أن العلاجات السلوكية ليس أمرًا يُطبقه الإنسان ليومٍ أو ليومين ثم يقول: قد تعالجتُ، لا، يجب أن تكون نمط حياة (طريقة حياة).

أريدك أن تجلس وتكتب نوعية المخاوف التي تعاني منها، ومخاوفك يظهر أنها من النوع الاجتماعي، بعد ذلك قُم بتحليل هذه المخاوف، لا تقبلها، ويجب أن تسأل نفسك: لماذا أخاف من هذا الموقف؟ أنا مثل بقية الناس، لن يُصيبني مكروهٌ إن شاءَ الله تعالى، كيف أكون حسَّاسًا لهذه الدرجة حول هذا الموضوع؟ اطرح على نفسك هذه الأسئلة، واطرح على نفسك الإجابات، وسوف تجد أنك قد فرضت على نفسك واقعًا جديدًا من حيث طريقة تفكيرك حول المخاوف.

هذا الذي ذكرته لك علاج نسميه بالعلاج المعرفي، من خلال التفكر مع النفس وإقناع الذات، ويتطلب منك استمرارية وقناعة.

النقطة الثانية: أن تقوم بوضع برامج يومية تطبقها في حياتك:
-أولاً: في المدرسة يجب أن تجلس في الصف الأول، هذا لا جدال فيه.

-ثانيًا: يجب أن تصلي مع الجماعة في المسجد، هذا لا جدال فيه.

-ثالثًا: يجب أن تشترك في أي رياضة جماعية مع زملائك، هذا أيضًا أمرٌ لا جدال فيه.

هذه الأسس أمور رئيسية مرتبطة بالواقع، مرتبطة بالحياة، حتى وإن شعرت بشيء من التوجُّس والمخاوف في بدايات هذه الأنشطة، فهذه ظاهرة جميلة جدًّا، ظاهرة صحيَّةٌ فلا تنزعج لها، وبالتدريج سوف تجد أنك أصبحت تقبل الأمور.

إذًا لا تُساوم نفسك في هذه الثلاثة التي ذكرناها.

النقطة الثالثة: يجب أن تكون لك مشاركات يومية في أنشطتك الأسرية، ويجب أن يكون لك تواصلٌ اجتماعيٌّ مع أرحامك ومع أصدقائك.

النقطة الرابعة: تنظيم الوقت وترتيبه، فنظم وقتك؛ لأن تنظيم الوقت يقوي النفس، ويقوي المهارات، فنم مبكرًا واستيقظ مبكرًا، وصلِّ الفجر في جماعة، واجلس لذكر ما بعد الصلاة ثم لذكر الصباح، ولن يستغرق كثيرًا، ثم ادرس لمدة ساعة -مثلاً- قبل أن تذهب إلى مرفقك الدراسي، فالمذاكرة في الصباح تجعل الإنسان أكثر استيعابًا للمادة التي يقرؤها، ويكون الحفظ أسهل ومُيسَّرًا، لأن النوم الممتاز، والنوم الصحيح يُفعِّل خلايا الدماغ ويُرممها.

هذا برنامج كامل وصحيح، وبعد أن تذهب إلى مرفقك الدراسي تنظِّم يومك حسب حاجتك، كل شيء تعطيه حقه من الفعالية والإنجاز، وفي عطلة نهاية الأسبوع لا بد أن تخرج مع بعض أصدقائك، تذهب إلى مكان طيب، تُروِّح عن نفسك، هذا أيضًا علاج مهم جدًّا.

والنقطة الأخيرة هي: أن تكون لك برامج في هذه الحياة، أهداف تتطلع إليها وتسعى لأجلها، وأن تكون جاداً في تحقيقها، وتضع الآليات والخطط والوسائل التي تُوصلك لهذه الأهداف.

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً