الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل لزيادة إفراز اللعاب علاقة بالتلعثم؟

السؤال

السلام عليكم

هل لزيادة إفراز اللعاب علاقة بالتلعثم؟ وما السبيل للخلاص من أخطاء مخارج الحروف؟

أتمنى أن تكون الإجابة تحتوي أكثر من إجابة واحدة، لأن سؤالي يتفرع لفرعين وأتمنى الاهتمام بهما.

هذا وشكراً لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ وليد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمشكلة اللعاب الزائد متعددة الأسباب، فقد يكون الإفراز الزائد بسبب التنبيه العصبي أو لسبب تخريشي من داخل الفم كتسوس الأسنان، والتهابات اللثة، أو لأسباب دوائية مثل المهدئات ومضادات التشنج، أو لأسباب ارتجاع الحمض المعدي المريئي الحنجري أو لمشاكل الكبد.

قد تكون بسبب صعوبة البلع لأسباب عصبية مركزية، كمرض باركنسون وضخامة اللسان، وتشوهات الفكين.

بالطبع فإن اللعاب الزائد عن الحد يكون مربكا، ويعطل سلاسة النطق الصحيح، ويؤثر على مخارج الحروف، وعلى هذا فلا بد من تشخيص السبب الحقيقي لكثرة اللعاب ليتم العلاج بحسب السبب ضمن خطة علاج النطق المتكاملة لدى اختصاصي النطق.

مع أطيب التمنيات بدوام الصحة والعافية من الله تعالى.
+++++++++++
انتهت إجابة د. باسل ممدوح/ استشاري أمراض وجراحة الأذن والأنف والحنجرة
وتليها إجابة د. محمد عبد العليم/ استشاري أول الطب النفسي وطب الإدمان

أخِي الكريم: أفادك الأخ الدكتور باسل ممدوح بإفادة وافية جدًّا فيما يخصُّ إفراز اللعاب بصورة زائدة، وأنا أقول لك: إن هذا الأمر يجب ألا يكون مزعجًا بالنسبة لك، لكن راجع الأطباء إن كانت هناك مشكلة في التهابات اللثة أو الأسنان، وهذا هي الغالب، وهذه يجب أن تُعالج.

الأمر الثاني: أن تستعمل مضمضة الفم والأسنان، هذه أيضًا تُساعد كثيرًا.

بالنسبة للحالات النفسية: غالبًا القلق لا يؤدي إلى زيادة في إفراز اللعاب إلا نادرًا، إنما قد يؤدي إلى شعور بالجفاف، وزيادة إفراز اللعاب ليس له علاقة بالتلعثم، إلا إذا كان هذا الإفراز إفرازًا كثيفًا، هنا قد يحسُّ الإنسان بشيء من عدم الارتياح أثناء الكلام، وهذا قد يؤدي إلى تلعثم.

هناك دواء بسيط جدًّا يُعرف باسم (بسكوبان Buscopan) معروف، إذا تناوله الإنسان بجرعة عشرة مليجرام يوميًا لمدة أسبوع إلى أسبوعين، هذا يؤدي إلى قلة شديدة في إفراز اللعاب، أو على الأقل الشعور بأن الإنسان ليس له مشكلة فيما يتعلق بإفراز اللعاب.

تمارين الاسترخاء أيضًا مفيدة جدًّا، وكذلك التمارين الرياضية، وإزالة الأسباب إن وجدت – كما ذكر لك الأخ الدكتور باسل -.

بالنسبة للتخلص من أخطاء مخارج الحروف: هذا غالبًا في بعض الأحيان يكون مرتبطا بأن الإنسان لم يكن أصلاً يعود نفسه على صحة المخارج، أو أن الإنسان يعاني من قلق أو خوف اجتماعي أو شيئا من هذا القبيل.

عليك أن تقابل مختصين: المختص الأول: هو محفظ القرآن، اذهب إلى أحد المشايخ، جالسه، وتعلَّم منه كيفية مخارج ومداخل الحروف، تعلَّم الجانب النظري، وكذلك الجانب التطبيقي.

أريدك – أيها الفاضل الكريم – أن تتدرب على الربط ما بين التنفس (الشهيق) على وجه الخصوص وإخراج الحروف، هذا قطعًا سوف يُساعدك كثيرًا.

المختص الآخر الذي يجب أن تقابله: أخصائي التخاطب، والحمد لله تعالى هذا التخصص الآن موجود، وهو تخصص محترم جدًّا، وأعتقد من خلال الاستماع إليه والأخذ ببعض التوجيهات من خلال مقابلة أو مقابلتين سوف تتحسَّن كثيرًا.

الذي أنصح به أيضًا هو: الإنسان الذي لديه عدم مقدرة على إخراج الحروف بصورة صحيحة أو يعاني من التلعثم أو اضطراب في الكلام، عليه أيضًا أن يتخذ نموذجًا قدوة، لا مانع أبدًا أن يستمع الإنسان إلى خطيب أو مُذيع - أو شيئا من هذا القبيل – ويحاول أن يُتابعه في كيفية إخراج الحروف والنطق.

الإنسان يمكن أن يقوم بإجراء تمارين بسيطة جدًّا، تتمثل في أن تُسجِّل المقاطع التي تقوم أنت بإلقائها، وبعد ذلك تستمع لما سجَّلتَ، وهذا قطعًا له عائد نفسي كبير جدًّا على الإنسان.

أخِي الكريم: كما طلبت تمت إجابة سؤالك من خلال تخصصين مختلفين، وأتمنى وأسأل الله تعالى أن ينفعك بما ذُكر لك.

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً