الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أمي مصابة بوسواس نظافة اليدين.. كيف يمكننا مساعدتها؟

السؤال

السلام عليكم.

أمي عمرها 50 سنة، مصابة بوسواس قهري من ناحية غسل اليدين، فهي تغسل يديها حتى لو كانت نظيفة، وسبب مرضها سحر قديم، وتأخذ الأدوية التالية: إفيكسور إكس إر 150ملجم، وأنافرانيل 25ملغ، ولاميتكال 100ملجم، وأيضا لديها مشكلة في رمي النفايات، حيث أنها لا ترضى أن يرمي أحد النفايات غيرها، خوفاً أن يتم رمي النفايات والكيس معقودا، ويجب أن تفك عقدته قبل أن ترميه، وتحب أن تقوم بذلك بنفسها للاطمئنان، إذ النفايات قد تكومت في المطبخ.

هي تعرف أنها على خطأ، لكنها لا تستطيع أن تسيطر على نفسها، فوجهوني جزاكم الله خيراً إلى سلوكيات تقوم بها للتخلص من هذا الوسواس، وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ عائشة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نشكرك على الثقة في إسلام ويب، واهتمامك بأمر والديك، و-إن شاء الله تعالى- هذا باب من أبواب البر، نسأل الله تعالى لك الأجر والثواب.
أيتها الفاضلة الكريمة: إن كان بوالدتك سحر فإن الله سيُبطله، ولا شك في ذلك، والله لا يُصلح عمل المفسدين، فلا بد أن تكون قناعاتها مبنية على ذلك، ولا بد أن ترقي نفسها، وأن تحافظ على صلاتها والدعاء والأذكار وتلاوة القرآن، وألا تكون ضحية للمشعوذين والدجالين، هذا من ناحية.

من ناحية أنها تعاني من وساوس: نعم هي مُصابة بوساوس قهرية، لديها وساوس الأفعال التي تقوم على وساوس الأفكار، وقطعًا الأفكار هي التخوُّف من الأوساخ، ولديها أيضًا الوساوس النمطية التي تتعلق برمي النفايات.

والدتك - أيتها الفاضلة الكريمة – تحتاج لأمرين: الأول: علاج سلوكي، يفضل أن تذهب وتقابل أخصائية نفسية للتطبيقات السلوكية. الأفعال الوسواسية تستجيب بصورة ممتازة للعلاج السلوكي، إذا طبقه المختص الحاذق والمقتدر، وكانت استجابة المريض وتعاونه جيدة.

مثلاً على سبيل المثال: أحد التمارين البسيطة جدًّا التي أُطبقها في مكتبي في بعض الأحيان، وهي أن أجعل الشخص الذي يعاني من وساوس الأوساخ أن يضع كف يده تحت حذائه، وأنا أقوم بمسك اليد حتى لا ينزعها الشخص، وبعد أربع دقائق إلى خمس دقائق أجعله يُمسك يده التي كانت أسفل حذائه بيده الأخرى لتنتشر الأوساخ فيما بين اليدين، وبعد ذلك أطلب منه أن يجلس لمدة خمس دقائق، ثم أعطيه كمية من الماء في كوب صغير ليغسل غسلتين، وأنا بنفسي أقوم بهذا الفعل، هنا – أيتها الفاضلة الكريمة – يكون التطبيق عمليا، مع وجود القدوة العلاجية السلوكية، وتكرار مثل هذا التمرين البسيط عشر مرات متتالية، فوائده رائعة جدًّا، وهكذا.

إذًا هنالك تمارين تطبيقية مفيدة جدًّا، قطعًا حين يُطلب من والدتك مثلاً أن تضع يدها أسفل حذائها أو في سلة النفايات ويقوم المعالج بمسكها هنا سوف يزداد قلقها ومخاوفها بصورة شديدة جدًّا، وهنا تكون القيمة العلاجية للخوف والقلق الشديد، لكن تستمر على نفس الوضع، وتتجنب الهروب من الموقف، وهذا قطعًا يؤدي إلى التدعيم العلاجي، وفي المرة القادمة سوف يكون مستوى القلق والتوتر أقل، وهكذا، عمومًا هذه فنيات علاجية معروفة، وأرجو أن تذهب والدتك للمختصة النفسية، وهي تحتاج لحوالي خمس جلسات فقط تقريبًا.

أحد الصعوبات التي يُعاني منها مرضى الوساوس القهرية هي التجنب، وهذا التجنب قد يظهر في شكل حتى تجنب مقابلة المعالج من أجل هذه التطبيقات السلوكية، فكوني أنت مُرشدة ومُساندة لوالدتك.

العلاج الدوائي مهم ومهم جدًّا، والأدوية المضادة للوساوس معروفة، منها البروزاك والفافرين، وكذلك الزيروكسات والسبرالكس، الإفكسر دواء جيد، لكنه ليس رائعًا في علاج الوساوس القهرية، الأنافرانيل ممتاز لكن يجب أن تكون الجرعة أكبر.

فربما تحتاج والدتك لأن يُعدَّل علاجها الدوائي، لكن هذا يجب أن يتم من خلال الطبيب المعالج، هذا مهم جدًّا، ولا تقوموا بأي تغييرات من جانبكم إلا بما يَنصح ويُرشد إليه الطبيب المعالج.

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً