الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من عدم الثقة بنفسي.. فما العلاج؟

السؤال

السلام عليكم.

أعاني من عدم الثقة بالنفس، فالآن عمري 31 سنة، وأحس أني خجول أو مرتبك أو غير قادر على التفكير والتركيز مع النساء، وأُصبح ساكتًا، لكن مع قريباتي، مثل: خالتي وعمتي أكون شبه طبيعي، لكن مع غيرهنّ أكون مرتبكًا.

الآن أستخدم (سريوكسات 25)، لكنه لم يعطِ نتيجة، وتركته، ولديّ عدم القدرة على النوم، معاناة مع القولون، لا أعلم هل هو عصبي أو هضمي؟ ولكنّ ألمَه يزداد مع الأكل.

علمًا أن شخصيتي ضعيفة، ومكتئب جدًا، أريد علاجًا يجعلني واثقًا بنفسي ومرتاحًا وغير مكتئب وجريئًا.

شكرًا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ كم أتمنى لقياك حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله لك العافية والشفاء.
الدواء مثل: (ا لزيروكسات) دواء ممتاز جداً لعلاج الخوف الاجتماعي والخجل الاجتماعي، ويحسن التركيز، ويعالج الاكتئاب النفسي، هذا إذا كانت العلة بيولوجية، أي متعلقة بالموصلات الكيميائية الموجودة في الدماغ، أو التي تسمى بالموصلات العصبية.

أنت لم تستفد من الدواء؛ لأني أعتقد أن مشكلتك هي مشكلة تفكير سلبي، وليست مرضًا نفسيًا اكتئابيًا حقيقيًا.
فيا أيها الفاضل الكريم، حرّر نفسك من التفكير السلبي، أنت بدأت قائلاً: إنك تعاني من عدم الثقة بالنفس، سلْ نفسك: لماذا لا أثق بنفسي؟! لماذا لا أكون مثل الآخرين؟ لماذا أحزن؟ لماذا لا أفرح؟ لماذا لا أكون فاعلاً؟ لماذا لا أكون إيجابيًا؟ لماذا لا أكون نافعاً لنفسي ولغيري؟ هكذا تُدار الحياة.

أيها الفاضل الكريم، أنت أسقطت على نفسك بالصورة اللاشعورية أفكارًا سلبية كثيرة، ألبستْك ثوب ما أسميتَه عدم الثقة بالنفس، لا، هذا الثوب انزعه تماماً، مزّقه تماماً، اجعل لنفسك رؤية إيجابية، ضع مشاريع لحياتك، ضع أهدافًا لحياتك؛ أهدافًا آنية، أهدافًا متوسطة المدى، أهدافًا بعيدة المدى، واعمل من أجل تحقيق هذه الأهداف؛ الإنسان الذي يعيش في فراغ هلامي بدون هدف، لا يُمكن أن يثق بنفسه؛ لأنه يكون في حالة من عدم الارتكاز والتركيز.

أيها الفاضل الكريم، اجعل لحياتك معنى -كما ذكرت لك- وكن إيجابياً في تفكيرك، ونظم وقتك؛ من خلال ممارسة الرياضة، النوم المبكر، صلاة الفجر في وقتها، الصحبة الطيبة، هذه هي الحياة -أيها الفاضل الكريم- وأنت في هذا العمر، لا أريدك أن تضيّع هذه الأيام الجميلة، لا تكن مستعبداً من خلال الأدوية، مثل: (الزيروكسات) أو غيره، أنت الذي تحتاج إليه هو بالفعل نظرة مختلفة حول ذاتك، وحول مقدراتك.

أريدك أن تكون صاحب همة اجتماعية، شارك الناس في أفراحهم وأتراحهم، تزور المرضى، تمشي مع الجنائز، تحضر الأعراس، تشترك في العمل الاجتماعي والثقافي، وتزور أرحامك، إذا نهجت هذا الطريق؛ فهذا هو علاجك، سوف تختفي أعراضك النفسية وأعراضك الجسدية وكل ما تشتكي منه.

مادام (الزيروكسات) لم يُفدْك، أعتقد أن المناسب لك أن تبدأ في تخفيضه، بجرعة 12.5 مليجرام، (الزيروكسات) دواء متعب جداً، إذا توقف عنه الإنسان فجأة، فخفض الجرعة إلى 12.5 مليجرام، استمر عليها لمدة شهر، ثم اجعلها 12.5 مليجرام يومًا بعد يوم لمدة شهر، ثم توقف عنه، واستبدله بالدواء الآخر، وهو (مريتازبين)، والذي يسمى (ريمانون)، الحبة تحتوي على 30 مليجرامًا، تناولْ فقط نصف حبة ليلاً، سوف يُحسّن نومك ومزاجك ولا شك في ذلك -إن شاء الله تعالى-.

أشكرك -أيها الفاضل الكريم-، وأتمنى لك الصحة والعافية.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • المغرب سجود لله

    الله معك انا عندي نفس المعانات

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً