الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تركت العادة السرية وازدادت شهوتي، ما نصيحتكم؟

السؤال

السلام عليكم

أنا بعمر 15 سنة، بدأت قصتي مع العادة لأربع سنوات إلى أن تركتها -ولله الحمد- قبل ثلاثة شهور، تركتها بصعوبة بالغة جداً، تركتها بسبب أنني قلت: اللهم لا توفقني في دراستي إذا فعلتها مرة أخرى.

في مدة الثلاثة الأشهر لم أحتلم سوى 3 مرات، والأسبوع الأخير منها اشتدت بي شهوتي؛ لدرجة أنني -أحيانا- لا أقابل أهلي بسبب الانتصاب، ولا أقدر أن أنام إلا بعد فترة من الزمن.

ماذا أفعل؟ إذا فعلتها فلن يوفقني الله في دراستي، وإذا تركتها يزداد الانتصاب، فأفشل عند أهلي! أريد حلاً؛ لأنني لم أحتلم منذ فترة، وشهوتي تكاد تنفجر، فهل يجوز أن أفعلها؛ لأنها ضرورة؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ trook حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

في مثل حالتك لا تكون العادة السرية هي الحل كما يتخيل البعض، ولكن الحل يكون في محاولة تجنب المثيرات الجنسية، والتزام غض البصر، وتجنب الاختلاط، وتجنب الأغذية التي قد تزيد الشهوة الجنسية، مثل: الحلويات، وعسل النحل، والأكل الحار، والحلاوة الطحينية، مع الحرص على الصوم والرياضة المنتظمة المجهدة، وقبل كل شيء اللجوء إلى الله، ودوام الذكر والطاعة والعبادة، وتجنب أوقات الفراغ، وشغل الوقت بطلب العلم والعمل.

مع اتباع النصائح السابقة، ومع حدوث الاحتلام ولو على فترات متباعدة؛ تتحسن الحالة، وقد نلجأ لعلاج بسيط للتحكم في الحالة، ومثال ذلك: citalopram 20mg نصف قرص صباحاً يوما بعد يوم، ولكن لا أفضل اللجوء إلى العلاج إلا بعد النصائح السابقة.

العادة السرية لن تكون إلا حلا مؤقتا، وستحتاج بعد لتكرارها باستمرار؛ مما يؤدي لآثار سلبية متعددة أخرى، فننصحك بتركها، وعدم العودة إليها.

إضافة من قسم الاستشارات:

أيه الأخ الحبيب: دع عنك التفكير بالشهوة والعادة وممارستها، وأنها ضرورة أو لا، فليست حلا لما تعانيه، ولما تجده.

واعلم أخي الكريم: أنك إذا اتبعت التعليمات والنصائح التي قالها لك الدكتور/ إبراهيم زهران؛ فلن تعد بحاجة للعادة، ولا لصرف الأوقات في التفكير فيها.

وأما بالنسبة لقولك: "إذا فعلتها فلن يوفقني الله في دراستي" فدع عنك هذا التفكير ولا تشغل بالك به، فلا يوجد ارتباط بين فعل العادة وعدم التوفيق في الدراسة، وحتى لو دعوت الله ألا يوفقك لو فعلتها، فكما دعوته بذلك فادعه بأن يوفقك لتركها والابتعاد عنها، وأن يوفقك في دراستك، ويجعلك من الناجحين، فالله لا يضيع من دعاه واتقاه واتبع رضاه.

وعلى فرض أن نفسك غلبتك ومارست العادة؛ فعليك بالتوبة إلى الله والرجوع له، وتركها والعزم على عدم العودة لها، كما يلزمك الاجتهاد في دراستك وسيوفقك الله إلى كل خير.

واعلم أخي: أن الله لو لم يوفق من عصاه في دراسته أو أمور حياته لهلك أكثر الناس، فما من إنسان إلا وله بعض المعاصي، والله سبحانه رحيم وحليم ويمهل العباد الذين يعصونه لعلهم يتوبون فيوفقهم، ولا يعجل الله المرء بالعقوبة على كل معصية، بل يستر عليه ويمهله لكنه لا يهمل حتى لا يستخف الناس بمعصيته.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • أوروبا سحر الحب

    كلام رائع

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً