الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

منذ أن استنشقت الكلور وأنا لدي رهبة وخوف من استعمال المنظفات.

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

أعتذر عن الإطالة مقدما، فلم أستطيع اختصار ما أعاني منه، بانتظار ردكم، وشكرا لكم وجزيتم خيرا.

أنا فتاة عمري 27 سنة، قبل عامين تعرضت لاستنشاق مخلوط الكلوركس والفلاش بالخطأ، لم أكن أعلم بوجوده في الحمام -أعزكم الله- خرجت لمكان فيه هواء نقي، واستخدمت جهاز البخار المنزلي، وتحسنت -والحمد لله-، ولكن أصبح لدي خوف من جميع المنظفات، فأشعر بضيق وخوف عند استخدامها.

بعدها بشهرين تحديدا في بداية الشتاء عانيت من ضيق شديد في التنفس، مع آلام في الأضلاع وجميع عظام الجسم، بعدها عانيت من وسواس شديد جعلني طريحة الفراش، واعتزلت جميع الناس، وأصبحت أخاف أن أخرج فيحصل لي شيء -لا قدر الله- يسبب لي أمراضا عديدة.

كنت أذهب للمستشفى بشكل يومي بسبب خوارج القلب وآلام العظام، وبعد عدة تحاليل أغلبها -والحمد لله- مطمئنة جدا، فلا أشكو من روماتيزم، ولا غدة، ولا فقرًا في الدم، باستثناء نتيجة فيتامين د كانت 6/70، استخدمت عدة أدوية ومسكنات لألم العظام، وفيتامين د، مع الكالسيوم، وأدوية أخرى للمعدة، فقد كنت أشتكي من التهاب بسيط سبب لي للأسف رهابا من الأدوية، فتركتها جميعا، وأصبحت أعرض نفسي للشمس، وأقنعها بأنه مجرد وسواس، فتحسنت -والحمد لله- جدا، لدرجة أنه مر عام ونصف لم أشك إلا أشياء بسيطة.

والآن رجعت لي آلام الأضلاع من الترقوة إلى الحجاب الحاجز وما يقابلها من الظهر، خاصة بين لوح الكتفين، لا أستطيع أن أضغط على أحد الأضلاع، وألم في آخر ضلع من اليسار، وأحيانا مع الحركة أو الجلسة الخاطئة، مع العلم أني عندما أستلقي على ظهري وقت النوم، وأدفئ نفسي بالغطاء، يخف الألم وأنام نوما متواصلا، وبالنهار تخف الآلام فقط من المغرب إلى وقت النوم، ولا يوجد سعال أبدا، ولكن أعاني من حرقة من بداية المعدة إلى الحلق، أي في منطقه الصدر كلها، وكأن هناك شعرة تمنعني من الأكل، ولكنه يخف بعد شرب حليب السعودية البارد.

هل ما أعاني منه من آلام في الصدر له علاقة بما استنشقته سابقا وسبب لي شيئا في الرئة أو الصدر أم سببه القلب أم من نقص فيتامين د؟ أم كل هذه الآلام من البرد؟

مع أني أعلم يقينا أن أعاني من الوسواس -والحمد لله- أحاول جاهدةً أن أتخلص منه باحتقاره والاستغفار، وأنجح في ذلك أحيانا كثيرة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سارة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بالنسبة للآلام في المنطقة بين الترقوة والحجاب الحاجز:
فالأرجح أنها تشنج عضلي، ويؤكد هذا التشخيص أن الضغط على الأضلاع أو الحركة والجلسة الخاطئة مؤلمة، وتتحسن الأعراض بالدفء، وتسوء بالبرد.

كما أن الحموضة المعدية الراجعة من المعدة للحنجرة لا بد من أن تسبب ألمًا على طول امتداد المريء، وقد يترافق هذا القلس الحمضي مع قرحة في نهاية المريء أو قرحة معدية، أو اثني عشرية، وكل هذه الحالات المرضية تسبب آلاما على طول المريء، وتترافق أحيانا مع اضطرابات في نظم القلب.

ولا علاقة لما استنشقته سابقا من مواد مخرشة للآلام التي تعانين منها في الصدر، حيث أن الاستنشاق يؤدي لالتهاب حاد في الصدر يزول تدريجيا مع العلاج، والوقاية من المخرشات خلال أيام معدودة، ولا يستمر لأشهر وسنوات.

بالنسبة للقلب فكما ذكرت لك فالاضطرابات الهضمية تسبب أحيانا اضطرابا في القلب، وقد راجعت المستشفى عدة مرات، وأجريت لك التحاليل والتخطيط، ولم يكن هناك ما يشير لمشكلة في القلب، وأما نقص الفيتامينات فلا يؤدي لما تشتكين منه من آلام.

الملخص: أن ما لديك هو تشنج عضلي صدري مع قلس هضمي معدي مريئي، وإن شاء الله بعلاج الحالتين يختفي الألم.

مع أطيب التمنيات بدوام الصحة والعافية من الله.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً