الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من التهاب غدة (بارتولان) فهل من علاج؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا أواجه مشاكل كثيرة كدت أدخل في حالة نفسية.
أولا: أعاني من التهاب غدة بارتولان، والتي تلتهب كل مدة من الزمن، حتى سببت لي خُرّاجا تم تنظيفه فقط، ولكن رجع من جديد، والآن أنا متعبة جدا، وقد سئمت من مقابلة الأطباء، ومن المضاد الحيوي الذي يتعبني كثيرا، ويسبب لي مشاكل في الهضم، وإمساكا شديدا.

أعاني من آلام حادة عند قضاء الحاجة وبعدها، ومن الجهة اليسار لفتحة الشرج، ومن الداخل؛ مما يقودني لأخذ المسكنات لتفادي الألم; فهل كل هذا يتعلق بغدة بارتولان أم أنها بواسير؟ وهل يجب علي استئصالها؟ وهل بقاؤها ملتهبة يؤدي إلى مضاعفات؟

سمعت أنها تؤدي إلى التهابات في الجسم بأكمله؛ بالإضافة إلى العقم في بعض الحالات، فهل هذا الكلام صحيح؟ وهل يعني التهاب هذه الغدة أن الفتاة لها ميول جنسي أو ما إلى ذلك؟

علما أني فتاة غير متزوجة، وعندما أشعر بأنها امتلأت (الغدة) أقوم بضغطها لكي تفرغ، وعندها أحس بشيء خرج من فتحة الشرج؟ فهل يؤثر هذا على غشاء البكارة؟ لأني ألاحظ أنه بارز للأمام، وأطرافه لونها أحمر، وأخشى أن يكون تمزق، ولكني لم ألاحظ أي دم أو شيئا من هذا.

وكذلك ألاحظ حبوبا صغيرة جدا في الشفرتين الكبيرتين من الداخل في الأعلى، تؤلم جدا عند الضغط عليها، وتظهر بين مدة وأخرى، فما كل هذا؟

وعندي مشكلة أخرى، تؤرقني كثيرا، وتسبب لي آلاما نفسية، تمنعني من مقابلة الطبيبة، اكتشفتها مؤخرا، وهي شكل الأشفار والبظر المترهلان، فأعاني من سواد شديد في المنطقة، خاصة الأشفار، مع العلم أني سمراء، وأعاني من جفاف شديد في أعلى الشفرتين، بالقرب من البظر، حتى إنها تظهر شبه مقطعة، نعم كأن فيها عدة قطعات.

علما أني لا أمارس العادة السرية، والحمد لله، فهل من الممكن أن يكون سببها طريقة تنظيف المنطقة، فأنا أستعمل أي صابون ليس بالضرورة طبيا، وكنت أنظف المنطقة جيدا بلا رحمة.

أرجوك يا دكتورة: ما سبب هذا التمزق؟ وما علاجه؟ وهل يحتاج إلى علاج أم أنه يلتئم وحده؟ وكم يحتاج من الزمن لكي يلتئم؟ وهل يختفي هذا الترهل؟ أخاف إذا رآني الطبيب يقول أني أمارس العادة، مع أني بريئة، فماذا أفعل يا دكتور؟

جزاك الله خيرا أنقذني فأنا وصلت لحالة نفسية سيئة جدا، تعيق مستقبلي، ودراستي، وعلاقاتي الاجتماعية، وصرت لا أفكر إلا في هذا الكابوس، وغير قادرة على مواجهة الطبيبة المختصة، وهل لكل هذا علاقة بالعين أو السحر؛ لأني مصابة بالعين، لكن في جانب دراستي أرجو الوقوف على كل كلمة، وأعتذر كثيرا للإطالة.

بارك الله فيكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ريماس صلاح حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك ابنتنا الكريمة في استشارات إسلام ويب.
بالنسبة لعلاقة ما تعانين منه العين أو السحر؛ نصيحتنا لك ألا تهتمي بهذا الجانب، ولا تُصرِّي على عزو ما أنت فيه من آلام إلى مشاكل أو مصائب العين والسحر، وما دام السبب حسِّيًّا، وقد أرشدتك الطبيبة الدكتورة رغدة، وكذا الأخ الدكتور عطية –جزاهما الله خيرًا- إلى وسائل العلاج والتداوي؛ فينبغي لك أن تأخذي بهذه الأسباب وتمتثلي قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (تداووا عباد الله) وتُريحي بالك ونفسك من همَّ الإصابة بالعين أو بالسحر.

والإصابة بالعين أو بالسحر علاجها سهلٌ يسير فيما لو ثبت ذلك، ولكننا لا نرى أن ذلك ثابتًا في حقك ما دمت تعانين من أمراض أسبابها حسِّية معلومة، ومع هذا لا بأس أن تستعملي الرقية الشرعية وتداومي عليها، وأحسن من يرقيك أنت، فإن صاحب المصيبة يكون قلبه معلقًا بالله تعالى، وإذا دعاه دعاه دعوة مضطر، فتكون دعوته أقرب إلى الإجابة من دعاء غيره.

فداومي على استعمال الأذكار الشرعية في مسائك وصباحك وليلك ونهارك، ولا سيما الأذكار الموظفة كأذكار الصباح والمساء والنوم والاستيقاظ، ودخول الخلاء والخروج منه، ونحو ذلك، وأكثري من قراءة القرآن، لا سيما سورة البقرة، وخصوصًا آية الكرسي، والآيتان الأخيرتان من سورة البقرة.

ولا بأس بأن تقرئي في كفَّك الفاتحة وتنفثي، وكذا: {قل هو الله أحد} والمعوذتان، وآية الكرسي، والآيتان الأخيرتان من سورة البقرة، تقرئين في كفَّك وتنفثين ثم تمسحين جسدك.

ولا بأس كذلك من قراءة شيء من القرآن، هذه الآيات أو السور التي سمَّيْناها أو غيرها من الآيات التي فيها ذكر السِّحْر وإبطاله، تقرئينها على الماء، ثم تشربين من ذلك الماء وتغتسلين منه.

فهذا كله نافع -بإذن الله تعالى- سواء حصل بك مرض أو لم يحصل، فإن الرقية تنفع مما نزل بالإنسان ومما لم ينزل به، كما يُقرر العلماء ذلك، ولكن نؤكد ثانيةً على نصيحتنا لك وهي: ألا تُقلقي نفسك بالتفكير بالعين أو بالسحر أو نحو ذلك.

نسأل الله تعالى لك السلامة وعاجل العافية.
__________________________________________
انتهت إجابة الشيخ أحمد الفودعي استشاري الشؤون الدينية والتربوية.

وتليها إجابة الدكتورة رغدة عكاشة استشارية أمراض النساء والولادة وأمراض العقم.
__________________________________________

نعم -يا عزيزتي- فمن المعروف بأن كيسة غدة بارثولين قد تعاود الظهور ثانية, خاصة إن تم تفريغ الكيسة فقط من دون أن يتم عمل فتحة دائمة فيها لتفريغ محتوياتها؛ لذلك فإنني أرى بأنه من الضروري جدا أن تقومي بزيارة طبيبة تكون مختصة بأمراض النساء، وذات خبرة عالية, وليس إلى طبيبة عامة, وذلك من أجل أن تقوم بعمل عملية صحيحة, يتم فيها تفريغ الكيسة, ثم قلب حواف قناتها للخارج وخياطتها, مع عمل فتحة جديدة لها, ليتم تفريغ محتوياتها باستمرار, والعملية تسمى بـ (توخيف الغدة), وبهذا ستكون نسبة النكس قليلة جدا, بإذن الله تعالى.

إن أي خرّاج يحدث في أي مكان في الجسم قد ينتشر إلى المناطق المجاورة له, وبعد ذلك قد ينتشر إلى الدم -لا قدر الله- ومن هنا كانت أهمية علاج أي خراجة في أي مكان بطريقة صحيحة.

إن كيسة أو خراجة (غدة بارثولين) هي من الأمراض الكثيرة الحدوث عند النساء, سواء كن متزوجات أو غير متزوجات, ولا علاقة بين حدوث هذه الكيسة أو الخراجة, وبين الرغبة الجنسية على الإطلاق, فهي تحدث أيضا في النساء بعد سن انقطاع الدورة.

وما حدث عندك لا يمكن أن يؤثر على غشاء البكارة, فاطمئني من هذه الناحية؛ لأن الغشاء لن يتأثر من الخراجة، ولا من العملية، وسيبقى سليما تماما, بإذن الله تعالى.

وأنبهك إلى خطورة قيامك بالضغط على الخراجة لإفراغها, فهذا الضغط قد يؤدي إلى انتشار الالتهاب من الخراجة إلى الأنسجة المجاورة, وقد يكون ما تشعرين بخروجه من فتحة الشرج عند الضغط على الخراجة, قد نتج عن انتشار الالتهاب وحدوث ناسور بين الغدة وبين قناة الشرج, وهذه نقطة هامة يجب الانتباه إليها عند ذهابك إلى الطبيبة, وتتطلب عمل فحص دقيق من قبل الطبيبة للتأكد هل حدث ناسور أو أي اتصال بين الخراجة وبين الشرج, أم لا.

بالنسبة للحبوب التي تظهر في الأشفار الكبيرة, فهي ناتجة عن التهاب أجربة الشعر، والغدد الدهنية والعرقية الملحقة بها, ويمكنك الآن تناول حبوب للالتهاب تسمى (أوغمنتين)عيار 1 غرام حبة صباحا وحبة مساء، مدة أسبوع, مع استخدام نوعين من الكريم، نوع يسمى (كيناكومب) ونوع يسمى (فوسيدين)، دهن مرتين من كل نوع في اليوم, أي أن المجموع سيكون 4 مرات في اليوم, لكن بالتناوب بين النوعين, ولمدة أسبوع.

بالنسبة للاسوداد وتدلي الأشفار؛ فهذا شيء كثير الحدوث, خاصة عند ذوات البشرة الغامقة, وعند تكرر الالتهابات, وبعد شفاء الالتهابات سيتحسن الحال إن شاء الله, لكن لن يزول كليا, وهذا شيء طبيعي ومتوقع, وقد يحدث أو يتواجد عند الكثير من النساء بدون سبب, بل بشكل خلقي ووراثي.

وبالنسبة لشعورك بأن المنطقة فوق البظر مقطعة, فهي ليست كذلك, وما تشاهدينه أو تشعرين به هو الأمر الطبيعي؛ لأن المنطقة التي فوق البظر هي عبارة عن مكان لالتقاء نهايات الأشفار الكبيرة, التي تشكل فوق البظر ما يشبه الغطاء أو القلنسوة, تسمى (قلنسوة البظر) وهي تقابل (القلفة) في العضو الذكري, أي أنها ليست تمزقا, بل هي جزء من نهايات الأشفار الكبيرة.

أنصحك بالتوجه إلى الطبيبة المختصة بأسرع وقت ممكن, من أجل عمل عملية (توخيف للغدة)، ومن أجل فحص منطقة الشرج، والتأكد هل حدث فيها ناسور أم لا, ولا داعي للحرج, فالطبيبة النسائية معتادة على فحص الفتيات والنساء من كل الأعمار, ومعتادة على رؤية كل أشكال التغيرات في الفرج, الخلقية منها والمكتسبة, وهي لن تظن السوء بك؛ لأنها تعلم بأن هذه التغيرات تحدث مع حدوث الالتهابات، أو قد تكون خلقية, وسيكون كل همها هو مساعدتك في علاج الحالة, بإذن الله تعالى.

نسأل الله عز وجل أن يديم عليك ثوب الصحة والعافية دائما.
__________________________________________
انتهت إجابة الدكتورة رغدة عكاشة استشارية أمراض النساء والولادة وأمراض العقم.

وتليها إجابة الدكتور عطية إبراهيم محمد استشاري طب عام وجراحة وأطفال فأجاب:
فنتناول ما يتعلق بالإمساك وعسر الهضم، حيث يعتبر نقص السوائل والألياف في الطعام المسبب الرئيس لحالة الإمساك تلك، وما يتبعها من حدوث شرخ شرجي، والذي يؤدي إلى حدوث ألم عند التبرز، وظهور البواسير في المنطقة، والتي قد يصاحبها نزول دم بعد الغائط، ووجود أوردة متدلية أثناء البراز، أو حتى بدونه في مراحل البواسير المتقدمة.

والنقطة الأهم في علاج البواسير والشرخ الشرجي هي علاج الإمساك، والذي يؤدي إليها، ويتم ذلك من خلال شرب الماء بكميات كافية، وتناول العصائر، خصوصا عصير الخوخ، وتناول فاكهة التين الطازج أو المجفف المنقوع، وتناول السلطات مع زيت الزيتون والخبز الأسمر، وشوربة الشوفان، وتلبينة الشعير، وهي عبارة عن مغلي ملعقتين شعير مطحون في كوب حليب دافئ قبل النوم، كل ذلك يساعد على إخراج لين.

وبالتالي عدم الضغط على فتحة وعضلات الشرج، وإعطاء فرصة للبواسير في الشفاء التام والسريع، مع تناول حبيبات (Agiolax) ملعقة كبيرة مرتين يوميا؛ للمساعدة في علاج الإمساك أو أكياس (fybogel) على كوب من الماء، وبالتالي يمكن علاج البواسير من الدرجتين الأولى والثانية، وعلاج الشرخ الشرجي أيضا -إن شاء الله- وليس للبواسير علاقة بالتهاب غدد بارثولين.

والعلاج الطبي للبواسير هو تناول كبسولات دافلون 500 مج، كبسولتين ثلاث مرات يوميا لمدة 4 أيام، ثم كبسولتين مرتين يوميا لمدة ثلاثة أيام، وبعد ذلك كبسولتين يوميا مرة واحدة لمدة 3 أشهر، وهناك تحاميل مثل بروكتوهيل مرتين يوميا، ومثلها مرهم دهان حول الشرج من الداخل والخارج، وتناول حبوب بروفين 600 مج عند الضرورة؛ لعلاج الألم وممارسة الرياضة والمشي؛ لأن الجلوس كثيرا يساعد على تكون البواسير، وترك الحار والتوابل في الطعام.

وفقك الله لما فيه الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • مصر ريهام

    نسأل الله الشفاء العاجل لمرضى المسلمين والمسلمات

  • الإمارات منى

    الايجابة ممتازة ومفصلة يعطيكم العافية ولكن كيف يتم الدفع

  • مصر Aml

    اللهم اشفى مرضى المسلمين
    جزاكم الله خيرا

  • مجهول دليلة

    شكرا

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً