الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

والدي على خلاف مع إخوته قد يصل للسجن.. كيف أتدخل لحل الخلاف؟

السؤال

نشب خلاف حاليًا بين والدي وإخوته بسبب أمور تجارية، وهم يتشاجرون معًا، ومع كل منهم حجته الكافية لإثبات أنه على الحق فيما يقول، وأنا لم أتمكن من تحديد من هو الطرف المحق منهم، كما أنه توجد قضايا ضد والدي بسبب أعمال شاركهم فيها، وقد يذهب إلى السجن قريبًا.

والدي الآن يطلب مني أن أساعده في قضيته ضد إخوته، ولكني لا أعلم من هو الطرف الذي على الحق منهم، ولا أدري ماذا أفعل؟ فهل أساعد والدي في ذلك أم أبقى محايدًا؟ ولكني لو لم أساعد والدي فقد يدخل السجن، فأرجو أن تشيروا عليّ مع أي الطرفين أقف؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ iSHAQUE حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ابننا الفاضل- ونشكر لك الاهتمام والتواصل والسؤال، ونسأل الله أن يقر عينك بالصلح بينهم وبصلاح الأحوال، وأن يحقق لنا ولكم في طاعته الآمال.

عليك أن تساند الوالد ولا تظلم الأعمام وانصر والدك ظالمًا أو مظلومًا، فإن كان مظلومًا فسانده حتى يأخذ حقه، وإن كان ظالمًا فساعده بحجزه عن ظلم إخوانه مع ضرورة أن يكون ذلك وبأسلوب هين ولين، واجتهد قبل ذلك في الإصلاح، وتواصل مع أعمامك، واطلب منهم ألا يدخلوا والدك إلى السجن، وحاورهم في أدب ولطف مع حفظ مقام والدك، ومقامهم وانقل المشاعر النبيلة بينهم وادع الأصغر فيهم إلى احترام من يكبره سنًا والتزم بآداب الشرع في الإصلاح، ورفض الظلم أيا كان مصدره.

ونتمنى ألا تسمح لأعمامك بإدخال والدك إلى السجن وامنع والدك من إلحاق الأذى بهم، وإذا كان لأعمامك شباب في سنك، فاطلب منهم أن يكون لكم كشباب دور في تلطيف الأجواء وتخفيف الاحتقان.

ومن المهم معرفة سبب الخصام والاجتهاد في معرفة صاحب الحق لتطالبه بأن يحسن الطلب لحقه، وتعرف المتجاوز لتذكره بالله مع ضرورة أن يتذكر الجميع الذي بينهم أكبر من الخصومات.

وهذه وصيتنا للجميع بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه والصبر، ونتمنى ألا تظهر لوالدك أنك لا تؤيده، ولكن عليك بالحكمة، وإذا كان يرفض التواصل مع إخوانه، فتواصل أنت معهم في خفاء وهدوء وأدب وافهم منهم ومنه، ثم انصر من معه الحق.

سعدنا بمشاعرك النبيلة التي دفعتك للكتابة والتواصل، ونشعر أنك مؤهل للقيام بأدوار كبيرة، فاترك التردد وبادر مستعينًا بالله ومتوكلاً عليه.

ونسأل الله لك التوفيق والهداية والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً