الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما تفسير أن ابني يرى الأشياء أمامه كبيرة الحجم؟

السؤال

السلام عليكم

طرأت على ابني ذي العشر سنوات حرارة 38 درجة، واستخدمنا له علاج ارتفاع الحرارة، مع عمل كمادات فاترة, ثم حدث له وهو نائم أن استيقظ مذعورا، وأصبح يرى الأشياء أمامه بحجم كبير، مع بكاء وخفقان، وأصبح يمشي كأنه في المسعى يذهب ويجيء، وهو غير مدرك ما يفعل!

علما بأن الحرارة ليست عالية، وبعد أسبوع عادت له الحالة من غير ارتفاع بالحرارة.

الرجاء منكم تفسير ما يشاهده بأن الأشياء حوله كبيرة الحجم، والخوف والهلع الذي يصيبه، وتكون مدتها ربع ساعة تستمر معه.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حسين حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

هذا الابن – حفظه الله – حدث له نوع من الذعر والخوف الليلي، ودرجة الحرارة كثيرًا ما تؤدي إلى شيء من الهذيان واضطراب الإدراك؛ مما يجعل الإنسان يحسُّ بخوف شديد، وقد تكون هنالك بعض الهلاوس البصرية، وهي هلاوس كاذبة، وحدث لهذا الابن أنه يرى الأشياء مضخمة وأكبر من حجمها، هذا نوع من الهلاوس الكاذبة وليس أكثر من ذلك.

هذا الابن يحتاج لأن نطمئنه، وألا يجهد نفسه كثيرًا، وأن يكون مسترخيًا في الفترة التي تسبق النوم، على الأقل لمدة ساعة، يجب أن يكون على سريره أو جالسًا على كرسي بارتياح، ولا يُشاهد برامج تلفزيونية مفزعة أو عنيفة، وأن يقرأ شيئًا من القرآن، وعلِّمه أذكار النوم، وأشعره دائمًا بالطمأنينة.

ربما يحتاج هذا الابن أيضًا إلى بعض الفحوصات منها تخطيط الدماغ، معرفة مستوى كهرباء الدماغ أيضًا قد يكون أمرًا جيدًا، في بعض الأحيان مثل هذه التغيرات والتفاعلات من هلع وهرع وهلاوس كاذبة، ربما تكون مرتبطة ببعض التغيرات الكهربائية البسيطة في حركة كهرباء الدماغ، هذا من أجل التأكد فقط وليس أكثر من ذلك.

أقول: إن مثل هذه الظواهر في أثناء الطفولة كثيرة، وبعضها يختفي تدريجيًا، ودون أن يُشخَّص، فكل الذي أراه هو أن تتبع ما ذكرته لك من إرشاد، وإذا كان بالإمكان أن يتم إجراء الفحوصات اللازمة لهذا الابن، هذا أيضًا سيكون أمرًا جيدًا.

حاول أن تطور مهاراته، بغض النظر عن أعراضه هذه، اجعله يعتمد على نفسه، اجعله يُشارك الأسرة بصورة أكثر إيجابية، اجعله يلعب مع زملائه من الأطفال الذين هم في عمره، هذا كله يساعده كثيرًا في أن يصرف انتباهه تمامًا عن هذه الأعراض.

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً