الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أتخلص من انتفاخ القولون وأعراضه؟ أرشدوني

السؤال

السلام عليكم.

أنا حامل في الشهر الرابع، وأعاني من انتفاخ القولون، فهو يجعلني غير قادرة على التنفس، ويسبب لي إمساكاً ورائحة فم كريهة، لا أشعر بالألم، لكن يزعجني كثيراً، حيث أشعر أن الطعام في معدتي صلب لا يهضم، وفي كل صباح استفرغ حمض المعدة وهواء، فما الحل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ آية عرب حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

إذا كانت الشكوى من الانتفاخ والإقياء موجودة عندك من قبل حدوث الحمل، ففي هذه الحالة لا يكون لها علاقة بالحمل، ويجب أن تقومي بمراجعة طبيبة مختصة بالأمراض الهضمية, للتأكد من عدم وجود مرض في المعدة والأمعاء، يكون هو السبب، مثل: القرحة, أو التهابات المعدة والأمعاء، أو الفتق، أو غير ذلك.

لكن إن كانت الشكوى قد ظهرت عندك في الحمل فقط، فهنا يمكن القول بأن السبب هو الحمل، لأن الحمل يؤدي إلى مثل كل هذه الأعراض، والسبب هو ارتفاع هرمون البروجسترون في الدم, وهو هرمون يفرز من المشيمة بكميات عالية جدا, ويعمل على إرخاء عضلات الرحم الملساء ليثبت الحمل، وبما أنه يرخي عضلات الرحم، فإنه سيقوم أيضا بإرخاء كل العضلات الملساء الأخرى الموجودة في الجسم، ومن أهمها: العضلات الملساء الموجودة في الأمعاء، مما يؤدي إلى اتساع المعدة، والشعور بالانتفاخ والكسل فيها, وهذا يؤدي إلى حدوث الضغط على الحجاب الحاجز والرئتين وحدوث ضيق النفس.

كما أن ارتخاء الأمعاء يسيبب حدوث الإمساك الذي يزيد من الشعور بالانتفاخ، وحدوث ارتخاء في عضلات معصرة -الفؤاد-، وهي المنطقة التي تفصل بين نهاية المريء وبداية المعدة، مما يؤدي إلى حدوث القلس المعدي، أي رجوع الطعام أو إفرازات المعدة الحامضية من المعدة إلى المريء، مع حدوث تخمرات في بقايا الطعام ورائحة كريهة، وتختلف حدة هذه الأعراض من سيدة إلى أخرى، وحتى عند نفس السيدة, فإنها تختلف من حمل إلى آخر.

والعلاج, في كل هذه الحالات: هو علاج عرضي فقط، لأننا لا نستطيع إزالة السبب وهو الحمل، بل يمكن علاج الأعراض الناتجة عن ارتفاع هرمون البروجسترون إلى أن تتم الولادة، حيث سيعود وينخفض هذا الهرمون في دم السيدة، فمثلا: بالنسبة للإمساك، ننصح بالإكثار من شرب الماء, ومن تناول الخضروات والفاكهة، وعند الضرورة يمكن تناول حبوب ملينة مثل حبوب سيناكوت، فهي آمنة في الحمل, وتعمل على تليين كتلة البراز من دون أن تسبب الإسهال أو المغص.

وبالنسبة للانتفاخ في الأمعاء والقلس المعدي، فيمكن التخفيف منها عن طريق تناول وجبات صغيرة لكن متعددة, والابتعاد عن الأطعمة التي تهيج المعدة، مثل: الصلصات, التوابل, الأطعمة المحفوظة، أو التي تكثر فيها النكهات والملونات الصناعية, وعند الضرورة يمكن تناول شراب لتخفيف الشعور بالحموضة، مثل شراب مالوكس، ملعقة عند الضرورة, أو قبل وجبة الطعام بنصف ساعة.

وبالنسبة لضيق النفس, فننصح بوضع أكثر من وسادة عند النوم أو الاستلقاء, والأفضل النوم على الجانب الأيسر من الجسم، وهذا في الحمل فقط.

نسأل الله -عز وجل- أن يمن عليك بثوب الصحة والعافية دائماً.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً