الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا زلت أعاني من نوبات الهلع، فكيف أتخلص منها؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

شكرًا لجميع العاملين على هذا الموقع الجميل والمفيد.

أعاني من نوبات هلع منذ أكثر من سبع سنوات، واستخدمت علاجات كثيرة، وآخرها كان (سيروكسات سي آر 25)، حبة كل يوم، واستمررت على العلاج سنة، -والحمد لله- استفدت تمامًا، فقمت بالتخفيف من الجرعة إلى أن توقفت عن الدواء، وأول ستة أشهر بعد التوقف كانت الأمور طبيعية، ولكن بعد ثمانية أشهر عادت لي النوبات بشكل لا يُصدق.

الذي أعاني منه، هو مشاكل في المعدة، وغازات وانتفاخات، وصلت إلى درجة انتفاخات تكاد تقطع نَفَسي، وأحس بالموت!

ذهبت إلى طبيب جديد، ووصف لي (سيروكسات 12.5) و(ديباكين) و(دوجماتيل)، وأنا لي خبرة جيدة مع (السيروكسات) و(الدوجماتيل)، ولي عشرة أيام وأنا أستخدمهما، والأمور على ما يبدو جيدة نوعًا ما، ولكن لا أعرف ما هو (الديباكين 500)؟ ولم أستخدمه حتى الآن.

من الأعراض الأخرى خلال ست سنوات: لم يحدث أن أيقظتني نوبة الهلع من النوم، ولكني الآن أحيانًا أستيقظ، وأحس بالموت، فهذا عارض جديد.

طبعًا أنا أطبّق تمارين التنفس والاسترخاء، ولكن لا أعرف لماذا عادت لي نوبات الهلع مرة أخرى؟!

أرجو إفادتي، ولكم جزيل الشكر والاحترام.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عمران حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

حالتك بسيطة -إن شاء الله-، وأنت تسير في المسار الصحيح، حيث إنك بالفعل تعاني من نوبات الهلع هذه، وهي نوع من القلق الحاد الذي قد يكون ليس له أي مسبب، ودائمًا النوبات الأولى تكون هي المزعجة، وبعد ذلك يتطبع الإنسان ويتواءم ويواكب هذه النوبات، ومن خلال تحقيرها والدعم النفسي الإيجابي والاجتماعي وتناول الدواء يستطيع الإنسان أن يتخلص منها تمامًا.

أيها الفاضل الكريم، متابعتك مع الطبيب قطعًا سوف تعود عليك بأثرٍ ممتاز جدًّا، فراجع طبيبك، وانتظم على علاجك الدوائي، وطبق كل الإرشادات السلوكية التي يقولها لك.

فيما يخص علاج (زيروكسات) و(دوجماتيل): قطعًا هي من الأدوية الممتازة جدًّا لعلاج هذه الحالات.

أما بالنسبة (للديباكين) أو ما يعرف باسم (فالبرويت) أو (ديباكين كرونو): هذا دواء يُعطى كمُحسِّنٍ للمزاج أو مثبتٍ للمزاج، وهو في الأصل مضاد للصرع، لكن اتضح أنه يُنظِّم المزاج ويثبت المزاج، ويُعطَى أحيانًا كداعم للأدوية الأخرى، مثل: (الزيروكسات)، وأعتقد أن الطبيب ربما يكون أعطاك إياه لهذا السبب.

هذا الدواء أيضًا يستعمل لعلاج ما يسمى بالاضطراب الوجداني ثنائي القطبية، لكن قطعًا أنت لست لديك شيء من هذا.

المرة القادمة حين تقابل الطبيب أرجو أن تسأله عن موضوع (الديباكين)، وسوف يشرح لك -إن شاء الله تعالى– هدفه من إعطائك هذا الدواء.

لا تنزعج للأمر، فأحوالك طيبة، الأمور كلها إيجابية، وبالنسبة لمشاعرك التي تَبَقّتْ، وهي الإحساس بالموت كما ذكرت: هذا جزء من أعراض نوبات الهلع، والناس توسوس حول الموت، فيا أخي الكريم، اعرف أن الإحساس بالموت أو الخوف من الموت أو الوسواس حول الموت لا يزيد من عمر الإنسان لحظة ولا ينقص عمره أبدًا، فتوكل على الله، واسأل الله أن يحفظك، وأن يطيل عمرك في عمل الخير، واحرص على أذكار النوم؛ فهي مهمة جدًّا -أخي الكريم–، وتعطيك الشعور بالطمأنينة في بدايات النوم، وحتى عند نهاياته.

ممارستك لتمارين التنفس الاسترخائي، وكذلك الرياضة، أعتقد أنها سوف تكون أسسًا جيدة جدًّا لتدعمك علاجيًا ونفسيًا، وكن شخصًا فاعلاً وفعّالاً، أنت -الحمد لله- لديك الأسرة، لديك كل ما يمكن أن يكون إيجابيًا في الحياة، وهذا يُشكِّل عاملاً وحافزًا كبيرًا لك لتتخلص تمامًا من نوبات الهلع هذه.

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً