الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا أشعر بأي دافع للإنجاز ولا أخرج من بيتي.. أرجو المساعدة

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا شاب بعمر 23 سنة كنت خلال أيام الجامعة شعلة من النشاط، كورسات ومذاكرة، وكان عندي أهداف كثيرة، وكنت أسعى دائمًا، وكلما أفتر أرجع لنشاطي مرة أخرى، وكانت حياتي ممتازة، ثم تخرجت من الكلية، والآن عندي حالة غريبة، العكس 180 درجة، وليس عندي أي دافع لأي حاجة، ولا أريد أن أنجز أي شيء.

دائمًا أشعر أن هناك حملاً على صدري، ولا أخرج من بيتي إلا لضرورة، ودائمًا أجلس على النت أبحث عن وظيفة.

بعض زملائي اشتغلوا وهم أقل مني في القدرات، وعندي حالة غير مفهومة، وهي: فقدت الإحساس وأحس كأني ضائع.

شكرًا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرًا لك على الكتابة إلينا بهذا السؤال.

يبدو من خلال وصفك الجيد للحالة النفسية التي أنت عليها، ومن خلال فقط هذه الأعراض دون الأخرى التي لم تذكرها لنا، أن عندك أحد عدة احتمالات:

الأول: حالة من الاكتئاب النفسي بكل أعراضه من فقدان الرغبة والحماس لفعل شيء، وإيثار البقاء في البيت، وربما فقدان المتعة بالأمور التي كنت تستمتع بها في الماضي، وإن كان هناك عادة أعراض أخرى للاكتئاب كاضطراب النوم، واضطراب الشهية للطعام، والميل للحزن، وتذكر الإخفاقات التي يمكن أن تكون قد تعرضت لها في حياتك....

الاحتمال الثاني: أن عندك أعراض نقص نشاط الغدة الدرقية، وبالأعراض المشابهة للاكتئاب التي ذكرتها في الأعلى، ولذلك لا بد من فحص نشاط الغدة الدرقية، وعلاجها سهل بتعويض هرمون الدرقية.

الاحتمال الثالث: أن عندك حالة سلوكية، هي أقرب لإدمان الانترنت، ولذلك فأنت تجلس الساعات الطوال على الجهاز، وبذلك فالأعراض الأخرى إنما هي أعراض لهذا الإدمان، وليس العكس.

من هنا تلاحظ أن من الأهمية بمكان أن تأخذ موعدًا وتزور الطبيب النفسي أولاً ليأخذ القصة، والفحص النفسي والسريري، ومن ثم وضع التشخيص الدقيق، وبالتالي العلاج المناسب.

إن حياتك وصحتك من الأهمية بمكان ألا تترك نفسك لهذه الحالة النفسية، وأن تبادر للتشخيص والعلاج الذي حضنا عليه الإسلام.

مهما كان التشخيص النهائي، فإني أدعو الله تعالى لك بالتوفيق، وأن يكتب لك الشفاء.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • السعودية ريما

    الله يعينك ويسرلك
    ان شاء الله
    فيني كون معاك بدعااء

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً