الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أتوهم المرض والموت بسبب آلام كتفي وصدري

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سأكتب لكم معاناتي بالتفصيل، وبانتظار الرد الشافي منكم.

في الشهر الماضي عانيت من آلام في كتفي الأيسر، وكانت في أسفل كتفي من الجهتين، الجهة الأمامية ناحية الصدر، والجهة الخلفية أسفل الكتف، تحملت الألم ولم أذهب إلى الطبيب.

في اليوم الثاني شعرت بنبض شديد، وتعب مع إعياء، وشعور بالإغماء، والغثيان، والدوخة، شربت ماءً مملحاً، وحاولت تناول الإفطار، فأكلت حبة تمر واحدة، ثم ذهبت إلى الطوارئ مسرعة، كان معدل السكر طبيعياً، لكن الضغط كان منخفضاً، تم رفع ضغطي بواسطة المغذي، ثم عدت للمنزل وأنا في حالة نفسية سيئة وقلقة؛ بسبب آلام صدري وكتفي، ودقات قلبي السريعة.

في اليوم التالي ذهبت إلى استشاري العظام، وتم تشخيص حالتي بعد الفحص: بأنها التهاب في الأوتار، وكان العلاج عبارة عن 10 جلسات للعلاج الطبيعي.

ثم بعد ذلك ذهبت إلى الطبيبة النسائية، كي تشخص سبب الألم في صدري، والذي يتمركز في الجهة اليسرى من الثدي الأيسر، وبعد عمل أشعة الماموغرام، والتأكد من سلامة الفحوصات، وأنني لا أعاني من أي ورم ليفي أو غيره، كان التشخيص: بأن هناك كتلة بسيطة، تكونت بسبب طريقة نومي الخاطئة، أو ربما كانت بسبب الهرمونات.

وصفت لي الطبيبة كريماً، مع جل وحبوب، بعد تناول العلاج تحسن الألم، لكنه يعود بين فترة وأخرى.

في نهاية الجلسة الثامنة من العلاج الطبيعي، شعرت بسرعة خفقان القلب، وشعرت بالتعب، استمرت هذه الأعراض لمدة ثلاثة أيام، فذهبت لمستشفى آخر، ودخلت على استشاري العظام لكي أتأكد، شرحت له الألم وما أعاني منه من أعراض: في خفقان القلب، وضيق النفس، والوهن العام.

قام الطيب بعمل أشعة للكتف، وقال لي: إنه ضغط على العصب سببه الالتهاب، مع العلم بأن هناك تورماً واضحاً في كتفي، وأكد لي أن آلام الكتف ليس لها علاقة بآلام الصدر.

بعد ذلك قام الطبيب بإجراء تحاليل شاملة، وكانت النتائج سليمة، فقال لي: إن ما أعانيه حالة نفسية؛ لأن نتائج التحاليل سليمة، قام بعد ذلك بتحويلي إلى طبيب القلب، شرحت للطبيب ما أشعر به، وأخبرته بأنني أعاني من القولون، وأن أحد الأطباء سابقاً قال لي: إن غازات القولون من المحتمل أن تكون هي سبب زيادة الخفقان.

عمل تحاليلاً للغدة، وأشعة تلفزيونية للبطن، وتخطيطاً للقلب، وكلها كانت سليمة - بفضل الله -، طلب مني الاسترخاء والهدوء، ثم طلب مني عمل أشعة تلفزيونية للقلب في موعد آخر، لكنني تخلفت عن الموعد ولم أحضر.

أنا قلقة جداً، وأعيش في حالة نفسية سيئة، وأشعر بأنني مريضة بالقلب، أو مصابة بشيء في الثدي، فأنا طوال يومي قلقة ومتوترة، وكأنني بانتظار شيء خطير ومصيري، فقدت قدرتي على الاستمتاع بيومي، أنا شاحبة الوجه، ومشغولة البال دائماً.

كل ما يشغل تفكيري الموت، أو المرض، أو أنني مصابة بشيء خطير و تأخرت في تشخيصه، في الوقت الحالي هدأ خفقان القلب عما سبق، وأحاول جاهدة إقناع نفسي بأنني مصابة بعلة نفسية، وليست عضوية، وأحاول أن لا أذهب إلى مراجعة طبيب القلب مرة أخرى.

اختفى التورم من كتفي - بفضل الله -، وأصبح بإمكاني تحريك يدي براحة، لكنني أخاف أن أنام على جنبي الأيسر فيعود الألم من جديد، كتبت لكم وأتمنى منكم إقناعي بأنني لست مريضة، فأنتم أملي الأخير بعد الله.

ملاحظة: كنت قبل إصابة كتفي أمارس الرياضة والحمية الغذائية، كنت أمارس المشي، علماً بأنني كنت أمارسه في مختلف الظروف، سواء كنت نشيطة أو مرهقة، لم أكن أشعر بأن نبضي سريع، ولكنني كنت أسمع صوته واضحاً، وأرى قوة النبض من خلال نظري لمكان قلبي، ما زلت أشعر بنغزات وألم في الثدي الأيسر رغم سلامة فحص المامغرام.

وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ nora حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

ذكر السن والوزن في الاستشارات، يساعد كثيراً على عمل تصور معين للحالة؛ لأن لكل فئة عمرية بعض الأمراض التي تخصها أكثر من الفئات العمرية الأخرى، وكون أن الحالة الاجتماعية أعزب، فهناك إشارة إلى صغر السن، وفي سن الشباب عموماً، لا يمرض القلب بسهولة ما لم يكن أمراً خلقياً منذ الولادة، أو حدثت حمى روماتزمية، وتم تشخيصها في أحد المستشفيات، ولها متابعة وغير ذلك، ومن النادر حدوث مرض في القلب في سن العشرينات والثلاثينات، فلك أن تطمئني من هذه الناحية.

وعموماً هناك حالة التوتر أو القلق المعروفة بمرض (anexity)، وما يصاحبه من بعض التوتر, والقلق, والانفعال السريع, ويصاحبه ضيق في التنفس، وهناك أدوية يمكن تناولها، مثل: (cebralex 20 mg)، ويكون قرصا واحدا يومياً، لمدة ستة شهور، لها فاعلية في تحسن المزاج والشهية، وتساعد على علاج تلك الأمراض, وعموماً أخذ الأدوية النفسية يجب أن يكون من خلال الطبيب النفسي، حتى يحدد لك الدواء المناسب.

الألم الذي تشعرين به في محيط الصدر، ويأتي ويختفي: ليس له علاقة بأمراض القلب، ولكنه شد عضلي في عضلات الصدر الموجودة بين الأضلاع، وحول القفص الصدري، ويحدث هذا الشد العضلي؛ بسبب الجلوس الخاطئ، مثل: الاتكاء على الكوع والكتف، أو النوم على وسادة عالية، ويحدث كذلك مع بعض الآلام في المفاصل، مع النقص الحاد في فيتامين (د)، هذا الفيتامين الذي لا يلتفت إليه الكثير من الناس، مع ندرة شرب الحليب الغني بالكالسيوم، ولذلك تظل العظام في حالة من الوهن والضعف العام.

وتقوية العظام، وعلاج ألم الصدر والكتف: عن طريق تناول كبسولات فيتامين (د) الأسبوعية، وتكون (50000) وحدة دولية لمدة شهرين، ويمكن تكرارها بعد أربعة شهور مرة أخرى، مع تناول أقراص كالسيوم (500 مج)، مضغ مرتين يومياً لمدة شهرين أيضاً، وهذا لا يغنى عن الحليب ومنتجات الألبان بصفة منتظمة.

ولعلاج تلك الآلام، يمكنك أخذ حقن: (neuorobion) في العضل يوما بعد يوم، عدد 6 حقن، تساعد في الشفاء - إن شاء الله -، مع أخذ كبسولات مسكنة، مثل: (celebrex 200 mg)، مرتين يومياً بعد الأكل، وكبسولات (myolgin)، ثلاث مرات يومياً لمدة أسبوع، مع التعود على الحمام الساخن كلما أمكن ذلك.

مع المصالحة مع النفس، وتغذية الروح كما نغذي الجسد، وذلك من خلال الصلاة في وقتها، وبر الوالدين، وقراءة ورد من القرآن، والسماع للترتيل في السيارة، وفي البيت، وممارسة الرياضة بشكل منتظم، كل ذلك يحسن الحالة المزاجية، ويساعد الدواء على العلاج، ثم الكتابة لنا مرة أخرى على الموقع، للاطمئنان على حالتك - إن شاء الله -.

وفقك لما فيه الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً