الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

إذا عبرت عن مشاعري يخونني التعبير وأتلعثم، هل السبب هو الهرع؟

السؤال

السلام عليكم.

أنا بعمر 18 عاما، طالب جامعي، وأعاني من عدة أمور؛ تتركز مشكلتي في عدم القدرة على التعبير عن مشاعري بشكل كامل، والتفوه بما بداخلي بشكل تام وطبيعي.

في كثير من الأحيان إذا عبرت عن مشاعري يخونني التعبير وأتلعثم، وتتسارع نبضات قلبي، وتنشد أعصابي تلقائياً، خصوصاً إذا طُلب مني إبداء رأي أو إلقاء كلمة عند مجموعة من الناس فإني أجد ذلك، وبالأخص إذا ما كان هؤلاء الناس ذوي مكانة ووجاهة، فأتهرب عن ذلك بكل ما أستطيع، فيعود ذلك على نفسي بالإحباط، خصوصا أني أتطلع إلى العلم الذي أحتاج فيه لهذه الأمور: من التحدث بطلاقة، وبث مشاعري، والتعبير عمّا بداخلي.

أجد نفسي أتهرب إذا طرح الدكتور في الجامعة موضوعاً للنقاش، وإبداء الآراء والمناقشة، وأجد ذلك مؤثرا علي من ناحية تكوين علاقات مع الآخرين، فأنا قليل العلاقات مع الناس.

كل ما أتمناه أن يتحقق حلمي فأعبر عما بداخلي بشكل تام وطبيعي، وأستطيع التحدث بطلاقة عند إبداء الآراء والنقاشات، وتبرير مواقفي.

لكم أن تتأملوا كم أتقطع من الألم على هذه الحالة، فهل لهذا الداء من دواء؟ وهل هذا الدواء فعّال؟

أنا ضعيف الشخصية، كيف أُقوي شخصيتي؟! وأنا أعاني من نوبة هلع وخوف، لكنها في الآونة الأخيرة خفت بعدما حاولت تجاهلها، لكنها تعود عند النوم، تتمثل بالخوف من الموت خوفا زائدا، والخوف من الظلام، لقد مللت فأنا أعاني من هذا بشدة في الآونة الأخيرة بشكل لا يطاق.

أرجو أن يكون هناك علاج، وأن يكون هذا العلاج فعالا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ معاذ حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الذي لديك هي نوبات مخاوف، أحسب أنها بسيطة -بإذن الله تعالى-، الطابع الاجتماعي فيها هو الأقوى، وأصبحت لديك مخاوف توقعية ذات طابع وسواسي.

أرجو أن تثق في نفسك، وأنا أؤكد لك أن التغيرات الفسيولوجية التي تحدث لك عند المواجهات هي التي تُشعرك بأنك تتلعثم، أو هنالك تسارع في ضربات قلبك.

تسارع القلب وهو ناتج عن عملية فسيولوجية بحتة، وليس أكثر من ذلك، وهذه المشاعر مشاعر خاصة بك، ليست مكشوفة أو واضحة، أو متلفزة كما يقولون.

أنا حقيقة أنصحك وبكل قوة: أن تواجه، فالتجنب والتهرب أكبر مشكلة، تدعم الخوف الاجتماعي؛ مما يؤدي إلى العزلة التامة.

هنالك نوع من المواجهات اللطيفة والسهلة والجميلة والمفيدة من الناحية العلاجية، أعظم هذه المواجهات هي: صلاة الجماعة، الصلاة مع الجماعة فيها مواجهة تؤدي إلى تطبع النفس وتوائمها وارتياحها في المواقف الاجتماعية، حتى وإن كنت في الصفوف الخلفية، تقدَّم بعد ذلك تدريجيًا، حتى تكون خلف الإمام، هنا يكون نوعًا من التعرض الممتاز، وتعرف أنك في بيت من بيوت الله حيث الطمأنينة التامة، واعقل صلاتك وتدبَّر فيها. هذا أخِي الكريم علاج.

ممارسة الرياضة الجماعية وجدناه مفيدًا جدًّا، أنت شاب ولديك طاقات لماذا لا تلعب كرة القدم مثلاً مع أصدقائك؟ هذا أيضًا فيه تمازج كبير جدًّا.

في الفصول الدراسية دائمًا اجلس في الصف الأول، وحين تكون لوحدك في المنزل أرجو أن تقوم بنوع من التمثيل الدرامي، تتصور أنك أمام التلفزيون تشاهد برنامجًا، وتخيل نفسك أنك مذيع هذا البرنامج مثلاً وتُردد ما يقوله المذيع، وانظر نفسك في المرآة، سوف تجد أن مقدراتك كبيرة جدًّا.

اطلع على تمارين الاسترخاء التي تحدثنا عنها في موقعنا تحت رقم (2136015)، طبق هذه التمارين، هي مفيدة جدًّا، وفاعلة جدًّا، وسوف تجد فيها فائدة كبيرة جدًّا.

لابد أن تكون لك أنشطة على مستوى الأسرة، أن تكون شخصًا مشاركًا وفاعلاً وصاحب مبادرات، هذا يؤدي إلى انسجام وتطوير اجتماعي كبير في مهاراتك.

هذا هو المطلوب وليس أكثر من ذلك، وفي بعض الأحيان نطلب من الناس ممَّن يعانون من المخاوف أن يتناولوا أحد الأدوية المضادة للمخاوف.

حالتك بسيطة، لكن إن لم تستجب استجابة تامة لما ذكرته لك فهنا اذهب إلى الطبيب وسوف يصف لك أحد الأدوية المضادة للمخاوف الاجتماعية ولفترة قصيرة، من أفضل هذه الأدوية عقار يعرف تجاريًا باسم (زولفت) ويسمى علميًا باسم (سيرترالين) ويسمى تجاريًا أيضًا (لسترال)، أو عقار يعرف تجاريًا باسم (زيروكسات) ويسمى علميًا باسم (باروكستين)، أو عقار يعرف تجاريًا باسم (سبرالكس) ويسمى علميًا باسم (إستالوبرام).

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً