الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

زوجي عصبي جدا حتى أنه يمزق ملابسه، ويشك في كل شيء

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله

أنا فتاة متزوجة، عمري 24 عاما، لدي طفلة -ولله الحمد والمنة-، أحب زوجي كثيرا ولكني لاحظت أنه يعاني من عصبية مفرطة جدا، ويغضب من أمور تافهة جدا، ويبكي وينبطح أرضا، ويصرخ ويشد شعره كالطفل تماما، ويقوم بتمزيق ملابسه، وعندما أراه هكذا فإني أصعق كثيرا، حتى أن ابنتي تقوم بالبكاء عندما ترى والدها بهذا الشكل المريع.

أستغرب مما يعاني منه؛ لذلك ناقشته كثيرا للذهاب للعيادة النفسية ولكنه رفض رفضا قاطعا، ورد علي مكابرا: أنا لا يمكن أن أدخل هذه العيادة، ولا تناقشيني بهذا الموضوع مرة أخرى.

مع العلم أن عمره 28 عاما، ويعاني أيضا من الشك والتوتر، فهو يشك في كل تصرفاتي، فإن عاد للبيت ووجدني متجملة غضب واستاء ولا أعلم ما به، ولكني أحبه كثيرا، وأود أن يتحسن حاله، ولكنه يرفض تماما المناقشة في موضوع العيادة النفسية.

أرشدوني كي أجد علاجا مناسبا لحالته، وما هي مدة العلاج؟

جزيتم خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ لولو حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

أسأل الله تعالى لزوجك العافية والصحة، ومما ورد في رسالتك فإن الأعراض الرئيسية التي يعاني منها زوجك هي تلك الانفعالات النفسية الشديدة، والتي تنتهي به إلى تمزيق ملابسه، وهذا بالطبع ليس أمرًا طبيعيًا، أنا ظننتُ أنه يحاول شد الانتباه له بصورة لا شعورية، لكن أعتقد أن الأمر أكثر من ذلك.

والعرض الثاني وهو عرض مهم جدًّا: أنه كثير الشكوك والارتياب وسوء التأويل، وهذا أيضًا عرض نفسي لا يمكننا تجاهله.

أنت مشكورة على جهدك بمحاولة إقناعه أن يذهب إلى العيادة النفسية، ومن المعروف أن هؤلاء المرضى خاصة المتشككين يرفضون غالبًا الذهاب إلى العيادات النفسية، لكن بشيء من اللطف والتأني والصبر ومحاولة إقناعه، أعتقد أنك يمكن أن تنجحي في ذلك.

أعتقد أنه محتاج لعلاج نفسي دوائي، وكذلك يحتاج لبعض الجلسات، وإن شاء الله تعالى مشكلته يمكن احتوائها تمامًا، شكُّه لم يصل لمرحلة الظنانية المطلقة وهذا يمكن علاجه.

أما الحالة الانفعالية الأخرى: فقد تتطلب إجراء بعض الفحوصات البسيطة، مثل: تخطيط الدماغ؛ للتأكد من كهرباء الدماغ، ومن ثم يمكن توجيه العلاج على حسب ما هو مطلوب، فاصبري وواصلي محاولاتك، وإذا فشلت في ذلك أرى من المناسب أن تتكلمي مع أحد أقربائه، أو أحد أقربائك من الذين يُعزَّهم ويحترمهم؛ ليدخل معه في حوار بسيط وهادئ، ويُبدي له التقدير والاحترام، وربما يُقنعه بالذهاب إلى مقابلة الطبيب النفسي.

وليس من الضروري أن يُقال له: إنك مريض، كل الذي يقال: (إننا نلاحظ أن لديك هذه الانفعالات، وربما يكون عندك إجهاد نفسي، أو شيء من الاكتئاب النفسي البسيط، وهذه الحالات تُعالج علاجًا ممتازًا، خاصة إذا كان هنالك تدخل طبي نفسي مبكر، وتأخير العرض على الطبيب دائمًا نتائجه ليست طيبة)، أعتقد من خلال ذلك يمكن إقناعه، والحمد لله أنت تحترمينه وتحبينه وتقدرينه، وهذا أمر جيد، وأعتقد أنه سوف يكون سببًا في استقراره بعد أن يتناول العلاج.

باركَ الله فيك وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً