الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الوسواس القهري والخوف والقلق أثرت سلبًا على حياتي، ما العلاج؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا صاحب الاستشارة رقم: (2244771) وقد عرضت حالتي عليكم بالتفصيل؛ لأني لا أريد الذهاب إلى طبيب نفسي؛ ولا أجرؤ على الذهاب، وأصاب بالتوتر والخوف والحياء، بالإضافة إلى ثقتي العالية بكم، وأيضا ليس لدي وقت للذهاب لحضور جلسات الطبيب، فلو تفضلتم بتحديد جرعات الدواء، ومدة العلاج.

وأنا من الشاكرين لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ صالح سليمان حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نشكر لك –أخِي الكريم– ثقتك في إسلام ويب، وكنتُ لا أريدك أن تقول أنني لا أريد الذهاب إلى الطبيب، نعم قد تكون هنالك ظروف، لكن دائمًا نحن نحاول أن نقدم عملاً جيدًا.

عمومًا أسأل الله تعالى أن يسهل أمرك، وإن تمكنت من إجراء الفحوصات الطبية في المركز الصحي، أو عند أي طبيب هذا أيضًا فيه نوع من تأكيد الجودة الطبية.

بالنسبة للدواء: أنا رشحت لك عقار زولفت ويدعّم بعقار دوجمايتل، وجرعة الزولفت هي كالآتي:

ابدأ بنصف حبة –أي خمسة وعشرين مليجرامًا– تناولها ليلاً لمدة عشرة أيام، بعد ذلك اجعلها حبة كاملة، تناولها ليلاً لمدة شهر، ثم اجعلها حبتين ليلاً –أي مائة مليجراما– وهذه هي الجرعة العلاجية الوسطية المطلوبة، علمًا بأن الزولفت يمكن أن يتم تناوله حتى أربع حبات في اليوم، لكن لا أرى أنك في حاجة لهذه الجرعة.

استمر على جرعة المائة مليجراما، أي الحبتين من الزولفت ليلاً وبانتظام، استمر عليها لمدة ستة أشهر، ثم اجعله حبة واحدة ليلاً لمدة ثلاثة أشهر، ثم اجعلها نصف حبة ليلاً لمدة شهرٍ، ثم نصف حبة يومًا بعد يوم لمدة شهرٍ آخر، ثم توقف عن تناول الدواء.

أما الدوجماتيل فجرعته هي خمسون مليجرامًا، يتم تناولها صباحًا ومساءً لمدة شهرين، ثم خمسين مليجرامًا في الصباح لمدة شهرٍ، ثم توقف عن تناول الدوجماتيل، واستمر على تناول الزولفت حسب ما وصفتُ لك.

هذه الأدوية أدوية سليمة وفاعلة جدًّا، الآثار الجانبية للزولفت تتمثل في أنه قد يؤدي إلى زيادة في الوزن في بعض الأحيان، لكن لا يُسبب الإدمان أو التعود، وبالنسبة للمتزوجين أيضًا قد يؤخر القذف المنوي قليلاً، لكن لا يؤثر على ذكورية الرجل أو القدرة على الإنجاب.

أيها الفاضل الكريم: أريدك أن تأخذ الشق العلاجي الدوائي، وكذلك الشق السلوكي مع بعضهما البعض، لأن الدواء لوحده بالرغم من أنه مفيد، لكن حين يتوقف منه الإنسان قد تأتيه انتكاسات أخرى، وأنت لك تجربة جيدة في هذا المجال، لذا التدعيم بالمتطلبات السلوكية والاجتماعية مهم جدًّا، كما أن الالتزام بالدواء حسب الجرعة الموصوفة والمدة المطلوبة يعطي نتائج رائعة جدًّا بإذنِ الله تعالى.

نشكر لك –أيها الفاضل الكريم– تواصلك وثقتك في إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً