الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشعر بالرهبة والارتباك عندما أضطر للتحدث مع الناس، هل هذا مرض نفسي؟

السؤال

السلام عليكم

أنا فتاة منطوية وغير اجتماعية، وعندما أضطر للتحدث أمام الآخرين فإني أشعر بالارتباك واحمرار الوجه.

هل هذا ما يسمى بعدم الثقة بالنفس، أم هو مرض نفسي؟ وما علاج ضعف الثقة بالنفس؟

جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ السائلة حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

أهم شيء لعلاج ضعف الثقة بالنفس هو: أن يتدبر الإنسان وأن يتفكر ويتأمل لماذا يعتقد أنه قليل الثقة بنفسه؟ فالمفهوم ذاته خاطئ، وابدئي بعد ذلك في استكشاف مصادر قوتك، وسوف تجدينها كثيرة جدًّا، وهذا يقلص لديك الشعور السلبي، بمعنى آخر: ادرسي نفسك وانظري إلى مصادر القوة فيك وسوف تجدينها كثيرة، انظري إلى مواقع السلبية وسوف تجدينها قليلة جدًّا، وعلى ضوء ذلك افهمي نفسك واقبليها واسعي لتطويرها.

أما بناء العلاقات الاجتماعية: فيبدأ من المنزل، والعلاقة الاجتماعية غير القوية وغير الراشدة لا فائدة منها، بل على العكس تمامًا قد تكون مضرة بالإنسان، لكن العلاقات الاجتماعية المحترمة والممتازة والفاعلة تعود على الإنسان بخير كثير ولا شك في ذلك.

أنا أريدك أن تكوني اجتماعية على مستوى المنزل، وعلى مستوى الأسرة، وهذا يبدأ من خلال مشاركاتك الإيجابية في داخل البيت، وأخذ المبادرات ومساعدة الوالدة، بأن تكوني بارة بوالديك، فهذا يعطيك انطلاقة وطمأنينة كبيرة جدًّا في نفسك تجعلك أكثر ثقة بنفسك.

والخطوة الأخرى هي: أن تبنِي علاقات راشدة مع صديقاتك، على محيط الدراسة، فالإنسان يألف ويؤلف ولا شك في ذلك، فابدئي بصديقة أو صديقتين من الصالحات من الفتيات، وبعد ذلك طوري هذه العلاقة، والتطوير يكون بالتدريج.

النقطة الثالثة هي: أن تُكثري من الاطلاع، وأن تُكثري من المعارف، وأقصد بذلك المعارف العلمية، هذا يعطيك ثقة كبيرة في نفسك، ويجعل لديك القدرة على أن تتحدثي بتلقائية وعفويَّة شديدة.

النقطة الرابعة: احضري الدروس والمحاضرات الدينية، الدروس المفيدة، واجلسي لمشاهدة التلفاز، واستمعي للبرامج الجيدة، وتصوري نفسك في مكان مُقدِّم هذا البرنامج، ورددي الكلمات ذاتها التي يُرددها، هذه كلها طُرق وطرق ممتازة جدًّا.

ذكرت موضوع احمرار الوجه الذي يأتيك عند مواجهة الآخرين: ذلك ناتج عن عملية فسيولوجية بسيطة جدًّا، فيظهر أن لديك خوفا اجتماعيا بسيطا، والإنسان حين يواجه أي موقف اجتماعي فإن قلبه وجهازه العصبي اللاإرادي يبدأ بالتحضير لهذا الموقف، ويتم ذلك من خلال إفراز مادة تسمى باسم (الأدرينالين)، ومادة الأدرينالين هي مادة منشطة للقلب، تجعل القلب يضخ كميات أكبر من الدم؛ لأنه في حالات القلق والمواجهة فإن الجسم يحتاج لكمية أكبر من الأكسجين، والأكسجين لا يتأتى إلا من خلال الدم، لذا يحصل ضخّ زائد للدم وبقوة، وبما أن الوجه به بعض الشرايين والأوردة السطحية؛ فإنه يظهر شيء من الاحمرار، ويكون هذا في بداية المواجهة.

إذًا العملية مفسّرة وبسيطة جدًّا، وتفهمك لهذا الأمر سيجعلك أكثر راحة وارتياحًا -إن شاء الله تعالى-، وتمارين الاسترخاء سوف تكون مهمة جدًّا بالنسبة لك، فارجعي لاستشارة بموقعنا تحت رقم (2136015) وطبقي ما بها من إرشادات، وسوف تجدينها مفيدة جدًّا -إن شاء الله تعالى-.

نقطة هامة أخرى هي: أن تضعي لحياتك هدفًا (ما هو مشروع عمرك)؟ ضعيه أمام ناظريك، واعملي من خلال التدريبات والتدابير الآنية والمستقبلية حتى تصلي إلى هدفك، فالإنسان حين يعيش في فراغ ودون بصيرة واستبصار وتخطيطٍ سليم، قطعًا لا يكون له أي ثقة في نفسه.

هذه هي الأسس الرئيسية التي أنصحك بها، وإن اشتدَّ عليك الخوف والارتباك هنا أقول لك: اذهبي إلى الطبيب النفسي، وسوف يصف لك بعض الأدوية البسيطة المضادة للخوف، لكن أرى في هذه المرحلة إذا التزمت بما ذكرته لك سوف يكون ذلك كافيًا جدًّا.

أسأل الله لك العافية والشفاء، وباركَ الله فيك وجزاك الله خيرًا.

وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً