الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من قلق وخوف وظهور آلام على مستوى الصدر والقلب ووخزات في جميع أنحاء الجسم

السؤال

السلام عليكم
أشكر إدارة الموقع على هذه الصفحة الرائعة، وخاصة الأطباء والمشرفين والأكفاء.

أنا شاب في 36 من عمري، متزوج منذ عشر سنوات، وأعمل مدرسا، بدأت معاناتي منذ سنتين تقريبا، عندما انتابني قلق، وخوف من ظهور آلام على مستوى الصدر، والقلب ووخزات في جميع أنحاء الجسم.

بعد استشارة مع أطباء القلب أكدوا أن الأمر حالة عصبية، حيث أخذت أدوية مسكنة(السيلبريد)، و(منغنزيوم)، وذهبت تلك الأعراض، لكن بقيت أعاني من ألم وتنمل ووخز في باحة يدي اليسرى، وأسفل قدمي الأيسر!

زرت الكثير من الأطباء، وقمت بالعديد من الفحوصات والتحاليل، والكشف على الصدر وعلى الدماغ وشبكة الرأس والأطراف، والنتائج طيبة، والحمد لله، فاقترح علي طبيب أن آخذ (الأميطريبتيلين) 5 مغ، أخذتها لمدة سنة ونصف، حيث كانت حالتي النفسية جيدة جدا، لكن الألم ما زال ينتابني من فترة إلى أخرى، وخاصة عندما أستيقظ من النوم.

قررت زيارة طبيب أعصاب آخر، حيث أكد أن حالتي نفسية، فقرر أن أتوقف عن تناول الأمتريبتيلين، وآخذ البريكابالين، لكن دون أي نتيجة، وبدأت أحس بقلق شديد وحرارة في الجسم، مع صعوبة أو انعدام النوم أحيانا، واكتئاب، فقررت الذهاب إلى طبيب نفساني، حيث أعطاني دواء الأنكسيول مضاد للقلق والميديزابين و(نوديب) لمدة شهر، حيث كنت غاية في النشاط والسعادة في حين أن الآلام والوخزات ما زالت قائمة.

بعد ذلك وصف لي مضادا للاكتئاب (أثيميل) مما أدى لسقوطي ثلاث مرات، فرجعت عنده حيث قمت بفحص شبكة الرأس، وكان سليما، وقال: إن السقوط ناتج عن تناول مضادات الاكتئاب، ونصحني بعدم تناولها، ووصف لي السيلبريد.

هذا الأخير كان له تأثير جيد على نفسيتي، دون إزالة الألم، ووصف لي (الأمطريبتيلين) 17 ملغ، في الليل، وأصبحت لا أنام جيدا، ولا أستطيع النوم بعد الغذاء (القيلولة)، رغم إحساسي بالحاجة الملحة إلى ذلك، وحرارة على الوجه، وفي مقدمة ومؤخرة الرأس مصاحب لقلق وتوتر وتفكير دائم في حالتي، وطرحي للكثير من الأسئلة التي أصبحت تحتل مفكرتي رغم مرور شهرين على تناول هذا الدواء.

يتفاقم الأمر عندما أرجع بذاكرتي إلى الوراء وأنظر كيف كنت سعيدا والآن يغمرني اليأس والإحباط!

كل ما أفكر فيه هل أنا مصاب بمرض نفسي؟ وماذا أفعل للخروج من هذه الحالة؟ وهل سأعود إلى طبيعتي؟ وهل هذه الأدوية ستلازمني طول حياتي أم ماذا؟ كما أعود لحالتي الطبيعية بنسيان مرضي، وذلك عند السفر والاستمتاع مع أسرتي عند الخروج من المنزل.

مؤخرا ذهبت إلى أخصائي نفساني؛ حيث لم يعطني وقتا كافيا لشرح حالتي، وفي ظرف خمس دقائق وصف لي دواء الديباكين كرونو 500 مغ حبة ليلا مع الإبقاء على الأميتريبتيلين، وعند بحثي عن تعريف لهذا الدواء وجدت أنه يعالج الصرع واضطراب القطب الوجداني، مما زادني حيرة وقلقا لدرجة أني لم أرغب في أخذه.

أرجو أن أعرف منكم وصفا لحالتي هذه، والدواء الذي يمكن أن ينقذني مما أنا فيه.

علما أني أزاول الرياضة، وأحب المرح والنشاط في عملي.

جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أنس حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أشكرك على ثقتك في إسلام ويب، وكلماتك الطيبة.

أخِي الكريم: مجمل حالتك أنها حالة نفسُ جسدية أو ما يسمى بـ (سيكوسوماتية)، يعني أن أعراض القلق نفسي مصحوب بشيء من المخاوف والوساوس، وهي التي تُجسِّد وتتضخم عندك الأعراض الجسدية التي تحدثت عنها.

هذه الحالة معروفة جدًّا، وكثير من الأطباء يميلون لعلاجها دوائيًا عن طريق مضادات الاكتئاب، وذلك استنادًا إلى أن البعض اعتبر هذه الحالات من موازيات أو مكافئات أو مُقابلات الاكتئاب النفسي، وكان هنالك دواء – ولا زال موجودًا – من الأدوية المضادة للاكتئاب – دواء قديم نسبيًا – يسمى (سيرمونت) هذا هو اسمه التجاري، واسمه العلمي (ترايإمبرامين) هذا الدواء كان يستعمل في مثل هذه الحالات، ويعتبر من الأدوية الجيدة.

الآن يوجد عقار يُسمى (ترازيدون) أيضًا هو ليس من الأدوية الحديثة نسبيًا، لكنه مفيد وسليم جدًّا.

عمومًا – أخِي الكريم – قبل أن أتحدث عن العلاج الدوائي بالنسبة لحالتك، أريدك أولاً أن تكون مطمئنًا، أن تعرف هذه الحالة حتى وإن كانت مزعجة بالنسبة لك لا تمثل لا مرضًا نفسيًا أساسيًا ولا مرضًا عضويًا جسديًا أساسيًا، هي حالة نفسوجسدية.

صرف الانتباه عنها يكون من خلال عدم الإكثار من التردد على الأطباء، أن يكون نمط الحياة مرتَّبا ومنظما، النوم المبكر مهم جدًّا، تجنب النوم النهاري أيضًا مطلوب، ممارسة الرياضة مهمة جدًّا، وأنت الحمد لله تعالى تقوم بذلك، حسن إدارة الوقت أيضًا مهم.

وجد أيضًا أن الأشخاص الذين يعانون من الأعراض النفسوجسدية مثل حالتك إذا قاموا بترتيب مواعيد منتظمة مع طبيب يثقون به، - مثلاً كطبيب الأسرة أو طبيب باطني – وزيارته مرة كل ثلاثة أشهر وإجراء الفحوصات العامة، هذا أيضًا وجد من الوسائل والطرق التي تُحاصر كثيرًا أعراض هذه الحالة.

أخِي الكريم: أنت -إن شاء الله تعالى- تستفيد مما وجَّهته لك من نصح، وأنا أعرف أنك على دراية كبيرة بكيفية التعامل مع حالتك هذه، وأود أن أذكرك أن التفكير الإيجابي يجب أن يكون ديدنك في الحياة، هذا مهم جدًّا.

بالنسبة للعلاج الدوائي: عقار دباكين كرونو هو بالفعل من أفضل الأدوية التي تستعمل لعلاج الصرع، وكذلك الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية.

أنا حقًّا وحقيقة لا أعرف لماذا وصفه لك الأخ الطبيب، لكن لا بد أن يكون له أدلته الدامغة، ربما يكون لاحظ شيئا من التذبذب في مزاجك؛ لأن الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية ليس من الضروري أن يكون في حالته المعروفة من نوبات هوس أو اكتئاب، وفي بعض الأحيان تكون هنالك حالات بسيطة مختلفة، أيضًا (الدباكين كرونو) يفيد فيها.

من وجهة نظري أن عقار (ترازيدون) الذي تحدثتُ لك عنه سيكون مفيدًا لك جدًّا، والجرعة هي خمسون مليجرامًا ليلاً لمدة ستة أشهر، بعد ذلك اجعلها خمسين مليجرامًا يومًا بعد يوم لمدة شهرٍ، ثم توقف عن تناوله.

يُضاف إليه عقار يعرف تجاريًا باسم (دوجماتيل) ويسمى علميًا باسم (سلبرايد) هذا دواء رائع جدًّا، وإن تناولته بانتظام بجرعة خمسين مليجرامًا صباحًا ومساءً لمدة شهرين، ثم جعلتها خمسين مليجرامًا صباحًا لمدة شهرين أيضًا أعتقد أنه سوف يفيدك كثيرًا.

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد، وأشكرك على الثقة في إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • السعودية Adel

    جزاكم الله خير الجزاء

  • المغرب أنس

    شكرا دكتور على الاجابة و شكر كبير للموقع الرائع.ان شاء الله سأبدأ بما وصفته لي كما أريد استشارتك عن الأعراض الجانبية للدوكماتيل في ما يخص القوة الجنسية.جزاكم الله خيرا

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً