الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

توتر وقلق وشعور بعدم مبالاة وضعف الاستجابة.

السؤال

السلام عليكم.

لدي عدم ثقة في أي شخص، بل فقدت الثقة في أقرب الأشخاص لدي، وأنا في الفصل أو قاعة الاختبار وبشكل يومي أعاني من نفس الشعور: وزيادة في نبضات القلب، وقلة الأكسجين، أتنفس بصوت عالٍ، مما سبب لي نظرات من أصدقاء بأني متضايق.

حاولت أن أنتحر، وجاءت الشرطة والإسعاف والناس، وحاولت مرة أخرى أن أقتل شخصاً في المدرسة، بسبب وسواسي وشكوكي، وتركت المدرسة بسبب هذه المشكلة.

أنا شخصية مرجوجة، وسريع في الكلام، أخذت حبوب الترمادول وكانت جدا ممتازة، وكانت مهدئة، وأقدر على التعامل مع الناس، أوصل للناس فكري، وبعد ما عرفت أنه ممنوع دوليا تركت استخدام الحبوب منذ سنة كاملة، ومستحيل أرجع إليها.

دقات قلبي سريعة وتنفسي سريع مما يعيق دراستي، لا أريد أن أصير هادئا جدا وشخصية غير مبالية، ولا أفكر في الأشخاص.

بحثت عن حبوب الموتيفال في مدينة جدة، ولم أجد هذا الدواء في جميع الصيدليات، ولا المستشفيات الحكومية أو الأهلية! فما هو الحل؟ وبخصوص عشبة حشيشة القلب سمعت أنها مفيدة، فهل هي مفيدة لحالتي؟

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ هشام حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أنت مستدرك تمامًا لمشاكلك النفسية وكذلك السلوكية، وأكثر ما آلمني فيها قطعًا هو محاولتك الانتحار، أو أن تقتل نفسًا بريئة! أرجو ألا يتكرر هذا ولن يتكرر أبدًا - بإذن الله تعالى – فأنت أفضل من ذلك، أنا أريدك أن تتفكر وتتدبر.

إن كانت لك بعض الأفكار الشكوكية الظنانية فالأفضل أن تذهب وتقابل الطبيب النفسي، لأنك تحتاج بالفعل لجلسة استكشافية يوضع من خلالها البرنامج العلاجي.

أما إذا كنت لا تستطيع أن تذهب إلى الطبيب فأعتقد أن حبوب جنبريد – وهي موجودة في المملكة العربية السعودية – وتُسمى (سلبرايد)، أنت تحتاج لها بجرعة خمسين مليجرامًا صباحًا ومساءً لمدة أسبوعين، ثم اجعلها مائة مليجرام صباحًا ومساءً لمدة ثلاثة أشهر، ثم خمسين مليجرامًا صباحًا ومساءً لمدة شهرين، ثم خمسين مليجرامًا مساءً لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء.

هذا الدواء جيد، يُحسِّنُ المزاج، وكذلك يزيل الانفعالات، وإن كان لديك شيئًا من الظنانية، لكن قطعًا يجب أن تُساعد نفسك - أيها الفاضل الكريم – وذلك من خلال: أن تُعيد بناء نفسك.

الثقة بالنفس لا تستورد، الثقة بالنفس تُصنع من النفس ذاتها، تُنتج مثل الحضارة، تُنتج ولا تستورد، واعرف - أيها الفاضل الكريم – أن الله تعالى قد حباك بإمكانيات عظيمة، طاقات موجودة قد تكون مختبئة، قد تكون في حالة من السكون، أخرجها أيهَا الفاضل الكريم، وتذكر قوله تعالى: {إن الله لا يغير ما بقومٍ حتى يغيروا ما بأنفسهم}.

أنت في هذا العمر النضر الجميل، الشباب والطاقات، نظِّم وقتك، مارس الرياضة، اجتهد في دراستك، تواصل اجتماعيًا، ولابد أن تقطع الصلة بالترامادول، هو قبيح وقبيح وكريه وكريه، حتى وإن قلت إن نتائجه كانت ممتازة، لا، هو دواء إدماني واستعبادي، يجعلك في حالة من التوهان الذاتي الذي تعتبره تحسُّنًا، لا، وأنا خبرتي في هذا الأمر أقول لك بكل تواضع، إنها خبرة واسعة جدًّا، فأرجو أن تستمع لما ذكرته لك.

أيها الفاضل الكريم: ابنِ علاقات طيبة، التواصل الاجتماعي، وأفضل أنواع التواصل الاجتماعي هي الصلاة مع الجماعة وفي الصف الأول، وكذلك ممارسة الرياضة الجماعية، بر الوالدين، والفعالية الأسرية، زيارة المرضى، والترفيه على النفس بما هو طيب وجميل، هذه هي الحياة - أيها الفاضل الكريم – وأمامك فرصة عظيمة جدًّا أن تعيد ترتيب أوراقك وتنطلق انطلاقة عظيمة جدًّا.

أسأل الله لك التوفيق والسداد، وأشكرك على التواصل مع استشارات إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً