الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

بعد وفاة والدي بجلطة قلبية شعرت بآلام في الجانب الأيسر فوق الثدي

السؤال

أنا شاب عمري 29 سنة، متزوج، وأشتكي من آلام في الجانب الأيسر فوق الثدي وبجانبه منذ حوالي 4 أشهر، وأحيانًا سرعة في ضربات القلب تصل إلى 92 في حال الراحة، وفي حالات التعب والقلق -حسب رأي الدكتور- متوسطها من 76 إلى 80 ضربة.

بداية الألم كان ثاني يوم من وفاة والدي، ومات بجلطة قلبية بعد علاج لمدة ثلاث سنوات -الله يرحمه- وبعدها بدأت أحس بآلام، وتم عمل أكثر من رسم للقلب و2 إيكو، ورسم قلب بالمجهود، وتحليل غدة درقية، وصورة دم كاملة، وكوليسترول، وكله -بفضل الله- سليم.

منذ 3 أيام قمت من النوم ونَفَسِي مكروش -لا يتنفس بانتظام ولا يقدر على أخذ نفسه طبيعيا-، وأسرعت لأشرب، وأخذت فوار راني ولم أشعر بالراحة، وكان ضغطي 150، كنت متعب، وأطرافي ترتعش وباردة، ولم أسترح إلا بعده بنصف ساعة عندما أخرجت كل الذي في بطني.

كل الدكاترة قالوا لي: إن ما أعاني منه قلق وتوتر، والبعض الآخر: التهاب في الجذور العصبية والعضلات الهيكلية، وأحيانًا عندما أخرج ضربات قلبي تزيد، أو بعد الاستحمام أيضًا تزيد دون سبب.

أخذت أدوية كثيرة، والألم يذهب ويجيء، وأسمع صوت طقطقة في نصف الصدر، والذي يضايقني في الألم أنه يجيء على شكل سيخ أو شوكة، وخاصة عندما أغضب وأصرخ، أو أحيانًا يأتي من غير شيء، وأحيانًا يجيء الألم على هيئة تقطيع أسفل الكتف الأيسر، وبعد المشي أو الحركة.

أنا آسف؛ لأني أطلت، أنا محتاج إلى أحد صادق يفيدني، خاصة أن الألم منذ أكثر من 3 شهور، ودهنت بمراهم وباسط للعضلات.

معلومة: أنا أتعالج أيضًا من المعدة، وموضوع (كرشة النفس) أتى لي وأنا نائم بمعدل 4 مرات في 4 شهور، لكن بدون ترجيع، وأحيانًا وأنا مستيقظ مع عرق ورعشة في الأطراف، وضغطي ما بين 110 إلى 140 غالبًا، ولا يوجد سكر.

وشكرًا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أعراضك هذه ناتجة من تأثر نفسي، هو نوع من التماهي مع الأعراض التي كان يعاني منها والدك –عليه رحمة الله تعالى– ووالدك قد تُوفي فجأة بجلطة قلبية، ويُعرف علميًا أن كثيرًا من مرضى القلب يشتكون من نفس الأعراض التي تشتكي منها، فأنت على مستوى العقل الباطني حصل لك نوع من التماهي أو التوحُّد، والإحلال لأعراضك مع الأعراض التي كان يُعاني منها والدك، وبكل تأكيد لديك مخاوف حتى وإن لم تكن واضحة، مخاوفك هي من مرض القلب، ولذا ظهرت لديك هذه الأعراض النفسوجسدية –أي أنها أعراض جسدية سيكوسوماتية– ناتجة ومنشؤها نفسي.

شعورك بالألم وطقطقة في نصف الصدر: هذا كله ناتج من حالة القلق والمخاوف المرضية التي تعاني منها.

أنت قمت بزيارة العديد من الأطباء، وبقي لك طبيب واحد لم تذهب إليه، وهو الطبيب النفسي، فلذا أنا أدعوك أن تذهب وتقابل الطبيب النفسي، ليس هناك منقصة أو عيبًا في ذلك، على العكس تمامًا، سوف تجد منه كل اللطف والرعاية، وأنا متأكد أنه سوف يعطيك التوجيهات الصحيحة، ويصف لك أحد الأدوية المضادة لقلق المخاوف، مثل: عقار يعرف تجاريًا باسم (سبرالكس) ويسمى علميًا باسم (إستالوبرام) أو عقار يعرف تجاريًا باسم (مودابكس) ويسمى علميًا باسم (سيرترالين) ويسمى تجاريًا أيضًا (لسترال) وأيضًا (زولفت) ويضاف إليه جرعة صغيرة من عقار يعرف تجاريًا باسم (دوجماتيل) ويسمى علميًا باسم (سلبرايد) أو أي وصفة أخرى يراها الطبيب، هذا هو المتفق عليه في مثل حالتك هذه، أي تناول أدوية محسنة للمزاج مزيلة للقلق خاصة قلق المخاوف.

وسيكون من المهم جدًّا بالنسبة لك أن تصرف انتباهك عن هذه الأعراض، أن تقتنع بما ذكره الأطباء لك، وألا تُكثر من التردد على عيادات الأطباء، امتنع عن ذلك تمامًا، فحصٌ واحدٌ مرة كل أربعة أشهر مع طبيبٍ تثق به، وهذا هو الذي نوصي به وننصح به؛ لأنه بالفعل يطمئن الإنسان، ويمنعه من التنقل ما بين الأطباء.

اسعَ دائمًا أن تعيش حياة صحية: أن تنام مبكرًا، أن تمارس الرياضة، تجعل غذاءك يكون متوازنًا، الاستيقاظ المبكر لأداء صلاة الفجر، وحسن إدارة الوقت، والترفيه عن النفس بما هو طيب وجميل، ومحاولة تطوير الذات والمهارات.

هذا -أيها الفاضل الكريم- هو الذي يعطيك سندًا معنويًا كبيرًا جدًّا، ويزيح من تفكيرك التخوفات المرضية التي شغلتك كثيرًا.

التذبذبات الموجودة في البطن من الواضح أن القلق يلعب فيها دورًا، وكذلك الرعشة، هذه كلها مرتبطة بحالة القلق الانفعالي المصحوب بالمخاوف.

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً