الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تأتيني وساوس في ذات الله فأتجاهلها وأتعوذ منها فقط، فهل علي إثم؟

السؤال

السلام عليكم..

كنت أعاني من الوسوسة، وأسب الله –تعال الله- والدين، وكنت أعاني من تأنيب الضمير الشديد، والحزن والضيق، وبدأت أقاوم هذه الوساوس، وأشعر الآن أني تحسنت كثيرا، ولكن قد تأتيني بعض تلك الوساوس من حين لآخر، ولكن ما يقلقني أني لم أعد أشعر بتأنيب الضمير كما في السابق، ولم أعد أفكر في الوساوس التي تأتيني سواء عن الله أو الدين، لأني أشعر بالتقزز من نفسي، ومن تلك الأفكار إذا فكرت فيها، فقط أقول أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، وأواظب على الصلاة، وقراءة ما تيسر من القرآن، وأشغل نفسي بالدراسة مثلا.

فهل علي ذنب؟ وهل أحاسب على ما أسررت؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ إسراء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -ابنتنا الكريمة– في استشارات إسلام ويب، ونشكر لك تواصلك معنا، ونسأل الله بأسمائه وصفاته أن يمُنَّ عليك بالعافية، ويعجِّل لك بالفرج من أسر هذه الوسواس، وأن يُخلِّصك منها.

وما بدأته –أيتها البنت العزيزة– من مقاومة هذه الوساوس أمرٌ حسنٌ، ونحن على ثقة من أنك إذا صبرت على هذا الطريق فإن الله تعالى سيُخلُّصك من شرِّها، وقد سبق وأن قلنا أن هذه الوساوس لا علاج لها أحسن وأمثل من الإعراض عنها بالكليَّة، وعدم الالتفات إليها، فإذا سلكت هذا الطريق وصبرت عليه مستعينة بالله تعالى فإنها ستزول عنك عن قريب، فكلما خطرت لك هذه الخواطر فاستعيذي بالله تعالى واصرفي نفسك عنها.

ونحن نطمئنك أولاً على إسلامك، أنك على دينك وعلى إسلامك، وأن هذه الوساوس لم تضرك ولن تضرك -بإذن الله-، فما دمتِ غير راضية بها؛ فإن هذا دليل على وجود الإيمان في قلبك.

وواظبي على ما أنت عليه من الاستعاذة بالله، والاشتغال بذكر الله تعالى من الصلاة وقراءة القرآن، والاشتغال بالنافع من أمور الدنيا كالدراسة وغيرها، وليس عليك ذنبٌ في كونك لا تشعرين بحزنٍ أو نحو ذلك من جرَّاء هذه الوسواس، فالعبرة بعدم رضا القلب بها والاطمئنان إليها، وهذا هو حالك.

فنصيحتنا لك ألا تُعيري هذه الوساوس أي اهتمام، واصرفي نفسك عنها، واثبتي على هذا الطريق، وستزول عنك بإذنِ الله.

نسأل الله لك عاجل العافية.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً