السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا فتاة جامعية، لا أعرف كيف أشرح أو أصف ما أنا فيه، ولكن دائما ومنذ صغري أشعر بالوحدة، وعدم حب الناس لي، مع أنني أخاف كثيرا على مشاعر الآخرين، وأتعامل بلطف مع كل الناس، كان أبي وأمي يخافون علي من كل شيء، ويفعلون كل شيء بدلاً مني؛ لحرصهم على سلامتي بطريقة مبالغ فيها.
جعلوني أخاف من التعامل مع الناس بمفردي، مع أن أهلي ملتزمون ومنضبطون جدا، ومنذ الابتدائية كنت أسمع أقاربي يقولون: سأتزوج من قريب لي متدين وملتزم، وكنت أرى أني من نصيب بعضهم، وعندما التحقت بالثانوية تعرفت على فتيات غير منضبطات؛ فشعرت معهم بالحرية، وفعل كل شيء أخاف منه، وأتفنن في خداع أهلي، وقد عرّفنني على شباب، وفعلت أشياء كثيرة تغضب الله، وقد ندمت عليها كثيرا؛ لعدم اهتمام أهلي بمشاعري، وما أشعر به بداخلي، بالرغم من اهتمامهم الشديد بمظهري، وتعليمي القيم.
عندما علم أهلي بصديقات السوء أجبروني علي تركهن، فتركتهن، وكذلك الشباب الذين تعرفت عليهم، وعندما دخلت الجامعة كنت وحيدة بلا أصدقاء، ورجعت أشعر بالوحدة والارتباك، ومراقبة وانتقاد الناس لي، ومحاسبتي لنفسي على كل ما أقول أو أفعل، وهذا منذ صغري.
تعرفت على شاب يشبهني كثيرا، يخاف الله، ومهذب، ويريدني أن أكون زوجة له منذ أول يوم رآني فيه، وقد أغناني عن أهلي وصديقاتي، وعن كل شيء، وعندما رآني قريبي الملتزم كم أنا بعيدة عن الله؛ خطب وتزوج، وفجأة شعرت بالندم الشديد عليه، آلام وحسرة لم أشعر بها من قبل ولم أتخيلها، فكيف أنني كنت لا أهتم به، وأحب شخصا آخر، ثم فجأة أحزن عليه كل هذا.
ندمت على ما أنا فيه، من بعدي عن الله، وقررت أن أقترب من الله بكل شيء، واعترفت للشاب الذي أعرفه بكل هذا؛ فتمسك بي أكثر، وقال لن أتركك أبداً، وقال يجب علينا أن نرضي الله، وفعلا بدأ التقرب إلى الله بشكل كبير، واتفقنا أن نبتعد عن بعض؛ لنرضي الله، ويرضى علينا، ثم يتقدم لأهلي (بالرغم من صعوبة موافقة أهلي به؛ لأنه من غير قبيلتنا، فهناك عصبية في القبائل)، ولكن اقتناعي أنا وهو بأن الله على كل شيء قدير، واجتهادنا بالدعاء بيقين أن الله سيجيب لنا، ونحن نرضيه.
ولكن الآن أشعر بالحيرة الشديدة في كل شيء، فهل أكمل معه (مع أننا بعيدون عن بعض لإرضاء الله)؟ هل أرفض كل من يتقدم لي وأنتظر بدعائي ودعائه لله أن نكون لبعض، لمعرفتي أني لم أجد أحدا يحبني ويتفهمني مثله، أم أدعو الله أن يرزقني بزوج آخر، وأبحث عنه في من يتقدمون لي؟
ومع كل هذا؛ لا زلت عندما أتذكر قريبي أندم كثيرا، وأقول ماذا فعلت بنفسي، ولو لم أعصِ الله لكنت معه، ولا أشعر بكل هذا الندم والألم.
عندما أكون وحدي أتخيل أحداثا لم تحدث، وأحزن عليها، أو أضحك في عالم من الخيال، أو أتذكر كل ما حدث معي، وأقول: لو كنت فعلت كذا وكذا، وخجلي وبعد الناس عني؛ هل كل هذا مرض نفسي؟ مع العلم أني لا أستطيع الذهاب للطبيب النفسي.