الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أتخيل نفسي إحدى شخصيات الفلم الذي شاهدته.. فما تشخيص ذلك؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

أنا فتاة أبلغ من العمر 15 سنة، قبل سنتين بدأت عندي عادة غريبة، فقد كنت قبل أن أخلد للنوم أتخيل نفسي مكان شخصية من الشخصيات الرئيسية لفلم قد شاهدته من قبل، أحببت هذا كثيرا، فقد كان يريحني نوعا ما، ولكن مدة التفكير بدأت تطول يوما بعد يوم، وبدأت أفقد ثقتي بنفسي، وأخاف من الناس.

فكلما تناقش معي أحد أو انتقدني؛ يبدأ قلبي في الخفقان بسرعة، وأبدأ في الارتعاش، ومع الوقت أصبحت غبية جدا، وكثيرة الكلام والضحك، حتى وإن كان بدون سبب، أصبحت أكثر خمولا، واكتسبت وزنا إضافيا، وأصبحت أنام معظم الوقت، وأصبحت ذاكرتي ضعيفة جدا، وعندما أقرر فعل شيء ما لا أفعله، وإن بدأته؛ فإنني أمل منه وأتركه فيما لا يتجاوز الخمس دقائق.

بدأت حياتي تنحرف عن مسارها، وعلاماتي انخفضت انخفاضا كارثيا، وأنا قد كرهت نفسي وتصرفاتي كرها لا يوصف.

أرجوكم ساعدوني.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ صفاء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بالنسبة للانخراط في التفكير عند النوم:
فهو نوع من أحلام اليقظة، ومن محتوياتها للكثير ممَّن هم في عمرك، وهو التشبث أو التمثل بشخصيات رئيسية، وقطعًا التأثير النفسي الإيحائي سهل جدًّا، خاصة عند مشاهدة هذه الأفلام في مثل عمرك، والإنسان يتصور أنه سوف يكون، أو يتمنى أن يكون مثل الشخص الذي أعجبه في الفلم، هذا نوع من أحلام اليقظة، ويمثِّل شيئا من القلق النفسي، وهو تطور طبيعي في عمرك.

التغيرات الأخرى من الواضح أنه يأتيك درجة من الخوف الاجتماعي عند المواجهات، ولديك شعور عامّ من الإحباط والكدر البسيط، كل هذا –أيتها الفاضلة الكريمة– يحدث طبيعيًا في مثل عمرك، وإن شاء الله تعالى هذه الحالة عابرة تمامًا، أي أنها لن تدوم كثيرًا.

لا تتقيدي ولا تتبعي هذه المشاعر، وتذكري أنك صغيرة في السن، ضعي أهدافًا في حياتك، وتصوري نفسك بعد عشر سنوات من الآن، لا بد أن يكون لديك المؤهل الجامعي الممتاز، والمهارات الاجتماعية قد تطورت، الزواج، كل هذا يجب أن تضعيه نصب عينيك، ليكون دافعًا ومحفزًا لك لتخرجي من حالة افتقاد الثقة بالنفس، والخمول والإجهاد النفسي الذي تعانين منه.

تسارع ضربات القلب هي عملية فسيولوجية بحتة، تحدث عند المواجهات، خاصة المواجهات الاجتماعية.

لا تراقبي نفسك كثيرًا في هذا الصدد، بل حاولي دائمًا أن تكوني جالسة في الصف الأول في مقاعد الدراسة، نامي مبكرًا، وطبقي تمارين التنفس الاسترخائية، وهذه سهلة التطبيق.

من أحد الوسائل البسيطة جدًّا هي: أن تستلقي على سرير، أو أن تجلسي على كرسي مريح، ثم تغمضي عينيك، وتتأملي وتتفكري في شيء جميل، ثم بعد ذلك تأخذين نفسًا عميقًا وبطيئًا عن طريق الأنف، ثم أمسكي الهواء في صدرك لمدة أربع ثوانٍ، ثم أخرجي الهواء بكل قوة ودقة وبطء عن طريق الفم، كرري هذا التمرين خمس مرات متتالية صباحًا ومساءً، وسوف تجدين فيه فائدة كبيرة جدًّا، وتطبيقه قبل النوم سوف يقلل جدًّا من أحلام اليقظة التي تعانين منها، فأحلام اليقظة هذه حين تسترسلين فيها فجأة تذكري حدثًا مخالفًا، حدثًا مُحزنًا مثلاً، فهذا قطعًا سوف يقطع وتيرة هذه الأفكار.

النوم المبكر ضروري جدًّا في حالتك، احرصي على صلاتك، وعلى تلاوة القرآن، وهذا كله يؤثر تأثيرًا إيجابيًا عليك، وإن شاء الله تعالى يساعدك على التركيز وإعادة النشاط.

بجانب التغذية، لا بد أن تكون لك مشاركات اجتماعية مع صديقاتك، وتكون لك أنشطة داخل البيت، وهذا هو الترتيب الذي يجب أن تتبعيه.

وبالنسبة للدراسة، مرة أخرى أقول لك:
إن النوم المبكر مهم ومفيد جدًّا ليعطي الدماغ راحة كاملة، وتستيقظين مبكرًا، وتصلين صلاتك، وبعد ذلك تدرسين ساعة إلى ساعة ونصف قبل الذهاب إلى المدرسة، والتحصيل في هذا الوقت معروف أنه ممتاز جدًّا، وإذا بدأت هذه البدايات الجميلة والموفقة؛ فسوف تجدين أن يومك أصبح سلسًا جدًّا، وممتعًا جدًّا، ولا تواجهك أي مشكلة في الأنشطة اليومية.

هذا هو الذي أنصحك به، وأؤكد لك أن هذه الحالة حالة عابرة، أرجو أن تطبقي ما ذكرته لك، وباركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً