الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أصبت بخوف شديد من الخروج وتخيل مواقف والاندماج معها بسبب شدة أبي عليّ

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أشكركم على هذا الموقع الجميل، وبارك الله لكم.

أنا متعبة نفسيا ولدي وساوس لا تفارقني، وخوف شديد من كل شيء، مثلا: أخاف أن أتحدث فأقول كلاما سيئا، وهذا لا يحدث، وأخاف أن أخرج مع ابني فيخطف، وأوقات أتخيل مواقف مع نفسي وأضحك عليها، أو أبكي مع أشخاص خياليين أو من عائلتي، ويمكن أن أغضب، وأوقات أتخيل مواقف وردة فعلي عليها، لكن عندما تحدث تتغير ردة الفعل، ولا أعرف كيف أتصرف، وأعاني من التخيلات طوال الوقت.

مع العلم أن أبي كان شديدا جدا، وكان يمنعني من الخروج خوفا علي، والآن أخاف كثيراً؛ لأني لو خرجت وحدي يمكن أن تجدني أبتسم مع نفسي على المواقف التي أتخيلها، وهذا يحرجني كثيراً؛ لأني لا أستطيع أن أسيطر على نفسي، وأنا متزوجة وزوجي جيد جدا معي.

شكرا، وآسفة على الإطالة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ هويدا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله لك العافية والتوفيق والسداد.

أختِي الكريمة، موضوعك -إن شاء الله تعالى- بسيط جدًّا، أنت لديك مخاوف وسواسية، والوسواس هو بالفعل يجعل الإنسان يسترسل في خياله ويحلل ويفسِّر، وتتداخل الأمور لدرجة تكون مخيفة جدًّا لديه، والفكر الوسواسي دائمًا فكر ملحٍّ ومستحوذ ومسيطر، فلا تنزعجي -أيتها الفاضلة الكريمة- هذه الحالات تستجيب للعلاج الدوائي بصورة ممتازة جدًّا.

عقار فافرين دواء ممتاز لعلاج مثل هذه الحالات، إن تيسر لك أن تذهبي وتقابلي الطبيب النفسي فهذا أمر جيد، وإن لم يتيسر ذلك شاوري زوجك الكريم حول تناول هذا الدواء، والجرعة هي خمسون مليجرامًا، تتناولينها ليلاً بعد الأكل لمدة عشرة أيام، ثم اجعليها مائة مليجرام ليلاً، وهذه هي الجرعة البسيطة إلى الوسطية، والتي أراها مناسبة جدًّا لك، وفي بعض الحالات نعطي جرعة حتى ثلاثمائة مليجراما يوميًا من الفافرين، لكن لا أعتقد أنك في حاجة لهذه الجرعة، واستمري على جرعة المائة مليجرام ليلاً لمدة ستة أشهر وهذه ليست مدة طويلة، بعد ذلك خفضي الجرعة إلى خمسين مليجرامًا ليلاً لمدة ثلاثة أشهر، ثم خمسين مليجرامًا يومًا بعد يوم لمدة شهرٍ، ثم توقفي عن تناول الدواء، والفافرين دواء بسيط، دواء ممتاز، لا يؤدي إلى الإدمان، لكن لا يُسمح باستعماله في أثناء الحمل.

الجوانب الأخرى في العلاج -أيتها الفاضلة الكريمة- تقوم على مبدأ: تجاهل الوسواس، تحقير الوسواس، عدم مناقشته، الإكثار من الاستغفار، وممارسة أي نوع من الرياضة كرياضة المشي مثلاً، أن تنشغلي في بيتك، وتكوني فعّالة وتطوري مهاراتك، وتمارين الاسترخاء أيضًا مفيدة جدًّا، وموقعنا لديه استشارة تحت رقم (2136015) أرجو أن ترجعي إليها وتطبقي ما بها.

أيتها -الفاضلة الكريمة-، صلّ الصلوات في وقتها، وعليك بالدعاء والذكر وتلاوة القرآن، هذا سيفيدك كثيرًا، وكوني إيجابية في حياتك، فقد رزقك الله تعالى الزوج الممتاز، وحياتك -إن شاء الله تعالى- كلها طيبة، لا تنزعجي لمرحلة الطفولة وشدة الوالد تربويًّا، جزاه الله خيرًا كان يريدكم أن تكونوا أحسن منه، لذا كان شديدًا عليكم، أرجو أن تبريه بالدعاء له.

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً