الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تحسنت من التعلثم ثم رجع لي مرة أخرى.. هل هناك حلول أخرى؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لدي مشكلة في الكلام ألا وهي التلعثم، ولقد وضعت مشكلتي من قبل تحت رقم استشارة 2180162 ولقد جربت الحلول التي وضعتها، ولقد تحسنت قليلا، لكن عدت من البداية دون فائدة، الرجاء لو هناك طرق أخرى فاشرحها، ولك جزيل الشكر.

ملاحظة: حتى أخي لديه نفس المشكلة، وعمره 10 سنين.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ هزاع حسين حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

التحسُّن -حتى وإن كان قليلاً أو بطيئًا- هو أمر مبشر جدًّا للإنسان، والتحسُّن من التأتأة تحسن تراكمي، بمعنى أن الإنسان لا بد أن يصبر ويُثابر ويطبق ويُجاهد حتى يستعيد ثقته في نفسه، -وإن شاء الله تعالى- تتعدل الأمور ويُصبح طلقًا في كلامه.

ويُعرف - أيها الفاضل الكريم – أن كثيرًا من الناس يتحسنون باستمرار العمر، أي بعد سن الثلاثين، أو الأربعين، تجد الكثير من الذين كانوا يتلعثمون، أو كانت لديهم حبسة كلامية تجد أن هذا الأمر قد تحسَّن لديهم.

أما عن الطرق، فلا توجد طرق أخرى، إنما الإصرار على التحسُّن، المثابرة، عدم مراقبة الذات، القراءة بصوتٍ عالٍ، تحديد الحروف التي فيها صعوبات وقراءتها وتكرارها، وتطبيق تمارين الاسترخاء، وكما قلت لك الاستعانة بأحد المشايخ للتدرب على التجويد الصحيح، وكيفية الربط ما بين التنفس، وإخراج الكلمات، ولو تمكنت بالطبع من مقابلة أخصائي تخاطب، فهذا سوف يساعدك؛ لأن المقابلة المباشرة سوف تجعل المعالج قدوة حيوية بالنسبة لك، وأنت هنا سوف تتخذه نموذجًا، وهذا فيه دفع نفسي كبير جدًّا.

بالنسبة للأدوية: الأدوية المضادة للقلق معظمها تساعد، وهنالك أدوية أخرى مثل: الأولانزبين، أو الهلوبريادول بجرعات صغيرة أيضًا تساعد، لكن هذه الأدوية لا بد أن تكون تحت إشراف طبي.

بالنسبة لهذا الابن الذي عمره عشر سنوات ويعاني من نفس المشكلة: من المؤكد أن التأتأة تجري في الأسر، يعني أن الجانب الوراثي لا يمكن تجاهله، وهذا الابن في هذا العمر هنالك فرصة كبيرة جدًّا أن يتحسَّن، دعوه يطبق نفس التمارين، حاولوا أن تجعلوه دائمًا مطمئنًا ومسترخيًا، يتعلم مخارج الكلمات، يتعلم تمارين الاسترخاء، يربط ما بين التنفس وإخراج الكلمة، لا يراقب نفسه، ينضم لأحد مراكز التحفيظ، نُشعره دائمًا بأنه شخص فعّال وإنسان ناجح في حياته... هذا يساعده، وأيضًا بالطبع إذا قابل أخصائي التخاطب سوف ينتفع كثيرًا.

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً