الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حساسية الأنف وأسباب زيادتها في بعض الأماكن وعلاجها

السؤال

السلام عليكم

أنا رجل متزوج منذ أربع سنوات، وأعاني من حساسية شديدة في الأنف يصحبها سيلان وحرقة وانسداد، خاصة وقت النوم، أتحسس من القطط، والنخيل وبعض النباتات الأخرى، ولكن في الآونة الأخيرة أصبحت حساسيتي تزداد وبشكل قوي جدًا خاصة في المنزل وغرفة النوم خصوصًا، وتخف خارج المنزل، ولا أعلم ما السبب؟ ولا أعلم ما الدواء؟ علمًا بأني أعاني منها منذ عشر سنوات، وهي بنفس الوضع تقريبًا.

أرجو عدم الإطالة والرد، ولكم الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ صالح حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الحساسية هي اضطراب في الجهاز المناعي بحيث يؤدي لرد فعل تحسسي عند التعرض لعوامل موجودة في الطبيعة من المفروض ألا تسبب أي أعراض عند التعرض لها, هذه العوامل تختلف من شخص لآخر، ويمكن كشفها باختبارات التحسس الجلدية والدموية.

نتيجة التحسس يطلق الجسم مادة كيماوية هي الهيستامين (ومواد أخرى) تتسبب في توسع الأوعية الدموية وخاصة في الأنف؛ مما يسبب في تورم أنسجة الأنف وكبر حجمها، وهذا يؤدي لانسداد الأنف, ومن التأثيرات الأخرى لهذه المادة -الهيستامين- التخريش في المخاطية الأنفية والبلعومية، وبالتالي الإحساس بالحكة والدغدغة في هذه المناطق, كما تتسبب في زيادة الإفراز المخاطي من الغدد المخاطية المنتشرة في بطانة الأنف والبلعوم، وهذا يؤدي لسيلان الأنف وتجمع المخاط في الأنف والبلعوم.

بالنسبة لحالتك لا بد من إجراء اختبارات التحسسس الجلدية والدموية؛ لتحديد العوامل التي تسبب لديك التحسس، وإجراء اللازم كما يلي:

علاج التحسس أساسًا هو في الوقاية من الأسباب المسبببة له, فعند معرفة هذه الأسباب يجب الابتعاد عنها تمامًا إذا كان ذلك ممكنًا، ثم هناك العلاج الدوائي بمضادات التحسس الفموية (مثل كلاريتين, سيتريزين ...) وبخاخات الكورتيزون الأنفية الموضعية (فليكسوناز, أفاميس, رينوكورت ...).

كل العلاجات السابقة تخفف الأعراض ولا تعالج أساس المشكلة، والعلاج الحقيقي الوحيد المتوفر هو العلاج المناعي، حيث بعد إجراء اختبارات التحسس التي ذكرتها لك؛ يمكن تركيب لقاح خاص بالمريض نفسه، بحيث عند إعطاء اللقاح وبشكل منتظم ومع الزمن تخف الأعراض التحسسية، ويختفي التحسس نحو هذه العوامل التي توجد في اللقاح، وبحسب التحاليل المجراة للمريض قبل إعطائه اللقاح.

اللقاح يعطى بإبر تحت الجلد، أو نقط فموية تحت اللسان، وبشكل دوري شهري لعدة سنوات -من سنة إلى ثلاث سنوات- يصل المريض بعدها -إن شاء الله- للشفاء من التحسس، أو على الأقل يرتاح من الأعراض لسنوات طويلة بعدها.

ملاحظة أخيرة لديك بأن التحسس يزداد في غرفة النوم، فالأغلب بأن لديك تحسساً لعت الفراش -وهي حشرات مجهرية توجد في كل فراش، وتسبب الحساسية لبعض الأشخاص- فالحل هو في تغيير الشراشف مرتين في الأسبوع، واستخدام أكثر من شرشف واحد فوق الفراش في كل مرة، وتشميس الفراش وتهويته أسبوعيًا, وبكل الأحوال فالتحليل الدموي والجلدي يمكن أن يؤكد هذا النوع من التحسس. كما يجب الابتعاد عن وضع العطور قبل النوم، وتهوية غرفة النوم جيدًا حيث إن مرضى التحسس على الأغلب لديهم حساسية من كثير من العطور.

مع أطيب التمنيات بدوام الصحة والعافية من الله.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً