الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أصبت بألم في الرقبة بعد تعرضي لهواء شديد في سفري.. هل أحتاج لطبيب؟

السؤال

أعاني من ألم في الجانب الأيمن من الرقبة منذ ما يقرب من ثلاثة أشهر، كما ألاحظ وجود ما يشبه انتفاخاً مع نبض أحيانًا يكون واضحًا، وأحيانًا لا، وقد ذهبت إلى الطبيب فقال لي: بأنه التهاب، ووصف لي علاج tavacin 750 مضادًا حيويًا، وقد لاحظت أن الوضع تحسن، ولكن عندما انتهيت من العلاج بدأت الأعراض تظهر ثانية، فذهبت إلى طبيب متخصص في الأنف والأذن والحنجرة، فقال لي بأنني أتوهم، وأن هذا احتقان بسيط في الحلق، ومنذ تلك المدة لم أستعمل أي علاج، وما زالت الأعراض موجودة.

مع العلم بأنني أعاني من وساوس مستمرة، وكل عام تأتيني في نفس الميعاد وساوس شديدة بمرض في الرأس، ومرة في القلب، ومرة بالمعدة؟ وبعدما أذهب لعدد كبير من الأطباء يتبين بأنني أتوهم، وأنني سليم، فأصبحت الآن أتحير من الذهاب للأطباء، ولكنني أشعر بأن ألم الرقبة موجود، وأحيانًا يتنقل في الرقبة، ولكن المكان الأساسي هو ذلك النبض والانتفاخ.

الرجاء من سيادتكم إفادتي؛ لأنني أعيش في دوامة اسمها المرض، ولو أصابني أي مرض بسيط أشعر وكأنني مريض بمرض خطير، فهل حالتي تستدعي الذهاب للطبيب؟ أم أن كل هذا هو عامل نفسي فقط؟

ملحوظة: هذا العرض كان قد ظهر بعد التعرض لتيار هواء شديد أثناء السفر.

ولكم جزيل الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أنا لا أريد أن أقول أنك متوهم، لكنك حساس حيال الأمراض العقلية والنفسية والجسدية، ومن الواضح أن لديك تخوفًا من الأمراض، وهذا أدى إلى هذه الوسوسة، وأصبحت الأشياء البسيطة تتضخم عندك، وأصبحت تراقب وظائفك الجسدية بشدة كبيرة، وأصبحت أيضًا تُفسِّر أي متغيِّرٍ في جسمك، أو حتى مجرد النبض الطبيعي الذي يظهر على سطح الجسم في بعض الأماكن، أصبحت تؤوِّل هذه الأمور الطبيعية بتأويلات سلبية ومتشائمة خوفًا من الأمراض.

أخي الكريم: حالتك هذه تُعالج من خلال:
أولاً: يجب أن تقنع نفسك وتشدُّ عليها في أن تتردد كثيرًا على الأطباء، إن كان لا بد من الذهاب إلى الطبيب، فهذا يكون عند الحاجة القصوى، وبعض الناس ننصحهم بأن يُراجعوا أطبائهم مرة كل ثلاثة إلى أربعة أشهر من أجل الفحوصات العامة، هذا أيضًا أحد الوسائل التي تبينِ الطمأنينة في مثل حالتك هذه، فيمكن أن تُجرب هذا المنهج.

ثانيًا: تعيش حياة صحية، والحياة الصحية تتطلب النوم المبكر، ممارسة الرياضة، الغذاء المتوازن، وراحة البال، والحرص الشديد في أمور الدين، والتواصل الاجتماعي، واكتساب المعارف، وتطوير الشخصية... وهكذا، وهذا كله متاح - أيها الفاضل الكريم – لذا أنصحك به وعلى وجه الخصوص الرياضة، سوف تجد فيها فائدة كبيرة جدًّا.

ثالثًا: سيكون من المستحسن أن تتناول أحد الأدوية المضادة للمخاوف المرضية، ومنها عقار يعرف تجاريًا باسم (سبرالكس)، واسمه العلمي (إستالبرام)، والجرعة المطلوبة صغيرة في حالتك، وهي نصف حبة – أي خمسة مليجرام – يتم تناولها يوميًا لمدة ستة أيام، بعد ذلك اجعلها حبة كاملة – أي عشرة مليجرام – استمر عليها يوميًا لمدة أربعة أشهر، ثم خفضها إلى خمسة مليجرام يوميًا لمدة شهر، ثم خمسة مليجرام يومًا بعد يومٍ لمدة شهرٍ آخر، ثم توقف عن تناول الدواء.

هذا دواء ممتاز جدًّا، ويمكن أيضًا أن تُدعمه بدواء بسيط آخر، يعرف تجاريًا باسم (دوجماتيل)، وهو متوفر في مصر، وجرعته هي أن تبدأ بكبسولة صباحًا ومساءً لمدة شهر، ثم كبسولة صباحًا لمدة شهرٍ آخر، ثم تتوقف عن تناول الدوجماتيل، وتستمر على السبرالكس بنفس الطريقة التي أوضحتها لك.

إذًا – أخي الكريم – هذا هو الذي أنصحك به، وأسأل الله تعالى لك العافية والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً