الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من زيادة الوزن خلال فترة بسيطة بشكل كبير، فما السبب؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

دكتور رفع الله قدرك وجزاك خيراً على ردك لاستشارتي السابقة 2241428.

لدي مشكله أخرى لم أذكرها لك، وقد بدأت منذ سنة، وهي السمنة، ففي شهر واحد ازداد وزني 10 كيلو، وأنا منذ بلغت ووزني ثابت، حتى بعد زواجي وولادتي.

علماً أنني أجريت عملية مرارة قبل ثلاث سنوات، ومنذ سنة بدأت السمنة في التزايد بشكل مزعج، ووجبتي الأساسية الغداء، أما العشا فوجبة خفيفة، عبارة عن خبز أبيض وجبن سائل أو زبدة الفول السوداني.

ومن عادتي السهر إلى بعد الفجر، ولدي شهية مستمرة لأكل البطاطس والحلويات، وأحس بالجوع وأرجع آكل مرة ثانية، وبعدها أحس بالغثيان وآلام في المعدة، بعدها أمضغ علكاً، وبعد ساعة أو ساعتين آكل شيئاً خفيفاً، وآكل الفواكه والخضار في الشهر أو في الشهرين مرة.

وهذه عادتي منذ الصغر، لكن السمنة ازدادت هذه الفترة، وأعاني من فقر الدم 8، وعندي جفاف في الجسم، وتكيس المبايض، وصرفت لي الطبيبة الجلوكوفاج، ولم أستطع إكمال 10 حبات منه؛ حيث سبب لي جفافاً فظيعاً حول الفم، أرجو حل مشكلتي، جزيتم خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نورة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا.

أحب أن أبدأ بموضوع عقار (جلوكوفاج) والذي يعرف باسم (ميتفورمن): هذا الدواء سيكون ممتازًا ومثاليًا في حالتك، لأنه بجانب تكيسات المبايض فهو يُخفف الوزن، وتوجد مستحضرات منه سليمة جدًّا.

فراجعي الطبيبة واستمري على الجوكوفاج، أعتقد أنه مهم وضروري جدًّا في حالتك في موضوع تكيسات المبايض، وفي ذات الوقت يُعرف عنه أنه يُثبط الشهية للطعام، خاصة السكريات، وهنا يمكن أن تستفيدي منه كثيرًا.

من الناحية الأخرى: ربما تكون السُّمنة متعددة العوامل، فهناك جوانب وراثية، وهنالك جوانب قلة الحركة، ونوعية الأطعمة، هذا كله يؤدي إلى السمنة، وبعض الناس يكون لديهم شيء من عسر المزاج، أو القلق الاكتئابي البسيط، مما يجعلهم يتناولون كميات من الطعام كثيرة في أثناء اليوم، كنوع من التفريغ النفسي، لكن قطعًا سلبيًا.

هؤلاء ننصحهم بتناول عقار يعرف تجاريًا باسم (بروزاك) ويسمى علميًا باسم (فلوكستين) لأنه محسِّنٌ للمزاج، وقد يُقلل الاندفاعية نحو الطعام، لكن لا بد أن تكون هنالك إرادة، لا بد أن يكون هنالك هدفًا، والهدف في حالتك هو (مثلاً) أن تُنقصي وزنك بمعدل اثنين إلى ثلاثة كيلوجرام كل شهر، وتكونين صارمة جدًّا في هذا الموضوع، والطعام وعدم الحركة هي المصادر الأساسية لزيادة الوزن.

فيجب أن يكون عندك ترتيب على هذا النسق، وبالنسبة للبروزاك أنا أنصحك أن تتناوليه بجرعة كبسولة واحدة في اليوم، لمدة ثلاثة أشهر، ثم كبسولة يومًا بعد يوم لمدة شهرٍ، ثم توقفي عن تناوله، وقد نصحتك بضرورة استعمال الجلوكوفاج، وأنا أحبذ أيضًا أن تذهبي وتقابلي طبيب أو أخصائي تغذية ليضع لك برامجاً تلتزمين بها وتراجعينه من وقتٍ لآخر، هذا يُدعّم قناعتك العلاجية -إن شاء الله تعالى- بدرجة كبيرة.

وكوني سيِّدة نشطة في بيتك، ومتواصلة اجتماعيًا، لتحرقي هذه الطاقات التي تؤدي إلى زيادة الوزن.

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً