الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حالتي أتعبتني فهل أستمر على الزيروكسات وما الجرعة المناسبة؟

السؤال

السلام عليكم

أنا محمد عمري 20 سنة، مشكلتي منذ سنة تقريبًا أن معدتي صارت تؤلمني، فذهبت إلى دكاترة كثر، بعضهم قال لي: قولون. وآخرون: جرثومة، وأعطوني علاجًا لكن لم يأت بنتيجة.

المهم أن معدتي أشغلتني، وجلست أفكر وصار عندي قلق وخوف تجاهها: أنه ربما يكون عندي مرض خطير، وهكذا...، المهم أنني عندما استيقظت من النوم صباحا؛ شعرت بشيء بارد برأسي من الخلف، وشعرت أني مغترب عن العالم، وأني في عالم آخر، ولا يوجد عندي تركيز.

مع العلم أن هذه الحالة كانت تأتيني منذ زمان ولكن بصورة قليلة، وعندما تأتيني أغمض عيوني لفترة قصيرة وأفتحها فتذهب، أو أنام قليلاً ثم أستيقظ.

منذ سنة وأنا أشعر بهذه الحالة، بعدم الشعور بالواقع، مثل الشخص المتغرب عن الدنيا، وفي الليل أتعب أكثر وأشعر بعدم التركيز، وأحيانًا بعض الأيام تأتيني فجأة وبقوة بحيث أكون مثل السكران أفقد التركيز، فأذهب لأنام؛ حتى أرتاح منها، وأشعر كثيرًا بحرارة برأسي من الخلف، وأحيانًا يأتيني وسواس بالليل ولكن قليلا، ومنذ فترة وأنا غير مرتاح في النوم، وأستيقظ مبكرًا مع أني أنام متأخرًا، وهذا شيء من عادتي أني أقوم الصبح مبكرًا.

وعندما أقوم بعمل أي جهد -ولو كان صغيرًا- يداي تتعبان وترتجفان فذهبت إلى دكتور أعصاب عندنا بفلسطين، وأخبرني أن أعمل تخطيط دماغ، وصورة رنين للدماغ، فعملته؛ وكان سليمًا، وأمرني أن أزور طبيبًا نفسيًا، ولكن أهلي قالوا: ليس فيك شيء، ولا يلزم.

اضطررت أن أشتري دواء السيركسات عيار 20 على أمل أن يفيدني؛ لأني سمعت أنه دواء جيد، ومنذ 5 أيام أشربه، أشرب نصف حبة بعد أذان المغرب بنصف ساعة تقريبًا، لكن لا أعرف هل أستمر عليه، أم أزيد الجرعة، أم أتركه؟

أرجو أن تفيدوني؛ لأني ما عدت أشعر للحياة طعمًا بسبب الشعور الذي عندي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ mohammad حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الذي تعاني منه بالفعل هو قلق نفسي تجسَّد لديك في شكل أعراض جسدية، وهذا كله نتج عنه شعورك بعدم الارتياح، وضعف التركيز، وسرعة الإجهاد، وهذا ناتج من القلق، والوساوس البسيطة التي تأتيك، وربما يكون -أيضًا- حدث نوع من الاكتئاب الثانوي البسيط.

يُعرف تمامًا أن القلق كثيرًا ما يؤدي إلى اضطرابات شديدة في الجهاز الهضمي، وحتى إن كانت الجرثومة الثلاثية هي السبب فيما أصابك في معدتك، لكن أنا متأكد أن القلق -أيضًا- قد ساهم في زيادة الأعراض.

أيها الفاضل الكريم: حالتك بسيطة، أنت قمت بإجراءات جيدة، ذهبت وقابلت الطبيب وقام بإجراء الفحوصات الدقيقة، والحمد لله كل شيء سليم.

بالنسبة لعقار زيروكسات: أنا أقول لك: إنه دواء ممتاز، وأؤيدك تمامًا في تناوله، استمر على نصف الحبة لمدة أسبوعين، ثم اجعلها حبة كاملة، تناولها ليلاً، وإن شاء الله تعالى سوف تكون جرعة كافية بالنسبة لك، استمر عليها لمدة أربعة أشهر، ثم اجعلها نصف حبة ليلاً لمدة شهرٍ، ثم نصف حبة يومًا بعد يوم لمدة شهرٍ آخر.

هذا الدواء دواء جيد وسليم، وإن شاء الله تعالى يفيدك كثيرًا.

هنالك دواء آخر أريدك أن تدعم به الزيروكسات، الدواء هو (ديناكسيت) وهو متوفر في فلسطين، تناوله بجرعة حبة واحدة في الصباح لمدة شهرين، ثم توقف عن تناوله، واستمر في تناول الزيروكسات بنفس الطريقة التي ذكرتها لك.

أيها الفاضل الكريم: ممارسة الرياضة مهمة جدًّا لعلاج هذه الأعراض، فلا تنس نصيبك منها أبدًا، وأحسن إدارة وقتك، وكن دائمًا متفائلاً، وعبّر عن ذاتك من خلال التواصل الاجتماعي... هذا كله -إن شاء الله تعالى- فيه خير كثير لك.

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وأسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً