الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

وسواس الموت (قتلني)!! فهل من علاج؟

السؤال

السلام عليكم

أريد المساعدة منكم بعد الله: أنا مؤمنة بالله، ومؤمنة بالقضاء والقدر، وأعرف أن الموت حق علينا، لكن (قتلني) وسواس الموت، صارت حياتي خوف في خوف.

أريد منكم المساعدة والنصائح إن أمكن.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نونه حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الحمد لله الذي جعلك تقتنعين أن هذه وساوس، والوساوس تُعرَّف بأنها فكرة سخيفة مستحوذة مسيطرة مُلحة، يعرف صاحبها سخفها لكنه يجد صعوبة في ردها، هذا التعريف البسيط يجب أن يقنعك بأن هذه الأفكار هي أفكار سخيفة، والسخيف يجب أن يُحقَّر، في حالتك لا تُحقّر حقيقة الموت؛ لأن الموت حق، لكن الذي يُحقر هو هذا الخوف المسترسل والذي لا مبرر له.

إذًا أنت محتاجة لحوار نفسي معرفي سلوكي مع ذاتك، تكون نتيجته الاستخفاف بهذه الفكرة، هذه هي نصيحتي لك أيتها الفاضلة الكريمة.

النقطة الثانية: لإزاحة هذا الفكر يجب أن تملئي الفراغات الدماغية لديك بما هو نافع، أنت ربة أسرة، أنت والحمد لله تعالى لديك مسؤوليات، حياتك طيبة جميلة، فلا بد أن تُديري وقتك بصورة ممتازة تشغلك عن هذا النوع من الفكر.

ثالثًا: إيمانك بالله تعالى هو أمر عظيم، ويجب أن يُدعم بفعل الطاعات والالتزام بالعبادات، هذا ينزل عليك من الطمأنينة على قلبك، ويربط الله تعالى على قلبك -إن شاء الله- كما ربط على قلب أم موسى.

أيتها الفاضلة الكريمة: أريدك أن تقومي بخطوات أخرى لتفتيت هذه الوساوس، من هذه الخطوات: اذهبي إلى الطبيب النفسي إن كان ذلك ممكنًا، والمراد من الذهاب إلى الطبيب النفسي أن يصف لك أحد الأدوية الفعالة المضادة لقلق المخاوف الوسواسي، من هذه الأدوية عقار يعرف باسم (سبرالكس).

إن لم تتمكني من الذهاب إلى الطبيب النفسي يمكن أن تصفه لك طبيبة الرعاية الصحية الأولية بالمركز الصحي، دواء فاعل ممتاز، لا يؤثر على الهرمونات النسوية، وغير إدماني، والجرعة التي تحتاجين لها هي جرعة صغيرة، تبدئي بخمسة مليجراما -أي نصف حبة من الحبة التي تحتوي على عشرة مليجراما- تناوليها يوميًا لمدة عشرة أيام، بعد ذلك اجعليها حبة كاملة -أي عشرة مليجراما- وهذه هي الجرعة الصغيرة التي أراها كافية في حالتك، استمري على هذه الجرعة لمدة أربعة أشهر، ثم خفضي الجرعة إلى خمسة مليجراما يوميًا لمدة شهر، ثم عشرة مليجراما يومًا بعد يومٍ لمدة شهرٍ آخر، ثم توقف عن تناول الدواء.

أيتها الفاضلة الكريمة: استثمري وقتك، أنا أكرر هذا، وهذا مهم جدًّا وضروري جدًّا في حالتك.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • مصر منى عادل ابراهيم محمد

    ربنا يشفيكى وانا معاكى ان شاء الله يشفينا جميعا

  • السودان احمد عثمان احمد

    الموت حق وكل شي مكتوب

  • البحرين منى


    سبحان الله تعالى ..اعاني اختي مثل ما تعانين ومقتنعة تمام بإن الموت حق وان لا محال من ذلك
    استعنت بالله تعالى بقراءة القرآن والاذكار والتصميم على العمل الصالح حتى ان مت كنت على عبادة ..لازلت اعاني ولكني ادعو الله ليل نهار ان يبعد عني هذه الفكرة ..
    اجاهد نفسي للعلاج الذاتي ورافضة الاستسلام اللادوية النفسية ..
    اسأل الله لي ولكم الصخة والعافبة وان يبعد عنا وعنكم الوسواس الرجيم

  • الأردن علا

    انا متلك معي خوف من الموت بس بالصلاه وقرات القران

  • السعودية نوره ~جده

    الله يشفينا ويشفي مرضى المسلمين

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً