الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل جرعة الفلوكستين مناسبة أم أضاعفها؟ وكم فترة العلاج؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لله الحمد من قبل ومن بعد، أحب أن أشكركم من أجل مجهودكم، وأسأل الله لكم الهداية والثبات والتوفيق.

قد منّ الله علي بالقولون العصبي الذي من خلاله عرفت مشكلتي، ألا وهي الوسواس القهري، فقد عانيت منه سنة كاملة، وكنت في هذه السنة لا أنام، ولا أذاكر، وأفكر كثيرًا، ورأسي يؤلمني، ولم يكن يمر يوم لم أتمن فيه الموت؛ لأني في الحقيقة لم أكن حيًّا، فقد كنت أموت في اليوم مائة مرة.

ابتليت بهذا الوسواس القهري الشديد، وزاد حدته جهلُ أهلي بحالتي؛ فكان من عوامل تضاعفه ما لقيته من عذاب من أمي، مع العلم أني أُصلي جميع الفروض في المسجد، وأحفظ القرآن إلا بعض السور القليلة.

تركت البيت، وبعد فترة من الانتصارات، وفعل الأشياء التي أحبها، كالجلوس بعد الفجر لقراءة القرآن، واللعب، والذهاب للبحر، وفضل الله ومنّة الله علي؛ شعرت ببعض الوعي الذهني الذي لم أكن أعهده من قبل، ثم تتابع مع أعراض القولون، واكتشفت أني مصاب بالوسواس القهري، والحمد لله، والشكر لله، فمعرفة الداء نصف الدواء.

الآن آخذ (فيرين) للقولون، مع العلم أني مواظب عليه؛ لأني لو تركته يحدث إسهال وسوء في الإخراج. وآخذ (فلوكستين) بمعدل حبة 20mg كل صباح، أنا لم أذهب لدكتور في ما يخص الفلوكستين، واليوم هو اليوم الخامس لتناولي للدواء، وقد عرفته عن طريق موقع إسلام ويب، ومن الاستشارات المشابهة لي.

سؤالي هو: هل أستمر على جرعة عشرين مليجرام أم أضاعفها لأربعين مليجرام؟ وما الفترة التي سأستمر فيها للعلاج؟ مع العلم أن الوسواس القهري يأخذ مني نصف يومي، والنصف الآخر أتمتع فيه بعقلي، وهذا من فضل الله عليّ.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ khaled حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

هذه الوساوس يجب ألا تتبعها، يجب أن تحقرها، وأن تتجاهلها، وتتعامل معها على هذا الأساس، هذا أمر مهم وضروري جدًّا، لا تطاوع وساوسك أبدًا، ولا تناقشها، إنما أغلق عليها واستخفَّ بها.

بالنسبة للعلاج الدوائي: الفلوكستين دواء ممتاز جدًّا، والجرعة المطلوبة في الوساوس هي أربعون مليجرامًا بالفعل على الأقل، لكن استمر على الدواء بهذه الجرعة -أي عشرين مليجرامًا- يوميًا حتى تكمل شهرًا كاملاً، بعد ذلك اجعل الجرعة أربعين مليجرامًا يوميًا، وهذه يجب أن تستمر عليها لمدة ستة أشهر على الأقل، بعد ذلك يمكن أن تجعلها كبسولة واحدة (عشرين مليجرامًا) يوميًا لمدة ستة أشهر أخرى، ثم عشرين مليجرامًا يومًا بعد يومٍ لمدة شهرٍ، ثم تتوقف عن تناول الدواء.

وحتى يتم تدعيم الفلوكستين هنالك دواء يعرف باسم (ديناكسيت) وهو موجود في السودان، من الأدوية الممتازة جدًّا حين تُعطى مع الفلوكستين، تناوله بجرعة حبة واحدة في الصباح لمدة ثلاثة أشهر، ثم توقف عن تناوله، كما ذكرت لك هو مجرد دواء تدعيمي، مزيل للقلق، وسوف يساعدك كثيرًا، ويجب أن يكون هنالك التزام قاطع بالجرعة خاصة جرعة الفلوكستين، وذلك حتى تتحصل على فائدتها إن شاء الله تعالى.

التمارين الرياضية مهمة جدًّا للذين يعانون من القلق العُصابي الذي يُسبب القولون العصبي، فاجعل لنفسك نصيبًا في الرياضة، ونظم وقتك، وأرى أن هنالك بشريات كثيرة تُشير أنك بإذن الله تعالى سوف تتغلب على هذه الوساوس.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً