الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

عندي رجفة خفيفة في اليدين، وعضلات الوجه ترتعش عند الضحك

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا شاب، أبلغ من العمر 30 عامًا، مررت بفترات مشاكل وخوف وتوتر وقلق في الزواج، حتى انتهى بالطلاق، شعرت خلال تلك الفترة القصيرة -التي امتدت 8 شهور تقريبًا- شعرت برجفة أو رعشة باليد، ومع الوقت خفّت، لكنها ما زالت موجودة بشكل خفيف جدًا، ودقات سريعة بالقلب، وآلام بالمعدة، وضيق خفيف جدًا في التنفس.

بعد مرور شهرين تقريبًا بعد الطلاق، انتهت دقات القلب السريعة وآلام المعدة، لكن الرعشة في اليدين ما زالت موجودة، وخفّت بشكل كبير الآن، وأحس في بعض الأحيان بألمٍ في عضلات الذراع، وخاصة عند ما أنهض من النوم أحس بنبض كامل لجميع أنحاء جسمي، ونبض متفرق بعض الأحيان في كل العضلات.

الآن هناك أحيانًا رعشة خفيفة في الأسنان حال إطباقها وإرخائها، وأحيانًا رعشة خفيفة جدًا في الجزء الأيسر من الفم.

علمًا أني غير مدخّن، وعملت تحاليل، وكلها جيدة، لكن فيتامين (D) معدلهُ 18 -أي أنه منخفض-، والآن بدأت في أخذ فيتامين (D).

أرجو أن أجد العلاج لديكم، مع العلم أن الحالة بدأت بالتحسن، ولا أدري ما هو التشخيص؟ هل هو قلق أو توتر؟ لأن عضلات الوجه ترتعش بشكل خفيف جدًا عند الابتسامة.

شكرًا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ المهندي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بالرغم مما ذكرته من أعراض، إلا أنك تعاني من قلق المخاوف من الدرجة البسيطة، وأعتقد أنك شخص حسّاس بعض الشيء؛ لذا تستشعر أعراضك بصورة مضخمة ومجسّمة ومبالغ فيها، وحركات أو تحرك عضلات الوجه حين الضحك، هو أمر طبيعي، لكن الذي تحسُّ به من خجلات تحدث في هذه العضلات، هو ناتج من حساسيتك النفسية، ودرجة القلق التي تؤدي إلى انقباضات بسيطة في العضلات الجسدية، خاصة عضلات الوجه.

أخي الكريم: اطمئن تمامًا، فالأمر بسيط، وليس هنالك ما يُزعج، كل الذي تحتاجه هو تجاهل هذه الأعراض، وتطبيق تمارين الاسترخاء، وممارسة الرياضة، وتجنُّب الاحتقانات النفسية، عبِّر عن ذاتك بما هو جيد ومفيد أولًا بأول.

أخِي الكريم: أسأل الله -تعالى- أن يقيّض لك زوجة صالحة، والتجربة الأولى حتى وإن فشلت، فهذا أمر مُقدَّر، والإنسان يستفيد مما مضى إيجابًا أو سلبًا.

أنت تحتاج لعلاج دوائي بسيط، لو تواصلت مع طبيبك، فأنت تحتاج لجرعة صغيرة من عقار يسمى (إندرال)، هذا الدواء يكبح الأعراض الفسيولوجية المصاحبة للقلق، مثل: تسارع ضربات القلب، وهو دواء سليم، لا يُنصح -فقط في حالات وجود الربو- باستعماله. جرعة بسيطة جدًّا (عشرة مليجرام) صباحًا ومساءً لمدة شهرين، ثم عشرة مليجرام صباحًا لمدة شهر، ثم يتم التوقف عن تناول الدواء.

يُضاف إليه أحد الأدوية الجيدة والسليمة والمضادة لقلق المخاوف، الدواء يعرف تجاريًا باسم (زولفت)، ويسمى علميًا باسم (سيرترالين)، ويسمى تجاريًا أيضًا (لسترال)، والجرعة التي تحتاجها صغيرة، وهي حبة واحدة، علمًا بأن الجرعة الكليَّة قد تصل إلى أربع حبات في اليوم، لكنك لست في حاجة لهذه الجرعة. تناوله بجرعة نصف حبة –أي خمسة وعشرين مليجرامًا– يوميًا لمدة عشرة أيام، بعد ذلك اجعلها حبة كاملة –أي خمسين مليجرامًا– ليلاً لمدة ثلاثة أشهر، ثم نصف حبة ليلاً لمدة شهرٍ، ثم نصف حبة يومًا بعد يوم لمدة شهرٍ، ثم توقف عن تناول الدواء.

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً