الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من الخجل ولدي عقدة تبعدني عن النساء، ما توجيهكم؟

السؤال

السلام عليكم

أنا شاب بعمر 21 عاما، تأتيني أفكار مزعجة للغاية، وهي تخص المرأة والزواج.

منذ صغري وأنا أعاني من الخجل، ولا أستطيع الاحتكاك بالنساء، والآن أصبح لدي عقدة من الرفض، أصبحت لا أتمنى الزواج من فتاة جميلة، رغم أني أمتلك -ولله الحمد- الوسامة، والمادة أيضا، إلا أني تأتيني أفكار مزعجة، وتطور الأمر إلى أن سألت نفسي، هل المرأة نفس الرجل؟ لماذا المرأة تريد الزواج؟ طيب لماذا المرأة دائما خصم للرجل ومع هذا تبقى معه؟

ما زلت أسأل نفسي أسئلة متعبة، وأتمنى منكم مساعدتي، وفقكم الله.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ طلال حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرا لك على الكتابة إلينا.

إن الذي ورد في سؤالك يشبه حالة من الأفكار والأعمال القهرية، والتي نسميها الوسواس القهري، وإن كان هذا الاسم الشائع له مضاعفات تجعل الموضوع يُشكل على الكثير من الناس، فيربطونه بوساوس الشيطان وغيره، وهذا غير صحيح.

تتمثل هذه الحالة عندك في الشعور بضرورة تكرار طرح الأسئلة، وخاصة فيما يتعلق بالمرأة، وكما ذكرت في سؤالك، فلذلك أنت تكرر طرح الأسئلة، وما إن تنتهي من سؤال حتى يأتي الثاني! وعندما تعزم على عدم التكرار، ما هي إلا لحظات حتى تشكك من جديد وتتساءل مجددا، فتعيد السؤال مرة ثانية.

قد يصل أمر العمل القهري هذا عند البعض لحالات شديدة من التكرار المستمر، بحيث يسيطر على كامل الحياة والأنشطة!

هذه الأعمال القهرية حيث تأتيك رغما عنك أفكار وسواسية قهرية، ليس لها علاقة بحاجتك لمعرفة الإجابات، إلا أنها رغبة شديدة تدفع للسؤال.

لاشك أنك تحاول دفع هذه الأسئلة بعيدا عنك، إلا أنها تستمر وتعود مجددا، بالرغم من أنها مزعجة ومؤلمة بما فيما من أفكار وأعمال غير مقبولة بالنسبة لك.

كل هذا يدخل في تعريف الأفكار والأعمال الوسواسية القهرية، وتذكر أن هذه الأفكار الوسواسية ليست من صنعك، ولست مسؤولا عنها، فهي أفكار قهرية.

تكثر عادة أسئلة الناس عن الوساوس، مما يعكس أولا مدى انتشارها بين الناس، وإن كان من المعتاد أن لا يتحدث الناس، ولا حتى المصاب عنها، إلا بعد عدة سنوات ربما، حيث يعاني أولا بصمت ولزمن طويل.

إن وضوح التشخيص، وفهم طبيعة الوسواس القهرية، من أول مراحل العلاج، وربما من دونه قد يستحيل العلاج، فتأكد من أن ما لديك هي حالة من هذه الأسئلة القهرية.

ليس كل من يعاني من الأفكار والأسئلة القهرية يحتاج لزيارة الطبيب النفسي، إلا إذا اشتدت الحالة، ولم تعد تستطيع التحكم في تكرار هذه الأسئلة، فعندما أنصحك بمراجع الطبيب النفسي.

يقوم العلاج على العلاج النفسي المعرفي السلوكي، عن طريق تغيير القناعات والأفكار المصاحبة للوسواس القهري، والتي تجعلك تطرح هذه الأسئلة.

يمكن مع هذه المعالجة المتخصصة أن تتغيّر هذه الأفكار واستبدالها بأفكار أكثر صحة وسلامة، ومن جوانب العلاج السلوكي هذا محاولة منعك من طرح الأسئلة وإلهاء نفسك بأعمال أخرى، ويقوم عادة على هذه المعالجة الطبيب النفسي المتدرب على هذا النوع من العلاج، أو الأخصائي النفسي المتخصص.

العلاج الآخر، وهو لا يغني عن السابق، إلا أنه يساعد في تخفيف الأعراض الشديدة، ويساعد الشخص على التكيّف المناسب، وهو العلاج الدوائي بأن يصف الطبيب النفسي أحد الأدوية المضادة للأفكار الوسواسية، والأعمال القهرية.

لابد من متابعة هذا العلاج الدوائي مع الطبيب النفسي، لأن استعمال الأدوية النفسية يحتاج إلى المتابعة القريبة من قبل المتخصص.

وفقك الله وكتب لك العافية.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • الجزائر مزركش علي

    إن المرأة بالنسبة الى الرجل هي القيمة الروحية الفياظة بالحب والحنان والشعور الرومنسي المليء بالدفئ الذي لا يجده المرئ الا مع من يحب بجنون .

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً