الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

رغم التخلص من التسوس ما زلت أعاني من ألم الضرس، فما السبب؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله.

أود أن أشكركم على هذا الموقع الرائع، جزاكم الله خيراً على مجهودكم.

عندي مشكلة: وهي أنني أعاني من ألم الضرس، ذهبت إلى عيادة طبيب الأسنان قبل 7 أشهر من الآن، وكانت المشكلة تسوس الضرس، فقامت الطبيبة بتنظيف التسوس، وملء الحفرة بالحشوة، حالياً سقطت الحشوة، وبقيت الحفرة، فما سبب الألم؟ وهل علي اقتلاع الضرس؟ وتناولت عقاقيراً لتسكين الألم، فهل هذا مضر؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Rahma حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلا بك أختي الفاضلة في موقع استشارات إسلام ويب.

بداية أختي الكريمة: أي نخر ضمن السن يكون غير مؤلم في المراحل الأولى للتسوس، عندما لا يكون النخر ضمن طبقة الميناء السني، كون هذه الطبقة خالية من النهايات العصبية، وعندما يمتد النخر ليصل إلى طبقة عاج السن يبدأ هنا الألم، كون هذه الطبقة تحتوي على النهايات العصبية، ويكون الألم في هذه المرحلة مثار، أي لا يؤلم السن إلا عند تناول المشروبات الساخنة أو الباردة أو أثناء تناول الطعام، وفي هذه المرحلة يكون العلاج عند طبيب الأسنان بتنظيف النخر السني، ووضع طبقة من ماء الكالسيوم لعزل الحشوة عن العصب، وبعدها وضع الحشوة الدائمة -الحشوة المعدنية أو الحشوة اللصاقة التجميلية-.

وإذا ما أهمل النخر، فإنه يمتد ليصل للعصب السني ويثار العصب -التهاب عصب حاد-، ويصبح الألم في هذه المرحلة عفوياً، أي أن الألم يبقى مستمرا دون وجود أي إثارة من طعام أو شراب، وقد يزداد الألم أثناء النوم، وهذا ناتج عن احتقان الشعيرات الدموية ضمن الحزمة الوعائية العصبية في حجرة وقناة العصب المغلقة، وإن استعمال المسكنات في هذه المرحلة لا يفيد إلا لبضع ساعات، ويعود الألم من جديد، ولا يكون الحل هنا إلا في نزع العصب عند طبيب الأسنان.

وإذا ما اهملت الحالة أكثر، وبقي المريض يتناول العقاقير المسكنة، فإن التهاب العصب الحاد يتطور إلى التهاب العصب المزمن، ويبدأ اللب السني -العصب السني- بالموت، ويختفي الألم في هذه المرحلة لفترة مؤقتة، حيت يبدأ العصب بالتعفن والتحلل ضمن الحجرة العصبية للسن، وينتقل هذا التعفن إلى العظم، ويظهر على الصورة الشعاعية للأسنان كيس ذروي صغير محيط بجذر السن، يبقى هذا الكيس في طور الأزمان دون أي أعراض إلى أن يصاب بهجمة حادة تتسبب في انتفاخ المنطقة المحيطة بالسن، وقد يقودنا الأمر بالنهاية إلى فقد السن -قلع السن-.

لذلك أختي الفاضلة: إن أي ألم سني يجب أن لا يهمل، وأن يعطى جانب من الأهمية، ولا يجوز الاستمرار في استعمال المسكنات إلا لفترة وجيزة، والتي تكون بين ظهور الألم السني وزيارة الطبيب لإجراء العلاج المناسب، والذي قد يكون مجرد تنظيف النخر وملأ الحفرة بالحشو، أو قد تحتاجين لعلاج العصب، وليس من الضروري قلع السن في هذه المرحلة.

وأخيرا أنا على دراية أنه أصبح لديك الوعي الكافي للسيطرة على الأذية السنية الحالية، وتجنب أي أذية مستقبلية.

مع أطيب التمنيات بالشفاء العاجل، ودوام الصحة والعافية من الله.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً