الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من التأتأة اللحظية تأتي تارة وتختفي تارة، فما علاجها؟

السؤال

السلام عليكم

الأحبة الأعزاء لدي استفسار يحتوي عدة استفسارات فرعية بداخله.

أنا أعاني من التأتأة اللحظية، وأقصد بـاللحظية، التي تأتي بلحظات معينة وتختفي بلحظات أخرى، شيء محير فعلاً.

مثال: أحيانا أحادث والدتي قرابة ساعة ونصف مع تأتأة، وانحباس خفيف، وبعد ساعة أعود أحادثها مع انحباس أقوى من السابق! وقد يأتي يوم كامل بدون انحباس! وربما يأتي أسبوع كامل مع انحباسات كلامية شديدة.

عندما أتحدث ب(المايك) في برامج التواصل، الواتساب، وأريد عمل تسجيل صوتي مباشر, لا يوجد انحباس كلامي أبداً, ولكن أعود بعد تسجيلي لأحادث شخصا ما وينحبس كلامي مرة أخرى!

ما هذا الاختلاف المباشر، والذي لا يأخذ سوى لحظات أو دقائق؟! وعندما أقوم بفعل موقف كلامي إيجابي بحيث أنني أتكلم أمام جموع من الناس، وبدون تأتأة، وأكون راضياً عن أدائي, فإنني أكمل باقي يومي بدون تأتأة أو حبسة تذكر، ولله الحمد.

إذا أردت محادثة شخص ما، وهناك فوضى وإزعاج في أثناء محادثتنا وتحدثنا فأن كلامي ينحبس بشكل فظيع.

عملت فحصاً للأحبال الصوتية والحنجرة، وأعضاء النطق والسمع، وكلها ولله الحمد سليمة.

نوع انحباس كلامي تشنج في الوجه، أو تشدق الوجه، بحيث لكي أخرج الكلمة يجب علي تحريك الحنك السفلي بشدة، وتخرج الكلمة أحيانا، ومع أصوات غير مفهومة! حيث أن الذي يخاطبني تكون واضحة له ومحرجة جداً لي.

أعاني من تلعثم أو تأتأة أو انحباس، برأيكم هل مشكلة صعوبة النطق عندما تكون عضوية يجب أن تلازم الشخص طول فترة يومه، عكس ذات الطابع النفسي التي تختفي وتعود حسب النفسية والمزاج؟

توجد لدي غدة صغيرة تشبه الفاصولياء تحت الذقن مباشرة، هل لها علاقة بالتأتأة؟ أريد همسات أبوية معنوية، فأنني محتاج لها كثيراً، وتفيدني كثيراً.

شاكرا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ وليد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أعظم همسة نُرسلها لك هي دعاؤنا بأن يحفظك الله تعالى، وأن يجعلك من الناجحين والموفقين، وأن تتحقق كل أمانيك في الحياة.

أيها الفاضل الكريم: هذه الحبسة اللحظية – كما وصفتها – ليست مشكلة كبيرة -إن شاء الله تعالى-، بشيء من الترتيب والمزيد من التفهم لحالتك أعتقد أنك تستطيع أن تتخلص منها.

الحبسات من هذا النوع مرتبط بالقلق وشدة مراقبة الذات حين يتكلم الإنسان، فالعلاج يكون من خلال التجاهل التام، ولا تراقب أبدًا نفسك حين تتحدث، ووسِّع من معارفك ومداركك، وأكثر من اطلاعاتك، هذا يعطيك فرصة كبيرة جدًّا للانسيابية في الكلام.

اقرأ القرآن الكريم بصوتٍ عالٍ، ويا حبذا لو تواصلت مع أحد المشايخ لتتعلم منه التجويد ومداخل الحروف ومخارجها، والمدود والغنة والإدغام والإخفاء والإظهار، وهذا يجعل الكلام سلسًا وسهلاً.

يجب أن تتدرب أيضًا على تمارين الاسترخاء، خاصة الشهيق والزفير وكيفية ربطها مع الكلام والنطق، هذا مفيد جدًّا.

الجانب القلقي واضح جدًّا في حالتك عند حدوث هذه التأتأة، وهي التغيرات التي تحدث في وجهك، وهي تقلصات عضلية.

إذًا تمارين الاسترخاء سوف تكون أمرًا رئيسيًا وأساسيًا في علاج حالتك، واستشارة إسلام ويب والتي هي تحت رقم (2136015) ستكون مفيدة جدًّا بالنسبة لك.

حاول أيضًا أن تؤهل نفسك اجتماعيًا، هذا مهم جدًّا، يعطيك ثقة كبيرة في نفسك، مارس رياضة جماعية مع أصدقائك مثل لعب كرة القدم.

اجلس وكن دائمًا في الصف الأول في كل شيء، وتحدث وأنت مرفوع الرأس، لا تستعمل اللغة الجسدية كثيرًا – أي لغة اليدين – واحرص على الصلاة مع الجماعة وفي الصف الأول وخلف الإمام.

هذه كلها اكتساب لمهارات نفسية ومعرفية عظيمة جدًّا، سوف تساعدك كثيرًا في هذا الانحباس، وإن تيسَّر لك أن تقابل أخصائي التخاطب أعتقد أن ذلك أيضًا سيكون أمرًا مفيدًا.

وللفائدة راجع علاج التلعثم والتأتاة سلوكيا: (265295 - 266962 - 280701 - 2102145).

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وأسأل الله لك العافية والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • السعودية اميره محمد

    كلامك صحيح يشيخي الله ينفع بك وجزك الله خير منا**

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً