الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

فقدان الثقة بنفسي يؤثر على حياتي وعلى وظيفتي

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مشكلتي هي عدم ثقتي بنفسي، حيث إني دائمًا أراقب الناس عندما أتكلم، أو أفعل أي فعل، وإذا قلت شيئًا أظل خائفة من ارتكابي لخطأ ما عند كلامي، ويبقى فكري مشغولا بذلك، حتى عندما أتكلم في بعض المواضيع، أو أريد استشارة، يكون عندي تأتأة في الكلام, ويغلظ صوتي, وأتكلم من أنفي وأصير حمراء، وأتوتر، ولا أقدر على الكلام بطلاقة أمام جمع من الناس.

مع بعض الناس الذين أشعر أمامهم أنهم أدنى مني أتكلم بطريقة عادية، وبثقة في النفس، لكن مع أولئك الدين أشعر أنهم أرقى مني أفقد الثقة في نفسي، خصوصًا أني أعلم بداخلي أنه يحدث لي اعوجاج في الكلام، كيف أتخلص من هذه الحالة فقد أرهقتني؟ وهي تحول بيني وبين ترقيتي، وأغبط كثيرًا من عنده ثقة في النفس.

وكذلك عندي حالة أخرى، وهي أنني عندما أفكر تبقى تلك الفكرة في رأسي تتكرر حتى ترهقني، ويكون عندي صداع في الرأس، وأفكر كيف ستكون الإجابة، أو ردة الفعل قبل طرح السؤال، وأعيش تلك اللقطة قبل وقوعها.

وجزاكم الله خيرًا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ sanae حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحباً بك في استشارات الشبكة الإسلامية، ونتمنى لك دوام الصحة والعافية.

أولاً: أختنا الكريمة لا بد من التفكير في حل المشكلة بالطرق الواقعية، ولا بد ألا تحقري ما عندك من قدرات ومهارات.

ثانياً: من المؤكد أن لديك قدرة على التحدث والكلام فقط تحتاج لكسر الحاجز الوهمي، والأفضل أن تبدئي محادثاتك بالتعريف بنفسك والتعبير عن مشاعرك تجاه المواقف الحياتية المختلفة، ثم طرح الأسئلة على محدثك وحاولي التعليق على ما يذكره، أو يقوله لك، واكسري حاجز الصمت بالحديث في الأمور العامة.

ثالثاً: التزمي بفعل الطاعات، وتجنبي فعل المنكرات لتقوى العلاقة بينك وبين المولى عزَ وجلَ فإذا كنت مع القوي، فستكونين -إن شاء الله- أقوى ولا تخافين من شيء مخلوق، وقومي بتعديد صفاتك الإيجابية وحبذا لو كتبتها وقرأتها يومياً.

رابعاً: لا تقارني نفسك بمن هم أعلى منك في أمور الدنيا، بل انظري إلى من هم أقل منك، واحمدي الله على نعمه.

خامساً: عدم تضخيم فكرة الخطأ، وإعطائها حجماً أكبر من حجمها، فكل ابن آدم خطاء وجلّ من لا يخطئ، وينبغي أن تتذكري أن كل من أجاد مهارةً معينة، أو نبغ في علمٍ معين مرَ بكثيرٍ من الأخطاء، والذي يحجم عن فعل شيءٍ ما بسبب الخوف من الخطأ لا يتعلم ولا يتقن صنعته.

سادساً: لا تستعجلي في الإجابة على الأسئلة المفاجئة، وحاولي إعادة السؤال على السائل بغرض التأكد، ولا تضعي نفسك في دور المدافع، بل ضعيها في دور المهاجم، وفي المحادثات تعلمي كيفية إلقاء الأسئلة، ومارسيها أكثر من الإجابة على أسئلة الآخرين، واعلمي أن الناس الذين تتحدثين معهم لهم عيوب ولهم أخطاء أيضاً.

وإليك بعض الإرشادات النفسية ربما تستفيدين منها في التغلب على مشكلة اضطراب الكلام:

1- عدم التركيز على المشكلة بشكل مفرط، مما يؤدي إلى تفاقمها وإعطائها حجمًا أكبر من حجمها.

2- لا تعظمي من تخاطبين، فإنه مخلوق مثلك له عيوب، وله نواقص.

3- ممارسة تمارين الاسترخاء العضلي، والتنفس العميق.

4- محاولة التمرين على نطق الحروف التي تجدين صعوبة في نطقها كالهمزة المفتوحة، وكأنك تقرئينها لأول مرة، وترديد ذلك بحيث يتم تسجيل الصوت وسماعه عدة مرات.

5- لا تستعجلي في الكلام، فكما تعلمين، فإن إخراج الصوت يتطلب قدراً معيناً من النفس، فأعط نفسك فرصة، وخذ نفساً عميقاً بين الحين والآخر أثناء المحادثة.

6- الترديد مع القُراء والمنشدين بصوت مسموع والأفضل استخدام سماعات شخصية توضع على الأذن مباشرة كسماعات الجوال.

7- أكثري من قول" ربي أشرح لي صدري ويسر لي أمري واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي".

شرح الله صدرك وأطلق لسانك، ووفقك وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً