الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مشكلتي: السطحية والغباء في الدراسة؛ فما الحل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا شاب عمري 23 سنة، طالب بالجامعة وحاليًا خريج، مشكلتي تواجهني منذ 4 سنوات تقريبًا، وهي السطحية والغباء في بعض الأمور، وخصوصًا الدراسة، أنا وحيد وليس لدي إخوة، ومنذ أن كنت صغيرًا وأنا أدرس وحدي، وأفهم وحدي، وأحب مساعدة الناس.

عندما تخرجت من الثانوية كانت نسبتي 96%، وبعدها دخلت الجامعة وتخصصت في الحاسب، وأول سنة كنت مجتهدًا وكان معدلي (3) وبعدها انقلب الوضع رأسًا على عقب، وأصبحت أحصل على درجات متدنية، وعندما أذاكر وآتي للاختبار؛ أجد زملائي يعرفون أشياء أكثر مني.

أشياء تافهة تجدها بالمادة، وتسألني عنها لا أعرفها، ولا أعلم هل تركيزي ضعيف أم ماذا؟ وربما هي أمام وجهي، ولكن لم أرها، لا أعلم لماذا؟ هل مذاكرتي مهملة، أم أني لم أعد أهتم؟

بدأت أبحث عن علاج، وتناولت مكملات غذائية، وحاولت أن أحسن صلاتي، ولكن بعض الأحيان أصليها بخشوع وبعض الأحيان على عجالة، وكثيرًا ما أسجد السهو بسبب النسيان، وابتعدت عن مواقع التواصل الاجتماعي؛ لما فيه من اختلاط ولكن دون جدوى.

أخبرت نفسي: أنني يمكن أن أكون محسودًا، وشربت ماء زمزم مقري فيه، ولكن دون جدوى، حتى أني كلمت نفسي وحاولت أن أحفزها ولكن دون جدوى، وقرأت بعض الكتب لإبراهيم الفقي -رحمه الله- ولكن دون جدوى رغم أنني تحمست مع كتبه.

أخيرًا اليوم بعدما كنت بالاختبار وأخطأت أخطاءً شنيعة، ربما لا يخطئ فيها أصغر مني سنًا، ولو جاء نفس الاختبار مرة أخرى لحللته وأنا مغمض العينين، ولكن اقتنعت أني غبي، ومهما فعلت سأبقى كما أنا.

لا أريد أن أخيب تعب أمي وأبي وأريد أن يفتخروا بي، وأريد أن أفهم وأعود كالسابق، لا أريد أن يوجهني أحد، أريد أن أكتشف بنفسي المعلومة قبل أن أخطئ، ولكن الإحباط بدأ يسيطر عليّ.

أخيرًا كان أملي الله، ثم أنتم لأطرح مشكلتي التي ربما لم أفهمها؛ بسبب عدم إدراكي لها.

شكرًا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ نواف حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرًا لك على التواصل معنا على هذا الموقع بهذا السؤال.

طالما أنك وصلت لهذه المرحلة من الدراسة الجامعية فالغالب أن قدراتك العقلية والذهنية جيدة، بل أكثر من جيدة، ومن النادر جدًا أن يحصل تغيّر كبير في هذه القدرات العقلية في هذه السن من الشباب، إلا أن يكون هناك سبب كبير كحوادث رضّ الرأس كما في حوادث المرور وغيرها، وليس هناك في سؤالك ما يشير لأي شيء من هذا ولله الحمد.

ويبقى الاحتمال الثاني لهذا التغيّر وهو: الحالة النفسية التي أنت فيها، فيا ترى هل هناك في حياتك ما يقلقك أو يشغل بالك عن التركيز والفهم في الدراسة، سواء كانت المشكلة في الأسرة، أو خارجها، أو في العلاقات العامة مع الأقرباء، أو الناس من حولك؟

إننا كثيرًا ما نعيش وسط بعض المشكلات، ولا ندري كم تؤثر فينا وفي حياتنا النفسية والذهنية، بل حتى أننا قد نصل إلى مرحلة نعتبر هذه الحالة (طبيعية) ولم نعد ننتبه إليها وإلى تأثيرها علينا.

طبعًا كان هناك احتمال انشغال الذهن والبال في وسائل التواصل الاجتماعي، حيث تسرق من الشباب الأوقات والساعات الطويلة، ولكنك ذكرت أنك قد ابتعدت عنها، وعملت على ضبطها والحدّ من تأثيراتها عليك، ونعمّ ما فعلت.

والاحتمال الآخر يتعلق ربما بنمط الحياة: من التغذية، والنوم، والرياضة، والأنشطة الخفيفة بشكل عام، فهل أنت تعيش حياة متوازنة بين كل هذه الأمور؟ وهل تحرص على التغذية السليمة والمتوازنة؟ وهل تنام الساعات المعقولة مما يقارب السبع ساعات يوميًا؟ وهل تمارس شيئا من الرياضة؟ إن كان فهذا جيد، وإلا فربما عليك إعادة النظر في ترتيب أولويات نمط حياتك؛ لتحيا بالشكل السليم والصحيّ.

بعض الأمور الأخرى التي يمكن أن تساعدك كثيرًا لها علاقة بطريقة الدراسة والمذاكرة، ومنها على سبيل المثال:

• نظم وقتك للدراسة بالشكل الذي يناسبك.

• خذ قسطًا من الراحة خلال النهار، والأفضل أن توزع أوقات الدراسة لأوقات قصيرة 30-40 دقيقة.

• قسم الوقت للدراسة في المساء، إذا كنت ممن يفضلون الدراسة مساء، بحيث يتخللها دقائق من الراحة، بين هذه الأقسام.

• حدد المادة المطلوبة للدراسة، وقبل أن يحين الوقت الذي حددته للدراسة، بحيث لا تحتار كثيرًا فيما تدرس في هذه الفترة.

• تناول الطعام والشراب باعتدال قبل الدراسة، بلا جوع وبلا تخمة، فكلاهما مما يدعو للنوم وضعف النشاط.

• هيئ جو الغرفة، فلا تكون باردة ولا حارة، وإنما الاعتدال.

• حاول زيادة المدة المخصصة للدراسة وبالتدريج؛ كي يعتاد جسمك على هذا الجهد.

• ابدأ الجلسة بمراجعة ما درسته في الليلة أو اليوم السابق، فهذا مما قد يزيد حافزيتك للدراسة.

• لا بأس أن تأخذ كوبًا من الشاي أو القهوة أو الشكولاتة الساخنة أثناء الدراسة؛ مما يزيدك نشاطًا.

• إذا شعرت ببعض النعاس أو التعب أثناء الدراسة؛ فخذ بعض الوقت للاستراحة، وقف من مكانك، وقم ببعض الحركات الرياضية الخفيفة لمجرد التنشيط.

• ضع اللاب توب أو جهاز الكمبيوتر وربما الهاتف الجوال بعيدًا عنك أو على الصامت.

• ومما يعينك كثيرًا أن تدرس مع صديق أو أحد أفراد الأسرة، فهذا مما يدعوك للنشاط، ولكن انتبه أن يصبح هذا بابًا للانشغال، وإضاعة الوقت.

أرجو أن يكون في هذا ما يعين في رفع معدلاتك، وأدعوه تعالى لك بالتوفيق والنجاح.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً