الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

في صغري جلست بقوة على جسم صلب دون قصد، فهل تأثرت البكارة؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

أرجوكم أريد المساعدة، لأنني أتعذب كثيرا، فعندما كنت في مرحلة الابتدائية في المدرسة جلست بقوة، وكانت الحقيبة المدرسية تحتي، وكان فيها قطعة صغيرة من البلاستيك آذتني بقوة، ونزلت مني قطرة واحد من الدم، رأتها أمي، وقالت بأنها شيء سهل.

الآن أصابني وسواس رهيب قلب حياتي، أخشى أن يكون غشاء البكارة قد تأذى، وكل لحظة أكشف على نفسي أرى قطعة من اللحم لونها وردي، تتوسطها دائرة حجمها صغير، ولا أعرف ما هذه الفتحة؟ أوكانت القطعة التي رأيتها هي الغشاء أم لا؟

ساعدوني أرجوكم، الوسواس يكاد يقتلني، لا تقولوا لي اذهبي للطبية، لا أستطيع، وأنا أحيانا أفكر برفض الزواج على الإطلاق، أخاف من هذا الموضوع، أعطوني الجواب الشافي الذي يطمئنني ويريحني، لأني ورب الكعبة أشتهي أن أعيش يوما دون تفكير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمل الحياة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أتفهم خوفك وقلقك -يا ابنتي-، وأحب أن أشجعك على استمرار التواصل بينك وبين والدتك، ولقد تصرفت بشكل صحيح تماما عندما قمت باستشارتها، وجعلتها تطلع على ما نزل من دم وقت تلك الحادثة.

فوالدتك -أيتها العزيزة- وإن لم تكن طبيبة؛ إلا أن لديها من الخبرة ما يكفي للبت في مثل هذه الأمور، بل ولمساعدتك في أي أمر تحتاجينه، فبخبرتها الكبيرة في هذه الحياة، وبحكمتها، وبقلبها المفعم بالحب لك، وستكون خير معين لك الآن وفيما بعد -بإذن الله تعالى-.

ولقد كانت والدتك -الفاضلة- محقة جدا في طمأنتك بأن حادثة السقوط فوق الحقيبة لم تترك أي أثر عليك، ولم تتسبب في أية أذية لك في غشاء البكارة.

نعم -يا ابنتي- ليس من السهل أن يتمزق غشاء البكارة عند سقوط الفتاة، وحتى لو كان السقوط قويا وفوق جسم صلب، فالسقوط سيؤثر على منطقة الفرج أولا قبل أي منطقة ثانية، لذلك إن لم تحدث أذية أو جروح في منطقة الفرج؛ فمن غير الممكن أن تكون قد حدثت في الغشاء، والدم الذي قد ينزل عند السقوط فوق جسم صلب يكون في معظم الحالات ناتج عن حدوث جروح وخدوش في جلد الفرج، وقد لا تكون هذه الخدوش واضحة دائما، لأنها قد تكون بين ثنيات الأشفار أو في المناطق المشعرة.

أطمئنك ثانية وأؤكد لك على أن غشاء البكارة عندك لم يصب بأي أذى من تلك الحادثة القديمة، وسيكون الآن سليما، وأنت عذراء -بإذن الله تعالى-.

إن ما شاهدته حين قمت بفحص نفسك من لحمية وردية هي عبارة عن مناطق من غشاء البكارة، والفتحة أو الدائرة التي في وسطه هي عبارة عن فتحة الغشاء، وقد يتغير شكل هذه الفتحة وحجمها، وذلك حسب الوضعية التي تكونين فيها حين تقومين بفحص نفسك.

أبعدي عنك الهم والحزن، ولا تسمحي للمخاوف والوساوس أن تسيطر على أفكارك، فأنت عذراء، والغشاء عندك سليم -أيتها العزيزة-، ولا داعي لعمل الفحص عند الطبيبة، فأنت لا تحتاجين للفحص، وكل ما تحتاجين إليه هو عدم التفكير في الماضي، بل التركيز على الحاضر والمستقبل الذي ينتظرك، والذي أتمنى لك فيه كل التوفيق -إن شاء الله تعالى-.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • العراق نوران

    مرحبا

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً