الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من صعوبة في النوم، والكلام أثناءه، فهل من توجيهٍ وتفسير؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا أعمل في قطاع الصناعة، وعملي يتطلب مني العمل أسبوعاً ليلاً، وأسبوعًا نهاراً لمدة 12 ساعة، المشكلة أني عندما أعمل ليلاً وأعود إلى المنزل؛ أجد صعوبة في النوم، بل ربما لا أستطيع النوم مطلقاً نهاراً رغم إرهاقي؛ مما يجهدني كثيراً، فهل من نصائح تفيدني على النوم في أي وقت؟ هذه هي الاستشارةالأولى.

الاستشارة الثانية: منذ طفولتي وإخوتي يخبرونني أني أتحدث وأنا نائم، وحالياً منّ الله عليّ وتزوجت، وأخبرتني زوجتي أني أتحدث أثناء نومي، وأخبرتني أني كنت أتحدث بكلمات تخص عملي، كما أخبرتني أني خرجت من غرفتي متوجهاً إلى المطبخ؛ لأشرب، وعدت إلى سريري، وعندما ذكرتني صباحاً لم أتذكر شيئًا. فهل أنا مريض بمرض نفسي معين؟ وما هو تفسير الكلام أثناء النوم؟

وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سيد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أتفق معك أن الذين يعملون بنظام الشفتات أو المناوبات تواجههم صعوبة في النوم؛ لأن الساعة البيولوجية تكون غير مستقرة على وضعٍ نمطي واحد.

هذه المشكلة يجب أن نعترف بها، لكن هنالك معالجات، من هذه المعالجات أن الإنسان يحاول أن يتطبع على وضعه، بمعنى أن يهيئ نفسه للنوم من خلال الاسترخاء، من خلال أذكار النوم، ومن الضروري جدًّا أن تتجنب شرب الشاي والقهوة ست ساعات على الأقل من الوقت الذي تريد أن تنام فيه. هذا أمرٌ مهم جدًّا ويساعد كثيرًا.

من الضروري جدًّا أيضًا -بالرغم من مشاغلك وطبيعة عملك– أن تُمارس نوعًا من الرياضة؛ والرياضيون هم أحسن الناس نومًا، هذا أمر أكيد؛ لأن الرياضة تُخلِّصنا من الشوائب النفسية والكيميائية غير الصحيَّة والسلبية، فاحرص –أيها الفاضل الكريم– على ممارسة الرياضة.

وليس هناك ما يدعوك أبدًا لتناول المنومات، لأنك قد تتعود عليها، ولا أعتقد أنها تمثل حلًّا جذريًا، فقط إذا طبعت نفسك على نمط معين وكنت مسترخيًا وحرصت على الأذكار ولا تتناول الكافيين، هذا يساعدك كثيرًا جدًّا في النوم.

بالنسبة للجزئية الثانية، وهي الكلام أثناء النوم: هذه ظواهر نسميها بالظواهر العُصابية المرتبطة بالنوم، منها: الكلام أثناء النوم، المشي أثناء النوم، الفزع النومي. هذه تحدث ولا أحد يعرف تفسيرها على وجه الدقة، لكن هنالك ملاحظات تكثر وسط بعض الأسر، إذًا: العامل الوراثي قد لعب فيها دورًا، وتكون كثيرًا مرتبطة بالقلق النفسي، فالقلق ربما يلعب دورًا فيها، كما أنه لوحظ أنها مرتبطة بتناول الطعام الذين يتناولون وجبات عشاء دسمة ومتأخرة، فهم غالبًا يكونون عرضة لهذه الحالات، فاجعل عشاءك خفيفًا، ومارس تمارين الاسترخاء، وكذلك التمارين الرياضية؛ لتكون مسترخيًا، وإن شاء الله تعالى هذا يساعدك كثيرًا في المستقبل، لأنه يُعرف أن هذه النوبات –الكلام أثناء النوم– تخف تلقائيًا، والكلام في أثناء النوم تعبيرٌ عمَّا يدور في خُلد الإنسان، وغالبًا يتطرق الإنسان لمواضيع كان قد تحدث فيها أثناء النهار، أو كانت تمثل شاغلاً له.

فإذًا الأمر كله مرتبط بالعقل الباطني، ولا نعتبر هذا مرضًا نفسيًا أبدًا.

نسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً