الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أمر بمرحلة اكتئاب وحزن وضيق بسبب ابتعاد صديقي عني.. أرشدوني

السؤال

السلام عليكم

أرجو منكم مساعدتي، أنا أمر بمرحلة حرجة، وهي الصدمة العاطفية، وحاليًا أمر بمرحلة القلق والتوتر والاكتئاب والحزن والضيق، أقرأ القرآن، وأصلي، وأستغفر كثيرًا، ولكنها تعاودني يوميًا؛ بسبب صديقي الذي كنت أحبه، هو جاري، وأراه كل يوم، وأحاول أن ألمحه حتى في المسجد، وفي الطرق، وفي كل مكان، أريد تقبل الأمر ونسيانه.

مع العلم أنه يحاول الابتعاد عني، ولا يكلمني وأنا كذلك أحاول أن أبتعد وأنساه قدر المستطاع، ولكن الاكتئاب يأتيني فجأة، وأثناء النهوض من النوم.

وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الرحمن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

العلاقة بين الإخوة والأصدقاء الحقيقية هي الصداقة والأخوة في الله تعالى، قال تعالى: {إنما المؤمنون إخوة} وقال تعالى: {والذين يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا}، وإذا اختلت العلاقة بين أخوين فالإنسان يجب أن يسعى من جانبه ليُصلحها، وإن لم تُصلح هذه العلاقة فأنت تكون قد قمت بالدور المطلوب منك، وهنا يجب ألا تحس بأي نوع من الندم أو القلق أو التوتر.

علاقتك مع هذا الأخ – أيها الفاضل الكريم – هي علاقة أخوة وصداقة – هكذا أحسبها – والآن هناك خلاف فيما بينكما، وحدث شيء من خلل وركود في هذه العلاقة، أو أنها قد انقطعت، الآن ينبغي عليك أن تبدأ بالسلام، وهنا -إن شاء الله تعالى- لك أجر عظيم، وإن رفض أن يرد عليك فهذا شأنه ومسؤوليته.

يجب أن تتذكر أن علاقتك مع هذا الشاب ليست علاقة حياة أو موت، وتعجبتُ قليلاً حين وصفتها بالصدمة العاطفية، هذه ليست صدمة عاطفية، ويجب ألا تكون صدمة عاطفية، فأنت لست مُحْتَكَرًا ولست مُحْتَكِرًا بالنسبة لهذا الشاب، أرض الله واسعة، والإنسان يمكن أن يبنِ علاقات وعلاقات كثيرة جدًّا تكون مؤسسة على الخلق الحسن والاحترام والتقدير، وأصلاً من الخطأ أن يحصر الإنسان نفسه في علاقة واحدة.

غيِّر مفهومك - أيها الفاضل الكريم – وإن كان هنالك من وسيلة لإصلاح ذات البين – بينك وبينه – فهذا أمرٌ حسن، وإن كان غير ذلك فاتركه لشأنه، وسر أنت في طريقك.

أنا أعتقد أنها توجد مبالغة في مشاعرك، توجد هشاشة في عواطفك، يجب أن ترتقي وتكون أقوى من ذلك، وتكون أكثر مسؤولية، اصرف انتباهك عن هذا الأمر، إن لم تصل فيه إلى حل، واجتهد في دراستك، واجعل علاقاتك مع الآخرين علاقات عادية تقوم على التقدير والاحترام وليس أكثر من ذلك.

ليس هناك اكتئابٍ في حالتك، وليست هناك كارثة، وليست هنالك مصيبة، تقديرك للأمور فيه مبالغة كبيرة جدًّا.

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً