الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أتخلص من أعراض القلق؛ كعدم التركيز؟

السؤال

السلام عليكم

لقد شُخصت حالتي على أنها نوبة هلع، ولكن الآن قد خفت كثيرا ولله الحمد، وأصبحت أعرف كيف أسيطر عليها، ولكن الذي يتعبني الآن هو الأعراض المستمرة: من عدم التركيز المستمر، وخفة الرأس، وأشعر أني لن أرجع مثل السابق، وأشعر بالقلق المستمر دون سبب.

علماً بأني لا أخاف، ولا أنتظر النوبة القادمة، وأيضا أشعر بدوخة بسيطة، وبعدم التوازن عند الدخول إلى السوبر ماركت أو السوق، أشعر بعدم انتظام نبضات القلب، وقد فحصت عن كل شيء، والنتيجة كانت سليمة ولله الحمد.

استخدمت السيبراليكس، والزولفت، والدوجماتيل، والانافرانيل، والسيروكسات، والديناكسيت، والدوجماتيل، كل واحد على حدة، ولمدة طويلة، وبالجرعات العلاجية، ولكن لم تأتِ بنتيجة ولو بسيطة.

لا أعلم ماذا أفعل؛ لأني تعبت من هذه الحالة جدا؟ علما أني مدخن.

أرجو توجيهي بما ترونه مناسبا.

ولكم جزيل الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نشكرك على الثقة في إسلام ويب.

أخي الفاضل أولاً: أهم خطوة علاجية تتخذها هي أن تستشعر التحسن الذي حدث لك، وأن تتأمل فيه، وأن تتدبر فيه، وأنه خطوة إيجابية جداً، وأن حالتك ليست متدهورة إنما هي متقدمة.

فيا أيها الفاضل الكريم: التحسن الذي تتعايش معه الآن حتى وإن لم يكن كاملاً؛ يجب أن يكون دافعاً ومحفزاً لك من أجل المزيد من التحسن بإذن الله تعالى.

أعراض عدم التركيز، والشعور بالدوخة، والمشاعر المصاحبة؛ هي دليل على وجود القلق، هذه -يا أخي- تعالج من خلال:

أولاً: النوم المبكر، النوم المبكر يعطي خلايا الدماغ فرصة كبيرة لأن ترمم، ولأن تنشط، مما يجعل تركيزك جيداً، الرياضة بانتظام أيضاً ذات عائد كبير جداً في علاج الدوخة، وكذلك ضعف التركيز، تلاوة القرآن الكريم بتدبرٍ وتمعنٍ فيها خير كثير، فهي تقوي الذاكرة (واذكر ربك إذا نسيت).

أمر آخر مهم وهو: صرف الانتباه عن كل هذه الأعراض، من خلال تحقيرها وتجاهلها، وأنت والحمد لله رجل صاحب مسؤوليات، ولديك أسرة، ولديك أشياء طيبة وجميلة في حياتك، فاشغل نفسك بما هو مفيد، واسعَ دائماً نحو تنمية الذات وتطويرها، وذلك من خلال: مصاحبة الصالحين من الشباب، والإكثار من القراءة، وحضور المحاضرات، ويا حبذا أيضاً لو انخرطت في أي عمل تطوعي، أو خيري، أو اجتماعي، هذا يعطيك ثقة كبيرة جداً بنفسك، ويجعلك مقتحماً للخوف، ولن يساوي الخوف عندك شيئاً حين تنخرط في مثل هذه الأنشطة.

أيها الفاضل الكريم: أرجو أن تخفف من التدخين حتى تتوقف عنه تدريجياً؛ لأن التدخين قطعاً يحتوي على النيكوتين، وقد يمثل الإثارة السلبية لخلايا الدماغ في كثير من الأحيان، وركز على تمارين الاسترخاء، فهي مفيدة ومفيدة جداً.

بالنسبة للعلاج الدوائي: أنا أرى أن الزولفت زائد الدوجماتيل هما أفضل أنواع العلاج بالنسبة لك، فاستمر على تناول حبة يومياً منهما، استمر على ذلك لمدة عام مثلاً، هذا لا بأس به أبداً، ولا تكثر من استعمال الأدوية؛ فحالتك إن شاء الله تعالى متحسنة، وسوف تكون طيبة جداً إذا اتبعت ما ذكرته لك من إرشاد.

أسأل الله لك العافية والصحة والتوفيق والسداد، وأشكرك على الثقة في إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً