الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

بعد معاناتي مع التقيؤ صرت أخاف منه

السؤال

السلام عليكم..

أنا أعاني من وسواس مرض شديد عكر صفو حياتي، فأنا أخاف وبشدة من أمراض المعدة، خصوصا التسمم والتقيؤ، لأني أصبت بتسمم قبل سنتين في حديقة وتقيأت هناك، ومنذ ذلك اليوم تأتيني حالة خوف شديدة، وأشعر بأني سأموت إذا تقيأ أحدهم، وأرتجف وأبكي، وأكره البيت كله إذا أصابه مرض.

كما أنني أصبت بآلام عضوية كثيرة، ومشاكل في القولون العصبي، وأنا مصابة بوسواس طهارة أيضا.

أرشدوا ابنتكم ووجهوها.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ همة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الذي يظهر لي أنك تعانين من قلق المخاوف العام، وهنالك بعض الوساوس خاصة حول الطهارة والخوف من التقيؤ؛ نشأ لديك بعد حالة التسمم، ومن الواضح أن هنالك مسببا أو مثيرا وهو هذه الحالة -أي حالة التسمم التي ذكرتها-.

أنت في سن فيه تغيرات كثيرة، وإن شاء الله تعالى كل هذه الأعراض تكون عارضة ومؤقتة، وذلك بتجاهلها وعدم الاهتمام بها، وأن تشغلي نفسك في دراستك، وأن تكوني إنسانة نشطة وفعالة في داخل الأسرة، ومرتبة ومنظمة، وحريصة على صلواتك، وتسعي دائماً لبناء شخصيتك؛ هذا قطعاً سوف يقلص هذه المخاوف وهذه الأعراض.

الأمر الثاني: أريدك أن تتصوري أنك بدأت في التقيؤ، حاولي ذلك، اجلسي مرتين في اليوم، وحتى إن وضعت أصبعك في الحلق ليس هنالك ما يمنع ذلك، تخيلي أنه بدأت عندك حالة التقيؤ، وهذا نسميه بالتعريض، فالتعريض لمصدر الخوف هو أفضل سبل العلاج، وهذا أمر مؤكد، فأرجو أن تكوني على قناعة كاملة به، وأن تحاولي تطبيقه.

مشاكل القولون العصبي دائماً مرتبطة بالقلق والكتمان والتوترات الداخلية، فلا تكوني كتومة، عبري عن ذاتك، افرحي، فأنت صغيرة في السن، والأيام القادمة -إن شاء الله تعالى- ستكون رائعة جداً، اسعي دائماً لبر والدتك، ولا أعتقد أنك في هذه السن محتاجة لعلاج دوائي.

أسأل الله لك العافية والشفاء، والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً