الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أحتاج إلى دافع إيجابي يغير مسار حياتي الحزينة، أرشدوني.

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا فتاة عمري 15 سنة، أعاني من شعور الحزن دائماً، والحساسية المفرطة لأقل الأسباب، ولا أرغب في فعل أي شيء حتى لو كنت أستمتع به، سريعة الغضب، ولكن أكتم مشاعري، وأفكر كثيراً في كل شيء.

لا أعاني من مشاكل كبيرة -الحمد لله-، في بعض الأحيان أكون في مزاج جيد، لكن لفترة قصيرة، وفي أحيان أخرى أرى الدنيا سوداء، وبلا أمل، وأحياناً أتمنى الموت من شدة الهم والضيق الذي ينتابني، ودائما أشعر أنني وحيدة ومكروهة ممن حولي؛ وذلك بسبب حزني وأفكاري السلبية، وهذا شيء لا أستطيع التحكم فيه، حاولت كثيراً وما زلت أحاول أن أسعد نفسي وأتفائل.

أنا لا أهتم للأشياء كثيراً، وأحاول أن أطرد الأفكار السلبية، وأقنع نفسي بأنني لا أعاني من أي شيء، وأن هذه أعراض المراهقة فقط، لكن لم أستطع، ولا أستطيع التحمل أكثر، أعاني من القلق الدائم وقلة النوم، وهذا دمر صحتي وأثر على دراستي، ولم أعد أستطيع الحفظ ولا التركيز.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ لمى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

هذه التغيرات الوجدانية التي ظهرت لديك في شكل تقلب مزاجي، وشعوراً بالضيق والكدر والهم في بعض الأحيان، مع وجود قلق نفسي وعدم استقرار وجداني، هو الذي جعلك تحسين بما تحسين به الآن، لا أريدك أن تري نفسك مريضة، أنا أعتبر هذه فترة تطور طبيعي في حياة من هم في مثل عمرك، هذه التقلبات المزاجية والتذبذب المزاجي يحدث في مثل عمرك.

نعم، الحالة قد تكون عندك شديدة بعض الشيء، لكن أنا على ثقة تامة أنك بشيء من الصبر وتسخير الفكر الإيجابي -وهذا مهم جداً- حين تأتيك فكرة تشاؤمية حقريها تماماً، وانقلي نفسك لفكرة إيجابية، ويجب أن تنظمي وقتك، تنظيم الوقت يجعل الإنسان يحس بالرضا التام عن نفسه.

أنت محتاجة لتنظيم الوقت، أولاً: لا تنامي في أثناء النهار، لا تتناولي الشاي والقهوة بعد الساعة الخامسة مساءً، مارسي أي رياضة تناسب الفتاة المسلمة، وطبقي تمارين الاسترخاء، وإسلام ويب لديها استشارة تحت الرقم: (5 213601) أرجو الرجوع إليها؛ لتطبيق هذه التمارين فهي جيدة ومفيدة جداً.

لا بد أن تكون لك مشاركات فعالة داخل الأسرة، كوني قريبة من والدتك، تعلمي منها فنون الحياة اكتسبي منها المهارات الحياتية المطلوبة لمستقبل أيامك، كوني على علاقة بالصالحات من الفتيات، فالإنسان يحتاج لمن يؤازره في حياته، لا تحزني أبداً، أكثري من الاستغفار وإن شاء الله تعالى حياتك سوف تكون طيبة وجميلة، أنت لست في حاجة لعلاج دوائي.

أنصحك بالتعبير عن الذات، لا تحتقني لا تختزني -أيتها الفاضلة الكريمة-، فضفضي كما يقولون عبري عن وجدانك أولا بأول، ولا تتركي الشوائب والتراكمات السلبية تتضخم وتتجسد في داخلك لتؤدي إلى مزيد من الحساسية والتوتر الداخلي، التفريغ النفسي أمر مطلوب وجيد جداً.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً