الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني في حياتي كثيرا بسبب خوفي من مواجهة الناس والمجتمع.

السؤال

السلام عليكم

أعاني في حياتي كثيرا بسبب خوفي من مواجهة الناس والمجتمع، والخوف من المناقشات إذا فتح أحدهم موضعا معي للحديث أشعر بقلق كبير، وأريد إنهاء اللقاء بأسرع ما يمكن، ولا أعلم ماذا تسمى هذه الحالة بالضبط؟ هل هي بالفعل خوف أم خجل أم كلاهما معا؟!

سببت لي الحالة الكثير من المشاكل في حياتي الاجتماعية، عانيت بسببها من استغلال الناس لي، والاستهزاء بي، وهذه الحالة لم تحدث لي الآن بل منذ أن كنت صغيرا، وفي دراستي الابتدائية أعاني من هذا الخوف والخجل.

الآن كبرت وتخرجت من الجامعة، دخلت الحياة المهنية، وحالة الخوف هذه أعاني منها، وسببت لي الكثير من المشاكل ليظن الناس أني معقد وغير اجتماعي، بينما في داخلي هو عكس ذلك، فأنا أحب الاختلاط ومقابلة الناس، والدخول في مناقشات، هل من علاج لهذا كله؟ وهل من حل؟ فأنا في منتصف العمر وعلى أبواب زواج، كيف أتخلص من كل ما سبق؟

شكرا جزيلا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ علي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فحالة التعجل لإنهاء الحديث أو مخاطبة الآخرين نشاهده لدى الناس القلقين أو الذين لديهم درجة بسيطة من الوساوس أو من الخوف الاجتماعي كما ذكرت.

أخي الكريم حالتك ليست حالة مرضية إنما هي ظاهرة، فأرجو أن تدرب نفسك على الصبر، هذا مهم جداً، وأن تصر على اقتحام مخاوفك، وذلك من خلال مجالسة الآخرين.

هنالك نوع من التفاعل الاجتماعي الإيجابي جداً، ويعود على الإنسان بخيري الدنيا والآخرة، وأقصد بذلك صلاة الجماعة فيها خير كثير جداً للإنسان يتفاعل اجتماعياً، ويحس فيها بالطمأنينة، فكن حريصاً على ذلك.

الأمر الآخر ممارسة أي نوع من الرياضة الجماعية مع أصدقائك، إن كان هذا متاحا، مثل لعب كرة القدم، يجب أن تغير نفسك فكرياً، أنت لست بأقل من الآخرين، ولا أعتقد أن أحداً يستهزئ بك، والذين يستهزئون بالناس هم نفسهم محط استهزاء.

أخي الكريم، غير مفاهيمك على نمط إيجابي آخر، وطور نفسك من حيث الناحية المهنية، لا تتجنب المناسبات الاجتماعية، بل على العكس كن مقداماً في مشاركة الناس في أفراحهم في أتراحهم، وزيارة المرضى.

هذا كله يجعل نفسك راضية، وفي ذات الوقت يطورك اجتماعياً، فكن حريصاً على ذلك أخي الكريم، ولا مانع من أن تتناول أحد الأدوية المفيدة جداً في هذا السياق.

الدواء يعرف باسم سيرترالين هذا مسماه العلمي، وله مسميات تجارية كثيرة، منها استرال والزوالفت، أنت تحتاج جرعة صغيرة من هذا الدواء، حبة واحدة في اليوم.

علماً بأن الجرعة الكلية هي أربع حبات في اليوم، ولكن لا أراك محتاجاً لها، ابدأ في تناول الدواء بجرعة نصف حبة، أي 25 مليجراما، تناولها يومياً لمدة 10أيام، بعد ذلك اجعلها حبة كاملة لمدة ستة أشهر، ثم خفضها إلى نصف حبة يومياً، لمدة شهر ثم نصف حبة يوما بعد يوم لمدة شهر آخر، ثم توقف عن تناول الدواء.

نسأل الله لك التوفيق والسداد والصحة والعافية، وأشكرك على ثقتك في إسلام ويب، وأسأل الله تعالى أن يتم لك الزواج قريباً.
ويجعله مودة ورحمة وسكينة وأن تلتقي مع زوجتك على الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • الجزائر Jacoube

    يجب عليه ان يخلق ارادة قوية في نفس والله مستعان

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً