الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

بسبب كلام الناس؛ ثقتي بنفسي تنعدم، فكيف العلاج؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الله يجزيكم الخير على هذا الموقع المفيد. أنا شاب أدرس في الجامعة، في كلية الطب البشري، متفوق -والحمد لله- في دراستي، وعمري 23 سنة، وشكلي جميل برأي إخوتي وأهلي، وجسمي رياضي، وأكتافي عريضة, ولدي بعض العضلات؛ لأنني كنت ألعب الرياضة.

في فترة المراهقة سمعت نقداً من أحد الأشخاص بأن رأسي ليس مسطحًا من الخلف، وعشعشت الفكرة في رأسي، كما وأن طولي 197 سم، ولكن أحس أنني قصير وغير مقبول للناس، أصبحت أرى في وجوه الناس أنهم لا يتقبلوني، وأحس أنني غير مقبول بينهم، وبدأت ثقتي بنفسي تنعدم.

أرجو مساعدتي؛ فحياتي انقلبت للجحيم، ولكم جزيل الشكر. ولا أعرف هل أحتاج لطبيب نفسي أم كيف يتم العلاج؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مسعود حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكراً لك على الكتابة إلينا بهذا السؤال.
عندي شعور أنك تعلم أن الله تعالى قد منحك الكثير من النعم والصفات، والتي ذكرت بعضها في سؤالك، وأنك تعلم أن الأمر لا يتوقف الآن عند عدم تسطح مؤخرة الرأس، وسبحان الله، هل غياب هذا التسطح يمكن أن يقلب حياة الشاب رأساً على عقب؟

هناك احتمال شديد أنك تعلم في أعماق نفسك أن الأمر لا يستحق أن يقلب حياتك بهذا الشكل، وأن هناك -ربما- احتمالين لهذه المشاعر، فالأول: أن في سورية يمكن أن يشير تسطح مؤخرة الرأس إلى الانتماء لسكان منطقة معينة، أو مجموعة سكنية معينة؛ مما يجعلك تشعر وكأنك لا تنتمي لهذه المنطقة أو هذه المجموعة السكنية، وهذا الأمر واضح في مناطق مختلفة، ومنها منطقة الساحل السوري.

والاحتمال الثاني: أن الأمر قد أخذ عندك شكل وسواس قهري، وبحيث أنك تعلم بأن هذا الأمر ليس بالمقنع لك، إلا أنك لا تستطيع عدم التفكير فيه، أو يصعب عليك هذا التجاهل لهذه الفكرة.

يقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم: (إن الله لا ينظر إلى صوركم وأجسادكم، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم). فعلّ هذا الحديث أن يخفف عنك قليلًا ما تعانيه، وخاصة أن الله تعالى قد أعطاك الكثير مما وصفت في رسالتك من الجسم الرياضي، والكتف العريض، والجمال، والتفوق العلمي.

احمد الله تعالى على ما وهب، وادعه أن يحفظ عليه صحتك وما وهبك، وارع نفسك وجسمك، فهما أمانة الله عندك.

وفقك الله ويسّر لك الخير، وأخرج سورية الجريحة مما هي فيه من الظلم والمعاناة والتدمير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً