الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مشاكلي النفسية أثرت على مستوى تحصيلي الدراسي

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم

أولاً: أحب أن أشكركم على هذا الموقع الرائع، وأسأل الله تعالى أن يجزيكم خيرًا على هذا المجهود العظيم.

ثانيًا: أنا شاب عندي 23 سنة ورسبت سنتين في الكلية وحصلت في السنة التالية على تقدير لا يعجبني، علمًا بأني كنت متفوقًا في مرحلة ما قبل الكلية، ولكن ما حدث كان نتيجة سفري البعيد للدراسة، وأيضاً بسبب مشاكلي النفسية التي فشلت في التغلب عليها؛ لأني أشعر أنها خارج إرادتي.

أنا شاب كان صديقي هو الكتاب، وعندي طموح عال جدًا جداً ولكن لا أقدر على تنفيذه على أرض الواقع، كنت خجولًا جدًا وأنا صغير، وقد قل هذا الخجل الآن لكنه ما زال موجودًا، أجد كسلًا في مجرد الكلام مع الناس، فأنا أستغرب جدًا عندما أجد كل زملائي يتكلمون كثيرًا مع بعضهم وأنا صامت، وإن تكلمت أجد طاقتي تنفد سريعًا ومن ثم أعود للصمت؛ لذلك فأنا أحب النوم كثيرًا وأحب العزلة.

دائماً ما تأتيني حالات اكتئاب، خصوصاً أيام الامتحانات؛ فتجعل تحصيلي للدراسة ضعيفًا جدًا وأصبحت متقلب المزاج، وأشعر أحيانًا بأن دماغي مقفولة بقفل فلا تتقبل أي شيء يوجه إليها، وكذلك أشعر أني غير مرن في تناول الأمور المختصة بي.

مع العلم أني كنت أمارس العادة السرية ونجحت في تركها والتغلب عليها بفضل الله، أفيدوني، أرجوكم ماذا أفعل؟

وجزاكم الله عنا خيرًا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ soliman حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحباً بك في استشارات الشبكة الإسلامية، ونتمنى لك دوام الصحة والعافية.

1- مشكلتك ربما تكون متعلقة بنقصان الثقة بالنفس، وواحدة من أسبابها هي ممارسة العادة السرية، والحمد لله أنك تخلصت منها، فإن شاء الله إذا زادت ثقتك بنفسك؛ سيتحسن كل شيء وتكون أكثر جرأة ومبادأة.

2- من المؤكد أن لديك قدرة على التحدث والكلام، فقط تحتاج لكسر الحاجز الوهمي، والأفضل أن تبدأ محادثاتك بالتعريف بنفسك والتعبير عن مشاعرك تجاه المواقف الحياتية المختلفة، ثم طرح الأسئلة على محدثك، وحاول التعليق على ما يذكره أو يقوله لك. واكسر حاجز الصمت بالحديث في الأمور العامة.

3- التزم بفعل الطاعات وتجنب فعل المنكرات؛ لتقوي العلاقة بينك وبين المولى عزَ وجلَ، فإذا كنت مع القوي فستكون -إن شاء الله- أقوى ولا تخف من شيء مخلوق. وقم بتعداد صفاتك الإيجابية، وحبذا لو كتبتها وقرأتها يومياً.

4- لا تقارن نفسك بمن هم أعلى منك في أمور الدنيا، بل انظر إلى من هم أقل منك واحمد الله على نعمه.

5- عدم تضخيم فكرة الخطأ وإعطائها حجماً أكبر من حجمها، فكل ابن آدم خطاء وجلّ من لا يخطئ، وينبغي أن تتذكر أن كل من أجاد مهارةً معينة أو نبغ في علمٍ معين؛ مرَ بكثيرٍ من الأخطاء، والذي يحجم عن فعل شيءٍ ما بسبب الخوف من الخطأ؛ لا يتعلم ولا يتقن صنعته.

6- لا تستعجل في الإجابة على الأسئلة المفاجئة، وحاول إعادة السؤال على السائل بغرض التأكد، ولا تضع نفسك في دور المدافع بل ضعها في دور المهاجم، وفي المحادثات تعلم كيفية إلقاء الأسئلة، ومارسها أكثر من الإجابة على أسئلة الآخرين. واعلم أن الناس الذين تتحدث معهم لهم عيوب ولهم أخطاء أيضاً.

7- بالنسبة للضيق والتوتر في فترة الامتحانات حاول ممارسة تمارين الاسترخاء؛ فستساعدك كثيراً -إن شاء الله- وتجد تفاصيلها في الاستشارة رقم: (2136015).

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً