الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تنتابني مشاعر وتخيلات بأني أعيش مع غير أهلي.. فبماذا تنصحوني؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

عمري 19، أتمنى منكم حلا لمشكلتي؛ لأني أعاني منها منذ فترة طويلة، دائماً أتخيل أني أعيش مع أهل غير أهلي، وناس غير ناسي، وأتخيل أحداثا معهم، كل مشاعري معهم، وأحبهم، وأبكي وأضحك معهم، مع العلم أن في الواقع وضعي مستقر، متفوقة بالدراسة، ولكن مشكلتي لا أشعر بمشاعر نحو من حولي مثلا: أمي وإخواني لا أكرهم ولا أحبهم، لا أشعر بشيء أبداً، وأحب أجلس بمفردي.

أرجو منكم أن تساعدوني، أريد أن أشعر بحياتي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سارة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكراً لك على التواصل معنا، ربما الشيء الذي ظهر في هذا السؤال، أمران:

الأول: اختلاف طبيعة الناس، فالناس شخصيات وطباع مختلفة ومتنوعة، فمنهم من يميل للاختلاط بالآخرين، ويعطي أفضل ما عنده في هذا الجو، ومنهم من يفضل بعض العزلة، ويجد نفسه يعيش في مشاعر إيجابية وهو في هذه الحال مع نفسه، ويبدو أنك من النوع الثاني، ولا حرج في هذا، وفي كل خير، وهذه الطبيعة ليست بسبب ضعف في الشخصية مثلاً، وإنما هو مجرد نوع من أنواع الطباع والشخصيات.

وطبعا خير الأمور، وبشكل عام، أوسطها، فيكف يستطيع الإنسان أن يعيش على طبيعته، وفي نفس الوقت يقوم بالدور الاجتماعي والأسري المطلوب منه، وكيف يوازن الأمور، بحيث يشعر بالإيجابية والنشاط فيما يصنع، وفي نفس الوقت يقوم ببعض الجهد الآخر، طبعا كلنا يحتاج لبعض الوقت ليختلي بنفسه، ويحقق بعض ما يريد القيام به.

لا أدري لماذا تشعرين بقلة التواصل العاطفي مع أسرتك، وطبيعة التفاعل بينك وبينهم، ولكن هذا لا يعني أن الإنسان لا يمكنه تغيير هذه الطبيعة التي تربى عليها، فدوماً هناك متسع للتغيير والتعديل، وحتى في تواصلنا العاطفي مع الآخرين.

وهنا يأتي دور المهارات الاجتماعية، وهي الخبرة في تعاملنا مع الناس من حولنا، وأفضل مصدر لها هو الخبرة العملية في التعامل مع الناس، وهذا ما يساعد على تغيير الأمر الأول الذي ذكرناه، فحاولي معاشرة الناس من الأسرة والأقرباء وغيرهم، ومن خلالها ستكتسبين هذه المهارات الاجتماعية التي ستساعدك على إيجاد التوازن المطلوب بين طبيعتك التي تفضل العزلة، وبين الاختلاط بالآخرين من باب الآداب الاجتماعية، والتواصل الاجتماعي، وستتمكنين من هذا، وخاصة أنك في 19 من العمر.

طبعا كلنا كبشر نحتاج لمن نتحدث معه، ويستمع إلينا، ونقدم له مشاعرنا وعواطفنا، كما أنه يفعل نفس الشيء معنا، وهذه من النتائج الهامة للمهارات الاجتماعية؛ لأن الإنسان بطبيعته مخلوق اجتماعي، وفي كثير من الأحيان قد تتوقف سعادتنا على مثل هذا التواصل العاطفي مع الناس من حولنا.

فهيّ حاولي التواصل مع من حولك، ولو بشيء من التدرج، والأمر سيصبح أسهل وأسهل من خلال الممارسة.

وفقك الله، وكتب لك النجاح.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً